هل للقائد صفات معينة يجب أن يتصف بها ؟! هناك اختلاف بين علماء الإدارة حول وجود صفات محددة للقائد، فهناك من قال ان للقائد صفات محددة يجب أن تتوافر فيه، ومنهم من قال بأن إفراد خواص للقائد أمر غير صحيح وان القادة يختلفون في سماتهم وصفاتهم، ودللوا على أن هناك من القادة من تجده هادئاً رصيناً، وهناك الثوري الشديد، وهناك الفصيح البليغ، وهناك الصامت الذي يتخذ القرارات الحاسمة في صمت وهدوء، كما أن هناك القائد المبتسم الذي يتمتع بكاريزما اجتماعية ساحرة، وهناك المتجهم الصارم. وكان على رأس من قال بأنه من العبث ذكر صفات معينة للقادة استاذ الإدارة الشهير «بيتر دركر» والذي أوضح بعد بحث طويل ودراسة ان المسألة ليست مسألة صفات يجب توافرها للقادة، بل إن الأمر يتوقف على الظرف والمواقف، وعلى قدرة القائد في اتخاذ التصرف السليم حيال أمر ما. وفي الحقيقة، ان الأمر جدلي، ولكل مختص رأي، ولكن هناك شبه اتفاق بين جميع المؤسسات أن هناك صفات هامة وضرورية يجب أن تتوافر لمن يشغل المناصب القيادية، بالرغم من الإيمان بأن الصفات الخاصة التي لايمكن حصرها مهمة جداً، إلا أن هناك، خطوطاً عريضة للشخصية القيادية.. فهناك صفات وسمات هامة يجب أن تتوافر في شخصية القائد منها : - التخطيط : يقال ان القائد يمضي 08% من وقته في التخطيط، بينما 02% في التنفيذ و لايدع شيئاً للصدفة. - التنظيم : القائد يعمل في محيط منظم منضبط، وهو يمتاز بالتنظيم بدءً من وقته وأهدافه وأولوياته، إلى تنظيم مكتبه وأوراقه. - اتخاذ القرار : القيادة هي فن اتخاذ القرار، القائد يصنع الحدث ولاينتظر مايحدث. - الذكاء الاجتماعي : ماهر في تواصله مع الآخر، يعرف كيف يتحدث ويوصل رسالته للآخر كما أنه مستمع جيد ومحاور جيد رائع. - التفويض: يعرف كيف يفوض، ومتى يفوض، ويعطي المهام للاشخاص القادرين على إنجازها. - الرؤية الثاقبة: يرى مالايراه الآخرون، يتقبل النقد الموجه إليه، هو الذي يصنع الخطط المبدعة الجديدة، ويغرس الحماسة لهذه الأفكار الجديدة المبدعة في الآخرين. - التحفيز: قادر على بث روح الحماسة والتحفيز في نفوس اتباعه، يؤمن بقوة التحفيز في استنفار قدرات رجاله. - الثقة: لايوجد قائد مزعزع الثقة ، ثقة القائد في قدراته ومبادئه هي التي تعطيه القوة في السيطرة على المواقف والمشكلات. - الالتزام الخلقي: وتعد هذه الصفة إحدى أهم وأقوى خصائص القائد الناجح، لاسيما في الرؤية الإسلامية، فالقائد لايمكنه تحقيق مكاسب دنيوية أو سريعة على حساب مبادئه وقيمه ومعتقداته. كما أن الدراسات الحديثة تؤكد أن الاتباع شديدي التفاعل مع الشخصية الملتزمة خلقيا وتشعر بالأمان في التعامل معه. - الذكاء العقلي: لايشترط ان يكون القائد عبقرياً، لكنه يجب أن يتمتع بذكاء فوق المتوسط، يؤهله للتعامل مع المعلومات المختلفة والمشكلات الطارئة والمواقف الصعبة. هذه عدة صفات للشخصية القيادية، مع التأكيد على أن الأمر أعمق من مجرد صفات محدودة، لكن أوضحنا ماهو هام وضروري للشخصية القيادية، وبأنه لايكون القائد فعالاً وبارزاً بدون تواجد مافيه.