“جئت اليمن قاصاً وأغادرها شاعراً “ .... لم يكن القاص السعودي جمعان الغامدي بهذه الكلمات يجامل مودعيه بعد مشاركته في فعاليات الأيام الثقافية السعودية التي اختتمت الأحد الماضي بالمكلا بعد تواصل تنظيمها في صنعاء وعدن... بل كان يقصد هذا مؤكداً “كل ما في اليمن يبوح بالشعر ، كل شيء في هذا البلد كأنه قصيدة!”. واوضح عقب مشاركته في امسية قصصية في المكلا مؤخراً: لقد منحتنا الأيام الثقافية فرصة ثمينة قطفنا ثمارها من خلال اللقاءات المتواصلة مع مثقفي اليمن منذ وصولنا إلى مطار صنعاء وحتى اختتام الفعاليات في مدينة المكلا ... لم تتوقف لقاءاتنا بأدباء اليمن من شعراء وقاصين وروائيين وغيرها والذين ألقوا كثيراً من قصائدهم وقصصهم وأطلعونا على بعض نتاجاتهم في كثير من اللقاءات التي جمعتنا بهم على هامش هذه الفعاليات “. واضاف في حديث إلى وكالة الانباء اليمنية (سبأ) : لقد قرأت كثيراً عن اليمن فقرأت للمقالح والبردوني وكثير من ادباء اليمن الذين اقتنيت كتبهم لاكتشف من خلالهم ان اليمن من اهم منابع الشعر و من اجمل قصائده فضلاً عما منحتني هذه الزياة من اكتشاف البلد فوجدت ان ذلك التجاوز الشعري يتجلى بوضوح في كل شيء في هذا البلد بدءاً من جماليات المكان وبشاشة كل شيء فيه ،فهذه المباني القديمة في صنعاء وطرازها المعماري ما هي إلا قصيدة من شعر وكذلك بشاشة ودهشة الناس ما هي الا بوح شاعر و كذلك بقية تفاصيل المنظر من جبال وغيرها ..بما في ذلك الأدب والثقافة فقد وجدت المشهد اليمني معطراً بابداع متنوع ومتميز فالتقيت وتعرفت باسماء كثيرة وادهشني العمق والوعي الشعري والادبي لدى الكثير .. كلها اثرت في و اوقدت جذوة الشعر في روحي وستؤثر في قريحتي الشعرية وان شاء الله ساعود واكتب قصيدة عن اليمن. يقول الغامدي: طقست جغرافية اليمن لانني درست الجغرافيا في جامعة الملك عبدالعزيز وادرِّس مادة الجغرافيا للطلاب فادرسهم التضاريس والمناخ والجبال والصحارى والبحار في كل بلد بما في ذلك اليمن ..لكن عندما زرت اليمن اختلف المنظر كثيراً فالحياة بكل ما فيها في هذا البلد مختلفة ورائعة. ويضيف: من يتجول في مدينة صنعاء القديمة وأسواقها يلتقي حرفييها و رجالها واطفالها ويكتشف عبق ذلك الانسان وفضاء ذلك الابداع في هذا المدينة سيشعر بالتاكيد بحنين الى هذا الوطن الجميل. واعرب عن امله في تكرار تنظيم فعاليات الايام الثقافية في البلدين مشيداً بمستوى تفاعل الجمهور اليمني مع الفعاليات مبدياً دهشته ازاء ما وجده من مستوى حققته المرأة اليمنية وحضورها اللافت في الفعاليات ومداخلاتها المتميزة والتي عكست المستوى الأكاديمي والثقافي والابداعي الذي وصلت اليه.