عبر مصدر مسئول بوزارة الخارجية عن أسفه لما احتواه تقرير الخارجية الأمريكية عن وضع حقوق الإنسان للعام 2008م من معلومات غير صحيحة عن وضع حقوق الإنسان في اليمن الأمر الذي يشكك في مصداقية التقرير . وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن الجمهورية اليمنية اطلعت على تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن وضع حقوق الإنسان في اليمن خلال العام المنصرم 2008م والصادر نهاية الشهر الماضي وأن اليمن التي طالما تعاملت مع تقارير أوضاع وممارسات حقوق الإنسان سواء الوطنية أو الإقليمية أو الدولية بروح منفتحة إيماناً منها بأهمية احترام حقوق الإنسان والحريات العامة تؤكد أنها ستظل على النهج الذي اختطته لنفسها منذ اختارت النهج الديمقراطي التعددي القائم على احترام حرية الرأي والتعبير وكفالة الحقوق والحريات لكافة المواطنين. وأضاف المصدر:ولقد عملت الحكومة اليمنية على دراسة التقارير والرد عليها رغبة منها في استمرار التعاطي بإيجابية مع تقارير أوضاع وممارسات حقوق الإنسان وفي وضع الأمور في نصابها وتفنيد ما يلتبس على معدي التقارير أو البناء على معلومات خاطئة من مصادر لا تلتزم الحياد والمصداقية ولا تعنيها الحقيقة بقدر ما يعنيها خدمة أهدافها السياسية ، ولكن من المؤسف أن التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية قد احتوى في معظم فقراته على معلومات غير صحيحة وعلى التكرار ولغة التعميم وسرد الادعاءات الباطلة دون تحديد للانتهاك أو مكان وزمان وقوعه خاصة وإن تلك التعميمات غير المحددة لا تخدم الهدف من إعداد هذه التقارير ولا تسهم في معالجة القضايا مما يجعل التقرير غير ذي جدوى ويشكك في مصداقيته". وتابع المصدر قائلاً :ولقد دأب موظفون في وزارة الخارجية من الإدارة الأمريكية السابقة على ترديد مثل هذه الادعاءات والمزاعم التي لا أساس لها من الصحة وسياقها في تقاريرهم السنوية وبصيغة روتينية جاهزة ومنها ما جاء في التقرير الأخير الصادر عن الوزارة دون أن يكلف هؤلاء أنفسهم كما هي العادة في البحث عن الحقيقة وملامسة الواقع وإدراك حقيقة ماحققته اليمن من تقدم ملحوظ في مجال احترام حقوق الإنسان وممارسة الحريات والممارسات الديمقراطية عموماً". وبات من الواضح أن التقرير الأمريكي لحقوق الإنسان لا يراعي الاختلافات المجتمعية ولا تأثير الموروثات الشعبية على خيارات وأساليب الناس في إدارة شؤونهم الحياتية أو حل النزاعات بينهم فقضايا مثل الثأر والتحكيم القبلي لها ارتباطاتها العميقة بنسيج المجتمع القبلي ويجب ان تحترم كما أنه لا يهتم بمتطلبات المعالجة والإمكانات اللازمة لتعزيز التمتع بكثير من الحقوق والحريات. وأضاف : يذكر التقرير وقائع لا يستبين القارئ علاقتها بحقوق الإنسان والجهة التي يحملها المسؤولية ومن ذلك الأحداث الإرهابية التي وقعت خلال العام الماضي وأعمال التفتيش والاعتقال الاحترازي المؤطر في حدود القانون والتي تقع ضمن اختصاص أجهزة الأمن وضمن مسؤوليتها للحفاظ على الأمن والطمأنينة والسلام المجتمعي وهو لا يفرق بين انتهاك الحريات وحقوق الإنسان ولجوء الدولة الاضطراري للاضطلاع بواجباتها ومسؤولياتها من أجل حماية الدستور والقانون والحفاظ على أمن وحقوق المواطنين وحرياتهم". وقال المصدر :إن التقرير يشير إلى وجود آلية وطنية لحماية حقوق الإنسان والى قوانين تؤطر تلك الحقوق وتجرم انتهاكها وتعاقب على ذلك ومن هذا المنطلق فإن ما ينشر في الصحف وبخاصة المعارضة لا يمكن اعتباره بلاغات رسمية يمكن للجهات القضائية التحرك بموجبه بل لابد من اتباع الآليات المقرة بحسب القانون. وفيما يتعلق باللاجئين وتعرضهم لانتهاكات أكد المصدر أن اليمن هي الدولة التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين بين دول المنطقة وذلك انطلاقاً من التزاماتها الدينية والإنسانية والأخلاقية واحتراماً لالتزاماتها القانونية النابعة من عضويتها في الاتفاقيات الدولية برغم ما يتسبب فيه هؤلاء اللاجئون من إشكالات اقتصادية وأمنية واجتماعية ويجب ان يضطلع المجتمع الدولي بواجبه في مساعدة اليمن على توفير الخدمات والرعاية اللازمة لهؤلاء اللاجئين ، ويتجاهل التقرير الإشادة التي تحظى بها اليمن من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومن العديد من الدول على جهودها في رعاية اللاجئين وتوفير احتياجاتهم كما إنه لا يفرق بين اللاجئين في اليمن وبين المتسللين إليها بطرق غير شرعية. وقال المصدر ورغم عدم التوازن الذي جاء في التقرير فإن الجمهورية اليمنية ستستمر في التعامل بإيجابية مع تقارير حقوق الإنسان طالما انتهجت المصداقية والنقد البناء ومن اللافت للنظر والمشجع أن الإدارة الأمريكية دعت دول العالم إلى رصد انتهاكات حقوق الإنسان التي تقع في الولاياتالمتحدة مما يعني إدراكها المنطقي لاستحالة وجود مجتمع إنساني لا تقع فيه أخطاء وانتهاكات لحقوق الإنسان بشكل فردي وهذا يعني عدم وجود وضع مثالي لحقوق الإنسان في العالم ويعني اعترافاً بأن الولاياتالمتحدة نفسها تمارس فيها انتهاكات لحقوق الإنسان". واختتم المصدر تصريحه قائلاً: إن الولاياتالمتحدة ليست في الوضع المناسب لتكون مؤهلة اليوم لانتقاد أوضاع حقوق الإنسان في أي من دول العالم خاصة بعد الممارسات اللاإنسانية والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها وما تزال في العديد من دول العالم والتي يندي لها الجبين الإنساني سواء العراق أو أفغانستان أو الصومال أو ما يجري في معتقل جونتانامو.« ومن كان بيته من زجاج عليه ألا يرمي بيوت الناس بحجر».