سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العلماء يناقشون متطلبات تجديد الفكر في الدين الإسلامي باصرة دعا إلى تحديث الوسائل.. والزنداني طالب بإيقاظ الفكر .. والتركي حث على التجديد دون التغيير في المفاهيم
بدأت أمس في صنعاء أعمال المؤتمر الثامن لرابطة الجامعات الإسلامية حول التجديد في الفكر الإسلامي، الذي تنظمه جامعة صنعاء بالتعاون مع جامعة الإيمان ورابطة الجامعات الإسلامية. ويهدف المؤتمر، الذي يستمر أربعة أيام بمشاركة كوكبة من العلماء والمفكرين في العالمين العربي والإسلامي، إلى إبراز عالمية الإسلام وصلاحيته كدين لكل زمان، وإبراز واجب الجامعات الإسلامية في التأهيل للاجتهاد والتجديد، وإثبات أن التجديد فريضة إسلامية وسنة متبعة، وبيان اتجاهات التجديد وأهم ضوابطه. ويستعرض المؤتمرون أكثر من 50 بحثاً علمياً تتناول متطلبات تجديد الفكر في الدين الإسلامي ومحددات النهوض العلمي للجامعات الإسلامية موزعة في ستة محاور. فيما تركز المحاور على مفهوم التجديد وضوابطه في الإسلام، مجالات التجديد في الفقه وأصوله، الدعوة، مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، التجديد في مجالات الإيمان والعقيدة والإعجاز العلمي، نماذج من المجددين عبر التاريخ الإسلامي، التجديد في اليمن نماذج من مجددي أهل اليمن ومجددين آخرين، ومدارس التجديد في العصر الحديث. كلمة باصرة وفي حفل الافتتاح أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح باصرة، الأهمية التي يكتسبها المؤتمر في الخروج برؤية تعزز دور الجامعات في تجديد الفكر الإسلامي ولعب دور ريادي في مجالات الفكر ومواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في جميع المجالات. وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي: يعوَّل على أن الجامعات لن تستطيع القيام بدورها الريادي إلا إذا جددت نشاطها وطرق ووسائل تعليمها وكذا تطوير أدوات وظائفها الأربع. وأكد الدكتور باصرة دور الجامعات في تجديد الفكر الإسلامي من خلال وظائفها الأربع المتمثلة في التعليم، البحث العلمي، خدمة المجتمع، استشراف المستقبل، عبر الارتقاء بوسائل تلك الوظائف وتحديثها وتجديدها بمضامين العلوم ومتعلقات الفكر الإنساني.. وربط تطوير سياسة التعليم بمغادرة أساليب التلقين، والعمل على تنمية أسلوب التفكير وتقليل المسافة بين الأستاذ والطالب. وقال: إنه إذا أردنا داعية إسلامياً أو خطيباً أو أستاذاً متمكناً، فعلينا أن نعلمه المهارات التي تمكنه من أداء هذا الدور بشيء من الجودة والتحبيب للآخرين. وبيَّن أن الجامعات في مجال البحث العلمي في حاجة إلى إجراء بحوث ودراسات إسلامية يمكن الإسهام من خلالها في تجديد الفكر الإسلامي والفكر بشكل عام. وأضاف: إذا أصلحنا تعليم الجامعات الإسلامية والعامة سنتمكن من تحدي العالم بالعلم والتعليم ونعلم الآخرين أننا أمة وسط، وديننا دين الاعتدال والتسامح. بدوره أشار رئيس جامعة صنعاء - رئيس المؤتمر - الدكتور خالد طميم، إلى ما يهدف إليه التجديد من حفظ لقيم الدين الإسلامي، والدور الذي ينبغي أن تقوم به الجامعات في هذا المجال من وضع المناهج العلمية وتحديد الطرق والوسائل التي تنشئ مجددين ومجتهدين في مختلف مجالات الفكر الإسلامي. وأكد المكانة العالمية للإسلام كدين وسطي وشامل لكل زمان ومكان، ينبغي أن يظهره المفكرون بواقعه المتماشي مع الفطرة الإنسانية السليمة من خلال اعتماد أنماط التفكير والتحاور الجاد والمتوازن والمعتدل. فيما لفت رئيس جامعة الإيمان، نائب رئيس المؤتمر، الشيخ عبدالمجيد الزنداني، إلى عوامل تجديد الدين، ودور المجددين في إسعاد الأمة واستمرار مجدها وعظمة رسالتها. وقال الشيخ عبدالمجيد الزنداني: إن الأمة الإسلامية تحتاج إلى تجديد في الفكر، يوقظها من غفلتها، ويزيل جهالتها، ويذكِّرها بحقائق دينها وما تحتاجه لدنياها، ويهديها إلى الحق، ويخرجها من الظلمات إلى النور. وأشار إلى أنه لن يقوم بهذا الدور إلا المجددون من العلماء الأفذاذ، عبر جهود الجامعات والمؤسسات التعليمية والتربوية الإسلامية في إعداد وتعليم وتزكية هؤلاء العلماء المجددين. وأبرز الشيخ عبدالمجيد الزنداني الدور الذي يعوَّل على رابطة الجامعات الإسلامية في النهوض بمستوى الجامعات الإسلامية منهجاً وشيوخاً ومربين وبرامج علمية وعملية بما يحقق للأمة الحصول على العلماء القادرين على الاجتهاد والتجديد. فيما اعتبر رئيس رابطة العالم الإسلامي، رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي، أن مسألة تجديد الدين ترتكز على أمرين مهمين، يتمثلان في أن الدين أمر رباني لا يملك أحد من البشر أن يبدل منه شيئاً، والثاني في أن الله تعالى قد أكمل الدين، ولذلك فالدين كامل في ذاته، وإنما ينقص ويضعف في تطبيق الأمة له وتمسكها به. وأكد أن التجديد الديني لا يعني التغيير لمفاهيمه ومضامينه حتى تتوافق مع التغيرات التي تحدث في الفكر الإنساني العام، وأن واقعية الإسلام وانسجامه مع تطورات أساليب الحياة لا يقتضي بالضرورة تقبل كل جديد وتطويع أحكام الإسلام وتشريعاته لتستوعبه وتقره، حيث طرأت على الحياة المعاصرة أشياء هادمة للأخلاق والقيم ومنحرفة بالفطرة البشرية عن سواء السبيل. وقال: التجديد مشروع يحتاج إلى توظيف مختلف الاختصاصات والمواقع القيادية للأمة، والعلماء الربانيون هم من يسيِّرون دفته. إلى ذلك ألقيت كلمتان عن الأمانة العامة لرابطة الجامعات الإسلامية من قبل الدكتور نبيل السمالوطي، وعن المشاركين من مدير وحدة بحوث التنمية بمجلة «حراء التركية» أجير أشيوك، تطرقتا إلى ما يمثله المؤتمر من فعالية تلتقي فيها نخبة من القامات العلمية والفكرية لبحث موضوع تنويري، يهدف إلى تجديد دين الأمة وتجدد عطائها للبشرية جمعاء.