إلى «محمد حسين هيثم»... من باغتنا برحيل مفاجئ أسرتني الهوام غافلتني.. وتسلقت جدار القلب هجرني ليل القراءة فاتسعت مسافة مابيننا من وعود تشققت عيون الكلمات، جف نبع قريتنا وغاص ماء الطفولة في رمال المستحيل أسرتني الهوام وافترست مائدة الحديث... راودتني عن نفسها وتمترست خلف الجدار الأنثوي ضاق الفضاء من حولي صرخت في اللامكان فأدمتني أشواك التهكم وتكومت على عنقي أصابعها الواهنات أسرتني الهوام فخاصمتني الطبيعة أقفلت ستائر شباكها العالي فلم تعد عيناي تغازل الألوان في حديقة بيتنا المنسي ولم تعد رئتي تسائلني عن زهرة جفت على طرف الممر.. استوطنتني حمى التسارع وحاصرتني وحشة الوهم الكبير أسرتني الهوام كلما استيقظت خلايا الضوء في جسدي تهافت النائمون واستشرت الآهات في صدر المكان ولا أحد كان غيري يفترش الفراغ السرمدي وفي حنايا الروح يقترف ألحان الظلام.