الإنسان دائماً يبحث عن السعادة ولا يوجد أحد يبحث عن الشقاء لنفسه، لكن أين تكمن السعادة؟ وكيف يمكن للإنسان أن يحصل على السعادة؟ هل السعادة بكثرة الأولاد والأموال؟... أم السعادة في الجاه والمنصب والسلطة؟ كثير من الناس جربوا ذلك ولكن الحقيقة أن السعادة لا يحوزها إلى المؤمن الصادق. وإن من يريد السعادة يجب عليه أن يكون صاحب نفس مطمئنة بقضاء الله وقدره، وعليه أن يكون صاحب التوازن الانفعالي، وهذا لايكون إلا عند الإنسان المؤمن حق الإيمان، وهذا مايطلق عليه بسكينة النفس، وأكثر الناس قلقاً واضطراباً وشعوراً بالحرمان والضياع هم المحرومون من نعمة الإيمان وقد قال الحكيم العليم: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» إن المؤمن إذا رضي بما قسم الله له من الرزق فإنه يعيش في سعادة دائمة، لأنه يشعر أن ما قدر له سوف يأتي إليه، فيظل بعيداً عن الطمع والحرص الشديد الذي يدفع إلى الحقد والحسد والإفراط والغلو في «الطلب» صح طلب الدنيا، وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف«ياأيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله...» صدق رسولنا الكريم .. أخي القارئ المؤمن كن أكثر تفاؤلاً و أوسع أملاً وابعد ما يكون عن التشأوم واليأس، إنك إن شعرت بأنك عبد لخالق الكون يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، ويفرج كرب المكروبين وهم المهمومين ويقبل توبة التائبين، لهذا السبب المؤمن لا يصاب بالإحباط ولا يشعر بخيبة الأمل ولا يعتريه اليأس مهما اشتدت عليه الأمور والأزمات .. إن باب الأمل يجعل الإنسان المؤمن يسير في حياته بخطى واثقة فلا يتعثر ولا يكبو، ويواصل عمله في خدمة نفسه وأمنه ودينه ووطنه، وكلما سدت أمامه طرق فتح الله له طرقاً أخرى كما قال الله عز وجل في محكم كتابه «فإن مع العسر يسرا وإن مع العسر يسرا».