أكثر من 397حادثاً مرورياً أودت بحياة 101 شخص وإصابة 714 آخرين كانت حصيلة الحوادث في محافظة عمران للعام الماضي 2008م ومع تسارع وتيرة الإعمار في المحافظة ووقوعها في تقاطع مع أربع محافظات ما زالت وتيرة الحوادث في تصاعد رغم الآليات والجهود التي تبذل لتخفيض نسبة الحوادث المرورية من قبل إدارة مرور محافظة عمران إلا أن نسبة الانخفاض في الحوادث ما زالت بسيطة لا سيما وهناك إمكانات مطلوبة لتحقيق التوازن بين التوسعات وازدياد الحركة والإجراءات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف.. وللوقوف حول طبيعة الحركة المرورية والجهود المبذولة لتنظيمها للحفاظ على السلامة العامة كان ل (الجمهورية) لقاء مع العقيد محمد أحمد عتيبة - مدير عام مرور محافظة عمران الذي استعرض مختلف هذه القضايا وغيرها من القضايا المطروحة، وقد سألناه أولاً عن جهود الإدارة للحد من الحوادث والإجراءات المتخذة لمواكبة التوسعات وقد بدأ الأخ مدير عام مرور عمران إجاباته بالقول: نقدر للجمهورية متابعتها الدائمة لقضايا المرور، وبالنسبة للمرور في عمران فرجال المرور يبذلون جهداً كبيراً في تنظيم حركة المرور وضبط الحوادث المرورية وكما هو معروف أن محافظة عمران تقع على ملتقى عدد من المحافظات وهذا يسهم في زيادة حركة السير والحركة في اضطراد كل يوم بشكل مستمر نتيجة زيادة الحراك الاجتماعي والاقتصادي وباعتبار عمران منطقة تجارية وصناعية يوجد بها عدد كبير من سيارات النقل الكبيرة وقد تم رصد حركة السير في ساعة الذروة حيث بلغت من 2000إلى 3000سيارة ومركبة في الساعة الواحدة وهذا الحراك يتطلب جهداً كبيراً من الإدارة بكادرها الموجود والإمكانات المتاحة التي لا تفي بالحاجات الضرورية والملحة لمواجهة الخدمات والمهام المتزايدة والمستمرة التي نحتاجها. تزايد معدل الحوادث المرورية وأضاف بالقول: وبالنسبة للحوادث المرورية فهي في تزايد وحوادث السير في تصاعد نتيجة - كما ذكرت - لزيادة الحركة المرورية وبالتالي نعمل قدر الاستطاعة على تخفيضها وسيتم التباحث مع الجهات المعنية في المحافظة كمكتب الأشغال حول وضع معالجات لبعض الطرق وخاصة الأماكن التي يزداد فيها عدد الحوادث فيتم في نهاية كل عام رفع تقارير منها فصلية عن الحوادث التي تحدث في بعض الأماكن بشكل دائم ونعمل على معالجتها في إطار الإمكانات المتاحة وفي حدود إمكانات الجهات المعنية حيث تم وضع إشارات وعلامات مرورية تعمل على تنبيه وتحذير مستخدمي الطريق من خطر هذه الأماكن كوجود المنعطفات مثلاً في طريق الصرارة عمران الصرارة ومنعطف شوقب تم وضع إشارات وخطوط أرضية تنبه بخطورة المنعطف أيضاً في منطقة ذيفان. الحد من الحوادث وفيما يتعلق بالحد من الحوادث قال: إجراءاتنا في الحد منها تتمثل في اتخاذ إجراءات رادعة للمخالفين الذين يرتكبون مخالفات قد تكون سبباً في الحوادث مثل السرعة الزائدة والحمولة الزائدة والصلاحية الفنية للمركبة وقيادة صغار السن والسير عكس الاتجاه وغيرها من المخالفات الخطيرة يتم ضبطها ويتم حجز السيارات في بعض المخالفات الجسيمة لا نكتفي بتحرير القسيمة بل اتخذنا إجراءات بحجز السيارة لأكثر من يوم وفرض غرامات وتعهدات بعدم تكرار المخالفات التي قد تكون سبباً في الحادث أيضاً نقوم بعمل نشرات دورية للتوعية المرورية وإلقاء محاضرات على مدار العام وخصوصاً في اسبوع المرور العربي الذي يستهدف جميع مستخدمي الطريق من سائقين وركاب ومشاة بهدف تجنبيهم الوقوع في الحوادث وأيضاً توزيع الملصقات والنشرات وإقامة معارض الصور، هذه كلها وسائل تهدف إلى رفع مستوى الوعي المروري لدى مستخدمي الطريق وبالتأكيد لا بد أن تكون قضية المرور محور اهتمام الجميع، الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، والجامعة، والأندية، والمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني وجميع الناس لأن القضية المرورية قضية مجتمعية يجب أن نسعى جميعاً للوقوف في وجه هذه الحوادث وأسبابها والحد من تصاعدها وتزايدها الذي أصبح بشكل مخيف. ارتفاع ملحوظ وحول عدد الحوادث المرورية في العام الماضي أضاف العقيد محمد عتيبة: إن الحوادث في 2008م بلغت 397حادثاً مرورياً أدت إلى وفاة 101 شخص وإصابة «714» شخصاً وخسائر مادية قدرت بمائة وستة عشر مليوناً وثمانمائة وستين ألف ريال. وخلال العام 2007م كانت أكبر من 2008م.. حيث بلغت الحوادث في 2007م «404» حوادث وعدد الوفيات 105 حالات بفارق أربع حالات وفاة عن 2008م طبعاً الفارق هذا بسيط ولايمثل التزاماً من قائدي السيارات لأن الحوادث مع مرور السنوات نلاحظ أنها في تزايد مستمر وقد يكون من ضمن الأسباب اتساع شبكة الطرق، لأنه لدينا الآن شبكة طرق كبيرة وهذا يؤدي إلى ارتفاع الحوادث ويبلغ عدد طول الطرق 337 كم وفي المحافظة وهناك أيضاً إجراءات للحد من الحوادث ومنها إجراءات وقائية منها كما قلنا وضع العلامات والاشارات بالتنسيق مع الجهات المعنية مثل مكتب الطرقات وتحذير السائقين بالتوعية المستمرة وطبعاً الشيء الآخر أننا نعمل على تنظيم المواقف للسيارات والحافلات الكبيرة والباصات وبما لايشكل إزدحاماً للطرق في مختلف المناطق وهذا بالتأكيد يسهم في سلاسة حركة السير وتنظيم المواقف والاشارات في مناطق التقاء المحافظة بالمحافظات الأخرى لأن هذه المناطق تشكل مناطق تكثر فيها الحوادث نتيجه الحركة المرورية وصعوبة السيطرة كذلك على منع زيادة نسبة الحوادث لكن نحن بحمدالله توفقنا إلى حد ما في المحافظة على الأقل على نسبة الحوادث وعدم ارتفاعها مع أن الوضع والحركة في تزايد دائم. استعداد لأسبوع المرور أما فيما يخص الاحتفال بأسبوع المرور العربي والاستعدادات لهذه المناسبة القريبة فقد أشار عتيبة بالقول: بالنسبة لأسبوع المرور وكما هو المعتاد سنوياً سيتم تنفيذه وتنفيذ فعالياته وفق خطة نضعها على ضوء خطة مركزية تأتي إلينا من الإدارة العامة للمرور ونحن حالياً في انتظار الخطة العامة لوزارة الداخلية والإدارة العامة للمرور للبدء بتنفيذها بحيث نضع خطتنا واستعداداتنا لاستقبالها وتنفيذها. وعلى إثر هذه الخطة نقوم بإعداد خطة فرعية للمحافظة لاستقبال أسبوع المرور والبدء في الإجراءات الأولية لإعداد النماذج والملصقات وإعداد برامج التوعية المدرسية والندوات التي يتم القاؤها في المعسكرات والمدارس والكليات التابعة لجامعة عمران كل هذه الفعاليات تسير وفق خطة يتم وضعها على ضوء الخطة العامة التي تأتي من الإدارة العامة وتوضع من خلالها أهداف أسبوع المرور وشعاره بحيث تنطلق من واقع الشعار ونحدد اتجاهات لتحقيق أهداف أسبوع المرور القادم. ثمرة وعندما سألناه: هل تعتقدون بوجود ثمرة أو فائدة من التوعية في هذا الأسبوع؟ قال بالتأكيد استطيع القول: إن هناك فائدة لهذا الأسبوع المروري أدت إلى انخفاض معدل الحوادث لأن الزخم في أسبوع المرور بشكل مكثف من خلال الفعاليات المكثفة على مدار الأسبوع وبهذا الحجم من الفعاليات ومعارض الصور هذه الأشياء تؤدي إلى تأثر السائق بها والمجتمع بشكل عام وبالتالي تقل نسبة الحوادث في هذا الأسبوع وخلال الشهر. استهتار وعن كيفية التزام المجتمع في عمران بالقوانين وقواعد المرور قال مدير المرور: نلاحظ بدون مبالغة وجود استهتار وعدم التزام بالقوانين في أوساط الكثير من أصحاب المركبات نتيجة الأوضاع الاجتماعية في المحافظة وانتشار الأمية ولكن نحن نبحث عن تحقيق الالتزام الطوعي النابع من القناعة الذاتية من قبل مستخدمي الطريق وليس من الخوف من المخالفة أو الحجز، وبالتالي نعرف بأن هناك نسبة لابأس بها من السائقين تحرص على الالتزام بمختلف قواعد السير وكل عام نكسب سائقين جدداً ملتزمين بالقواعد ولكن ليس بالنسبة التي نأملها ونأمل مع الأيام ومع كثرة التوعية وإجراءات الضبط أن نحقق رقماً جيداً ومطمئناً يجعلنا نسير بسلام في الطرقات. صعوبات أما حول الصعوبات فقال: الصعوبات التي تواجهنا تكمن أولاً في قلة الإمكانيات ولدينا خطط طموحة وتصورات جادة لتقديم خدمات مرورية أفضل لكن الامكانيات لاتكفي فنحن نطمح مثلاً إلى إيجاد دوريات على الخطوط الطويلة وإيجاد مراكز مراقبة بجانب ماهو موجود من خدمات طبية واسعافية في هذه الطرق وطبعاً مازالت لدينا طرق بحاجة لخدمات الاسعاف ونحن نرى أهمية إيجاد سيارة مرور بجانب كل سيارة اسعاف ولدينا أمل بأن توفر لنا هذه الامكانيات بحيث نقدم خدمة مرورية متميزة من حيث ضبط المخالفات وآليات لسرعة التحرك إلى أماكن وقوع الحوادث ولاسيما كما هو معروف أن محافظة عمران يمتد نطاق اختصاصه حتى نهاية حدود محافظة صعدة إلى منطقة العمشية وإلى حدود محافظة صنعاء وحجة هذه كلها بحاجة إلى سيارات دورية في كل الاتجاهات بحيث يتوفر لدينا آلية سرعة الانتقال إلى مكان الحادث وسرعة إنقاذ الأرواح والمحافظة على الممتلكات، فمن ضمن المعوقات شحة الامكانيات أيضاً الصعوبة الأخرى التي تواجهنا هي ضعف الوعي المروري لدى بعض الناس فالبعض لايستوعب أن رجل المرور يقدم خدمة ويسعف المصاب وينقل الممتلكات ويحافظ عليها بمعنى يقدم خدمة جليلة أو كما قلت البعض لايستوعب هذا الدور وينساه ولا يذكر إلا جانب الضبط ومسلطاً على السائقين لغرض حجز السائقين وتقييد حريتهم كما لا ننكر أن هناك قصوراً من الجانب المروري في بعض النواحي المتعلقة بالأفراد وبالتالي نعتقد أن رجل المرور بحاجة إلى دورات مستمرة لأن هناك قصوراً في جانب التأهيل والتدريب. مركز معلومات وعن أهمية إنشاء مركز معلومات في الإدارة قال: أعتقد بأنه في ظل وجود هذا الكم الهائل من السيارات التي تقبل على البلاد ويتم ترقيمها يومياً لاتوجد جدوى من العمليات التقليدية في تسجيلها وفي متابعة مخالفات ونقل ملكياتها فهناك إجراءات كثيرة ترتبط بالسيارات بدءاً من ترقيمها ثم الانتقال إلى شخص أخر وكما هو معروف في بلادنا لدينا خصوصية في مشاكلنا مثلاً يتعاقب على المركبة أو السيارة الكثير من المالكين، فالسيارة تباع في السنة مرتين وثلاثة ونواجه مشكلة عند الإبلاغ عن حادث معين فنطلب مالك السيارة ونفاجأ بأنه قد باعها لشخص آخر وهكذا حتى ثلاثة وأربعة مشترين متعاقبين ونضطر إلى حجز كل المالكين حتى نصل إلى آخر مالك للسيارة وهذه بالتأكيد مشكلة إدارية أيضاً بالنسبة للتجديدات تجديد السيارات هناك إجراءات كل هذه العمليات لا أعتقد بأنه من السهولة إجراؤها بدقة من خلال العمل الإداري التقليدي بالسجلات وغيرها إذ لابد من وجود مراكز آلية حتى توفر الجهد والوقت وسرعة إخراج المعلومات وتبادلها بين المحافظات من حيث ضبط المخالفات واستيفاؤها وغيرها من المعلومات سواء كانت أمنية أم غيرها ولايمكن أن تتم هذه العمليات بشكل سليم إلا من خلال مركز معلومات وشبكة معلومات تربط جميع المحافظات بالإدارة العامة للمرور المركز الرئيس. وبعد تعيين الأخ يحيى زاهر مديراً للإدارة العامة للمرور نزل إلى المحافظات ومن ضمنها محافظة عمران وتم نزوله مع لجنة من وزارة الداخلية من قبل إدارة التخطيط من أجل وضع التصورات وتحديد مكان لوضع النظام الآلي في الإدارة كما هو الحال في بقية المحافظات وسيتم قريباً استكمال هذا المشروع الذي سيتزامن مع إصدار اللوحة الجديدة.