-1- مدّ يدك لأراكَ أكادُ لا أَرى تحدقُ بي وريقات خضراء مائلة ولا أراها يتأملني الضوء في الزاوية الصورة والغبار لا أُرى وجودٌ ينقصه سطوع. تراني مرايا مقعرة أكون مهجورة ومتروكة تنظرني أشيائي التي رميتُ أتأملُ زوالها في العتمة وأحلم بمنازل بعيدة منكشفة ضبابٌ يلفُ أرضاً خراباً شمسٌ مطرودة تغوي نهاراً تهجر حين تشتعل الرغبةُ. قفرٌ هذا المكان قفرٌ أغنيات تخرجُ من النوافذ وتضيعُ في الهواء رسائل يتناقلها سعاةٌ, موسيقى لعازفين تآكلت آذانهم تفوح كأرواح تعطي سرها وتضيء. قفرٌ لأن لا شيء لا شيء آخر لا قبلة تهيم في فراغ. لا أكون إذ لا أكون لا يشبهني شيء في هذا المنفى سوى النسيان, أنسى لأكتمل لأرى الحقيقة لتكون لي يدٌ تقرعُ يدٌ تتكسر في نافذة. مشيتُ إلى هضبة مشيتُ على مرايا مكسّرة ومعي أنفاسي صوراً تتكررُ. إذن مرة أخرى وأنت تدير رأسكَ جهة النافذة وتنظرُ بعيداً, مرة أخرى لا بدّ من القول: نحن لسنا هنا إلاّ لأننا بين هؤلاء. أرأيتني بينما كنتُ أدخلُ تركتُ شالي على مقعد وتركتُ معطفي ثم أن الباب انفتحَ وضربني ضياءٌ. كنتُ خائفة وكان البابُ مفتوحاً وأنا أسمع من ذلك البعد الخفيف. الهواء فتح النوافذ ومات على الأرائك هبَّ بالقطن كشّفه, وتركني في مهب الضوء. -2- لو أنك تركتني أنام. مرة أذكر جيداً فتحتُ حديقة ياسمين ورأيتُ ألواناً تلتقطُ أشياء لا أراها, وتطيرُ خفتُ أن أجرحَ العراء بقدمي إلتفتُّ, ورجعتُ إلى مغيب, لكن الأجنحة لم تتركني خفقتْ والتقطتني. كان السريرُ والشراشف مرسومة بالأزهار ولم يكن لي رأٍس لأتشمم التراب ذلك انني كنتُ لا أحلم ذلك أنه لم تكن لي عينان لأحلم. مرة, كان صباح وكانت شمس هازئة تَزور غرفتي لأصير اثنين واحدٌ ينام, متروكاً وآخر يشبهني وكلانا كنا نحترقُ بلا شعور مرات كثيرة تلك التي حدثتك عنها لأنني هنا متروكة, لا بدّ أن أحدثكَ. هذه حكاية أخيرة: كنتُ أمشي في شارع وكان بيتٌ أخيرٌ دخلته رأيت مزهرية وحشائش سوداء وصورتي في حائط رأيتُ وجهي مكان وجهي ومال ظلّ وفجأة ثلجٌ كثيرٌ غطى الأرض ورأيتُ: كنتُ أركضُ وأخطفُ الثلج كريات وفجأة تبللت الصورة خرجتُ, وما زال الشارع مسدوداً والأعلام كانت ما تزال ملونة والعراء كان يموت