حذرت دراسة علمية للدكتور الدعيس أستاذ الكيمياء الحيوية المساعد بجامعة إب من خطر نقص الكالسيوم لدى النساء اليمنيات الحوامل والمرضعات . الكالسيوم أكثر المعادن وفرة في جسم الإنسان ويلعب دوراً أساسياً في كثير من العمليات الحيوية وهو ضروري في جميع مراحل الحياة خصوصاً خلال مراحل النمو والحمل والرضاعة،ويشكل الكالسيوم حوالي %15من وزن الجسم،كما أن %99منه يتواجد في الهيكل العظمي والأسنان والبقية في الدم وأنسجة الجسم. الكالسيوم ضروري لمعدنة العظامbone mineralization وهو مكون رئيس في سوائل الجسم حيث يتوسط كثيراً من الوظائف الفيزيولوجية في السائلين خارج وداخل الخلوي وكميته الموجودة في السائل خارج الخلوي قليلة جداً مقارنة بالكالسيوم المخزن في العظام، وتقدر كمية الكالسيوم في الشخص السليم ب2.4 ملمول/لتر ونصف هذه الكمية تكون مرتبطة بالألبومين ويسمى الكالسيوم المرتبط، والكالسيوم غير المرتبط (الحر) هو النشط حيوياً، وعادة ما يتم قياس تركيز الكالسيوم الكلي في المصل. والألبومين هو بروتين يصنع في الكبد ويبلغ وزنه الجزيئي 65000، ويقوم الألبومين بربط كل من الكالسيوم والبيليروبين والأحماض الدهنية الحرة وعدد من الأدوية. نقص الألبومين قد يحدث إما بسبب نقص تصنيعه في الكبد أو بسبب زيادة معدل الهدم والفقدان من الجسم، وتوجد كثير من المختبرات التي تقيس مستوى الكالسيوم والألبومين وفيما إذا كان مستوى الألبومين غير طبيعي فإنه يتم استخدام الصيغة التالية: الكالسيوم المرتبط(ملمول/لتر)= الكالسيوم الكلي+0.02(47-الألبومين). يحتاج الجنين أثناء نموه طوال فترة الحمل إلى 30 جرام كالسيوم يأخذها من الأم وهذا قد يكون على حساب كالسيوم عظام الأم إذا قل مدخول الكالسيوم للأم، وتشير بعض الدراسات إلى أن الأمهات اللواتي يتناولن كميات كبيرة من الكالسيوم أثناء الحمل يرتفع مستوى الكالسيوم في حليبهن ويتميز أطفالهن بتمعدن عظام جيد وضغط دموي منخفض نسبياً في حياتهم المستقبلية. يزداد امتصاص الكالسيوم وإخراجه مع البول خلال فترة الحمل لاسيما من بدايته إلى منتصفه مقارنة بفترتي ما قبل الحمل أو بعد الولادة ويقوي هذه الزيادة ارتفاع الحاجة للكالسيوم لنمو عظام الجنين وزيادة ارتشاف العظام، أما عقب الولادة فيعود امتصاص الكالسيوم وإخراجه كما كان قبل الحمل، مع أن بعض الدراسات أشارت إلى انخفاض إخراج الكالسيوم عند المرضعات أثناء الرضاعة الكاملة، علماً بوجود دراسة أخرى تعارض ذلك، علاوة على ذلك فقد لوحظ انخفاض إخراج الكالسيوم بعد توقف الرضاعة، ولكن المعلومات متضاربة حيث إن بعض الدراسات تشير إلى زيادة إخراج الكالسيوم عند غير الحوامل وغير المرضعات خلال الرضاعة الطويلة وبعد الفطام. وهناك نتائج لدراسات مطولة تقترح أن دورة تكون العظام ترتفع في الأشهر الأولى من الإرضاع أكثر من الفترة الأخيرة من الحمل، بل إن مدة الرضاعة تؤثر على أنماط التغيرات الاستقلالية والتي تكون أكثر وضوحاً عند المرضعات لفترات طويلة، ولكن بعض التغيرات تكون واضحة حتى عند النساء اللواتي لا يرضعن. أهداف علمية ومن منطلق اعتبار نقص الكالسيوم سبباً في انتشار مرض الكساح الذي يفرز المئات من المعاقين في المجتمع فقد أجريت دراسة علمية في محافظة إب هدفت إلى دراسة مستوى الكالسيوم والألبومين في دم النساء اليمنيات الحوامل والمرضعات في مدينة إب وعلاقة هذه المستويات بعاملي الحمل والرضاعة وكذلك بالعمر وعدد مرات الإنجاب وعوامل أخرى. وقد شملت 278 امرأة تراوحت أعمارهن بين 20-50 سنة. نقص كالسيوم الدم وبحسب الدراسة التي أعدها الدكتور محمد علي حسن الدعيس أستاذ الكيمياء الحيوية المساعد بكلية العلوم بجامعة إب، الدكتور بكر محمد عبدالله البو أستاذ الكيمياء الحيوية المساعد بجامعة المرقب بالجماهيرية العربية الليبية، فقد لوحظ نقص كالسيوم الدم Hypocalcaemia (كالسيوم المصل 2.1 ملمول/لتر) في كل المجموعات المدروسة، وتدرجت من 75 بالمئة في النساء الحوامل في الثلث الأول للحمل لتصل إلى 33 بالمئة في المجموعة الضابطة وهذه هي أقل نسبة في كل المجموعات المدروسة. ويعتقد معدا الدراسة أن أقل نسبة لنقص الكالسيوم في أفراد المجموعة الضابطة مرتبط بكون هؤلاء النسوة لم يحملن ولم ينجبن من قبل وكذلك قد يكون ذلك مرتبطاً بقلة مدخول الكالسيوم مع القوت اليومي لهن. كذلك شكل نقص الكالسيوم نسبة 41 بالمئة عند المرضعات وهؤلاء النسوة كان مدخول الكالسيوم لهن قليلاً بحسب إفادتهن ونصفهن تقريباً (14 امرأة) كن يتناولن القات بشكل مستمر ونقص الكالسيوم لهؤلاء النسوة غير جيد لهن ولأطفالهن حيث من الممكن حدوث تمعدن غير جيد هؤلاء الأطفال وظهور مشاكل صحية عندهم مستقبلاً. الحمل والكالسيوم كذلك نقص الكالسيوم الدموي تدرج في مجموعات النساء الحوامل على النحو التالي: في الثلث الأول للحمل كان عند 75 بالمئة (30 امرأة) من الحوامل و65 بالمئة (38 امرأة) في الثلث الثاني للحمل ووصلت إلى 42 بالمئة (16امرأة) في الثلث الأخير للحمل. ووفقاً للدراسة فإن نقص الكلسية شكل أعلى نسبة عند الحوامل في الثلث الأول للحمل علماً بأن 86 بالمئة منهن (26امرأة) كن يتناولن الحليب والأدوية الغنية بالكالسيوم، ولكن نقص الكالسيوم في هذه المرحلة يعود لعدة أسباب منها أنه في هذه الفترة يتم تشكل الجنين، وهذا يحتاج لكميات كبيرة من الكالسيوم، بالإضافة إلى أن الحوامل في هذه الفترة يعانين من فقدان الشهية وكثرة الغثيان والقيء. وتشير الدراسة إلى أن أكثر من نصف أفراد هذه المجموعة كن يتناولن القات باستمرار وهذا يدعو للقيام بدراسة مستقلة لدراسة تأثير تناول القات على مستوى الكالسيوم عند الحوامل والمرضعات، ومع تقدم فترة الحمل يلاحظ انخفاض نقص الكلسمية لتصل إلى 42 بالمئة في الثلث الثالث من الحمل وهذا يؤكد أنه في الثلثين الثاني والثالث للحمل يكون الجنين قد اكتمل تشكله وبالتالي يقل استهلاك الكالسيوم، بالإضافة إلى اختفاء أو نقصان حالة القيء والغثيان وبالتالي هذا يقلل من فقدان الكالسيوم ويحسن من تركيزه في الدم ولكن بقاء نقص الكلسمية في أفراد هذه المجموعة كان مقترناً بعدم أو قلة تناول الأمهات للغذاء والأدوية الغنية بالكالسيوم وتناولهن القات علماً بان 50 بالمئة منهن (8 نساء) كن يدخن، ولم تلاحظ الدراسة ارتفاع كالسيوم الدم في أي مجموعة من مجموعات البحث باستثناء مجموعة المرضعات وكان عند 2 بالمئة (امرأتان) في أفراد هذه المجموعة. تأثير العمر ويعتقد معدا الدراسة أنه مع تقدم العمر ومع تكرار عدد مرات الولادة ومع قلة مدخول الكالسيوم اليومي، فإن هذه الأسباب تزيد من احتمال نقص الكالسيوم عند أفراد هذه الفئة العمرية من النساء، وهذا ما يدعو لضرورة مراقبة مستوى الكالسيوم عند النساء الحوامل والمرضعات في هذه السن وضرورة زيادة مدخول الكالسيوم اليومي لهن. تأثير الولادة المتكررة وتشير الدراسة العلمية إلى أن نقص الكالسيوم تدرج من 45 بالمئة عند أفراد المجموعة الأولى ليصل إلى 65 بالمئة عند اللواتي أنجبن أكثر من خمسة أطفال بمعنى زيادة انخفاض تركيز الكالسيوم بزيادة عدد مرات الإنجاب بمعنى أنه مع زيادة عدد الولادات للمرأة تزداد حاجتها إلى كميات أكبر من الكالسيوم خلال الحمل أو الإرضاع. أخطار القات والتدخين وخلصت الدراسة إلى العديد من الاستنتاجات والتي يمكن إيجازها على النحو التالي: - انخفاض مستوى كالسيوم المصل عند الحوامل لاسيما في الثلث الأول للحمل وكذلك عند المرضعات في بداية الرضاعة وبالتالي ضرورة دعم مدخول الكالسيوم لهذه الفئات لتلبية الاحتياجات للأم والطفل. - وجود علاقة وثيقة بين تناول القات ونقص الكالسيوم في مرحلتي الحمل والإرضاع وضرورة توعية الأمهات بأضرار القات والتدخين خصوصاً في هاتين المرحلتين. - انخفاض مستوى الألبومين عند الحوامل في الثلث الثاني وعدم تغيره بنسبة كبيرة عند المرضعات. - وجود علاقة وثيقة بين نقص كالسيوم الدم وعدد مرات الولادة حيث زاد نقص الكالسيوم بزيادة عدد مرات الولاة وبالتالي ضرورة زيادة تناول الكالسيوم لدى النسوة في فترتي الحمل والإرضاع. -انخفاض مستوى الكالسيوم الدموي مع تقدم العمر لاسيما بعد سن الأربعين.