أهلاً بك عزيزي القارئ في سلسلة جديدة وعالم جديد هو عالم القيادة والقوة، أبحر معك في عقول القادة لنستخلص منه عصارة الخبرة، ولهيب التجربة، وخلاصة القول. نعيش اليوم في عالم لايلتفت للضعفاء ولايسهم ولايعترف بهم، إنما يعترف بالأقوياء النابهين. عالم لايمكننا تغييره ليعمل وفق قوانين نخترعها نحن، لكن بإمكاننا تنمية ذواتنا، وإمكاناتنا لنصبح أكثر قوة وقدرة وفعالية، نستطيع أن نصنع لأنفسنا جسراً قوياً من المهارات الفعالة لنختصر الطريق للقمة والسعادة. - القادة يولدون ولا يصنعون.. عبارة أنتشرت قديماً حيث كان الملك يولد ملكاً، والأمير يحمل لقبه وهو في المهد، لكن هذه المقولة فقدت مصداقيتها شيئاً فشيئاً نظراً لظهور قادة غيروا مجرى الحياة بالرغم من أن نشأتهم كانت شديدة التواضع والبساطة، وبتأمل حالهم وحياتهم وجد أن هؤلاء القادة تعلموا وصقلوا مواهبهم القيادية حتى أصبحوا بالفعل قادة عظماء. ولو كانت القيادة هبة من السماء لايمكن تعلمها، لما أتعبنا أنفسنا في كتابة هذه السلسلة الرائعة والتي نخبرك من خلالها كيف ان القيادة عادات مكتسبة وتربية مستمرة، مع إيماننا بأن هناك أشخاصاً قد يولدون بصفات قيادية فطرية، إلا أن الأصل أن القائد يصنع ويربي. كثيراً مانسمع أسئلة من أشخاص مثل «هل بالفعل أستطيع أن أكون قائداً ؟» أو من يقول «لست أنا من يصلح لقيادة البشر» ولهؤلاء أقول إن القيادة ممكنة شريطة تغيير اعتقادهم ومفاهيمهم. هناك قاعدة مهمة في علم البرمجة تقول «إذا ماحقق شخص ما شيئاً ما، فإن أي شخص آخر يستطيع تحقيق هذا الأمر، إذا ماالتزم بفعل الشيء الصحيح. وتعلم كيف يفعلها. ويوجد شرط لنجاح هذه القاعدة وهو أن تتوفر لدى هذا المرء الرغبة أولاً كي يفعل هذا الأمر.. يجب أن تكون بداخلك رغبة جياشة عارمة كي تصبح قائداً.. ثم بعد ذلك اسأل نفسك «كيف أصبح قائداً » هل قراءة كتب تتحدث عن صفات ومهارات القادة تجدي في صنع قائد ؟ لاشك أن المعرفة بشيء هام وضروري في صنع القائد، لكنها لايمكن أن تكون كافية ولو قرأت كتب الأرض جميعاً إذا لم تلتزم بنظم القيادة. فالقيادة التزام ونظام وأسلوب حياة، وارتقاء دائم وفي الأسابيع القادمة بمشيئة الله سنتعرف على بعض مهارات القيادة، ونضع أيدينا على نقاط هامة في شخصية القائد، ولكن المهم الممارسة، فبالممارسة ستتعلم أكثر وترتقي أكثر. [email protected]