إن الشاهد الوحيد على رداءة المستوى المحلي هو التلفاز، إذا مانقلت مباريات الدوري المحلي معناه أنك تشاهد فضائح اللاعبين وتترسخ قناعتك بأنه ولا لاعب يمني يستحق كلمة الأفضل، فعبر النقل الفضائي تبدو كرتنا جداً متأخرة، وكم تبدو الرياضة قديمة ولاتكاد تلامس أي شيء مما تشاهده العين عبر البث لدوريات الكرة العربية، في دورينا لاترتيب، لاتحضير، لاتقديم عرض بإمكانه أن يجعل الجالس تنصب عينيه لمشاهدة مايمكن أن يمتعه بالفرجة، خلال الثلاث مباريات التي كانت للأهلي واليرموك والتلال والشعلة والوحدة عدن والصقر، ليس هناك مايمكن أن نسميه اللعب بالكرة، فالهرولة بالجمع وراء الكرة هي السمة الفاضحة للعين على مستوى الأداء داخل المستطيلات مايجعل طابع اللقاءات في الشكل العام ممل وفقير من إبراز الفنون المهارية، الصورة تبدو واضحة بأن الكرة اليمنية في أزمة التطلع إلى التطور، أزمة الكرة اليمنية في النادي الذي ليس بمقدوره تأمين المادة التي بإمكانها أن تصنع النجوم من خلال إيجاد مدارس كروية على مستوى عالٍ.. مدارس جادة بقدرات كوادر مؤهلين علمياً.. مدارس حقيقية يقودها خبراء في عالم الرياضة وهنا وحده يبرز المال كأزمة تفرمل القدم اليمنية ..مانسمعه عن وجود داعمين لايتعدون أصابع اليد الواحدة في الساحة الرياضية.. فليس هناك داعم تبنى فكرة إنشاء مدرسة كروية تعود عليه أولاً بالربح وعلى الكرة اليمنية بالارتقاء، فمن يشاهد نقل مبارياتنا يستنتج تماماً بأن الدوري المحلي جداً ضعيف ..بالتالي فمخرجات الدوري بالضرورة صورة عن واقع الكرة والدوري الضعيف لاينتج إلا منتخباً ضعيفاً، وإذا ماسرنا على ذلك فسيظل الحال كما هو حال مبارياتنا عبر الشاشة الفضية وبالعودة إلى المباريات كذلك هو حال اللاعبين المستجلبين بداعي الاحتراف لخلق حالة وعي واستفادة للاعب اليمني، فاللاعبون المستقدمين ليسوا أفضل حالاً بكثير من اللاعب المحلي، وأظن أغلبهم لايشكل إضافة إلى مستوى الدوري، وليس من المعقول أن يحترف اللاعبون ذوي السمعة الكروية الكبيرة في دوري لايحمل سمعة رياضية صداها لم يتجاوز الداخل.. والملاحظ أن اللاعبين المحترفين ذوي القيمة البسيطة بالتأكيد قيمتهم الفعلية الرياضية داخل الملعب لن تكون إلا بسيطة ولا أظنهم مؤثرين إلا ماندر.. وعليه لابد من دعم حكومي .. دعم حقيقي بإمكانه أن يجعل من الأندية مؤسسات إيرادية أو شركات استثمارية باستطاعتها جلب مدربين أكفاء هم من يخطط للرياضة اليمنية، كما لانغفل قيمة اللاعب حيث لابد وأن يعامل بفهم الاحتراف الحقيقي، لابد أن تصبح الكرة عند اللاعب مهنة يجني منها المال الذي يجعله يعيش حياة رغدة، كما أنه لكل مهنة شروط وضوابط فللرياضة شروطها وإذا ماسقطت شروط التطور والنجاح فإن رياضتنا ستظل كما هي كرة قدم رسمية من أصل الحواري.