قال الباحث في مجال اللهجات والتراث المهندس المعماري محمد عبدالله القرشي: إن اللهجة الحجرية أشد اللهجات التصاقاً باللغة العربية الفصحى، معللاً ذلك بكثرة انتقال سكان الحجرية وتلاقحهم مع ما جاورهم من مناطق وتداخلهم مع بيئات مختلفة تأثروا وأثروا فيها. وأضاف القرشي في محاضرته المعنونة ب«الحجرية .. اللهجة والتراث» والتي ألقاها أمس بمنتدى «السعيد» الثقافي: إن لهجة الحجرية تأثرت بالعديد من اللهجات واللغات كالهندية والفرعونية والفارسية والتركية والحبشية حتى أنها تأثرت بلغة الإنجليز في المستعمرة القريبة من المنطقة «عدن» إبان تواجد البريطانيين فيها.. وأشار المحاضر إلى العدد الهائل من اللهجات اليمنية، لكنه قال : إن اللهجة الحجرية هي الأقرب للفصحى، ولها أصول عديدة في اللغة اليمنية القديمة وفي القرآن الكريم وحتى في أوراق البردي الفرعونية المكتشفة في مصر وبين ثنايا الكتابة الهيروغليفية. واستعرض القرشي عدة مصطلحات وتعريفات كان أهمها تعريفه للتراث الذي قال : إنه الوعاء الذي تحفظ فيه إبداعات الشعوب ومأثوراتهم .. مبدياً أسفه على عدم إقبال شباب اليوم على التعرف على أصالة أسلافهم وأجدادهم .. وبدلاً عن ذلك تراهم يقبلون على الروايات العاطفية الخالية من أية فائدة علمية، مشبهاً اللهجات الشعبية باللوائح والأنظمة الداخلية التي تفسر اللغة الأم لأي شعب.. وأثريت المحاضرة بالعديد من المداخلات والنقاشات المقدمة من قِبل الحضور.