الشباب الشريحة التي يعول عليها الكثير في الحاضر والمستقبل سواء في القيادة أو النهوض بعملية التنمية في اليمن. ولكن يظل للحكومة اليمنية الدور الكبير في مساعدة هذه الفئة الفعالة لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية داخل الوطن من خلال تحصين النشء والشباب من الأفكار الضالة والهدامة وانتهاج مبدأ الوسطية والاعتدال و تعزيز الهوية الوطنية وبناء القدرات وتنمية المهارات الشبابية. فهناك الكثير من المتربصين ممن يريدون لهذا الوطن التراجع للخلف وإظهار صورة سلبية عن اليمن ومواطنيه لدى دول العالم نتيجة الجهل والتعصب والتطرف وغياب الوعي العلمي والديني الذي يحول دون أن يقتل الأخ أخاه. وهنا يأتي الدور الذي يجب أن تضطلع به الحكومة وأيضاً العلماء والمعلمين في المدارس وأساتذة الجامعات وكل المثقفين المستنيرين في الاهتمام بجيل الشباب وتأهيلهم التأهيل العلمي وتحصينهم بالعلم والمعرفة الصحيحة وتشجيعهم على البحث العلمي الذي يؤهلهم لخدمة وطنهم. فبدءاً من المدرسة ووصولاً إلى الجامعة فإن أعضاء هاتين المؤسستين يقع عليهم الدور الكبير في إنشاء جيل نظيف وتشجيع الشباب على محاربة كل أنواع الخرافات والتعصبات والتطرف الذي يضر بالتنمية والاقتصاد والوحدة الوطنية ويعيق مسيرة الأمة نحو تقدم ومواجهة تحديات العصر. ففي ظل وجود جهل يخيم على البعض يأتي دور العلماء والخطباء والمرشدين بتقديم الخطاب المقبول من خلال توخي الحقيقة وإتباع الموعظة الحسنة في الدعوة والإرشاد وتوعية الناس بأمور دينهم وحثهم وتثقيفهم وتبصيرهم بقيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف المبني على الوسطية والاعتدال. فبجهود الدولة ودعمها للمنظمات سواء الحكومية أو الغير الحكومية التي تهتم بشريحة الشباب فإنها بذلك الدعم تمكن الشباب من التنشئة الصحيحة الخالية من الغلو والتطرف. فالمنظمات التي تعنى بشريحة الشباب لها أيضا دور فعال في تصحيح المعلومات والأفكار المغلوطة لدى الشباب وتوجيههم الوجهة الصحيحة من خلال الملتقيات والفعاليات واللقاءات الأخوية والتي تشغل أوقات فراغهم وبما يعود عليهم بالنفع وإكسابهم بعض المهارات وتحصينهم من الانحراف والانجرار وراء من يسعون إلى هدم الوطن . فالشباب بهم كتلة من الطاقات والقدرات، فقط يحتاجون من يرشدهم إلى الطريق الصحيح لتفريغها بعيدا عن التعبئة الخاطئة والخطاب الديني المتطرف. فتنشئة الشباب وتنمية عقولهم التنمية الحقيقية والصحيحة تحت كنف الدولة ورعايتها أصبحت الآن ضرورة يفرضها الواقع الذي نعيشه في ظل الأخطار والأمراض الرجعية التي تحيط بشريحة الشباب. أخيرا يجب على المجتمع كافة سواء السلطة والحكومة والعلماء والخطباء والمرشدين والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في اليمن العمل على استئصال الظواهر والمخاطر التي تحيط بالشباب واستبدالها بالعلم والمعرفة وتنمية طموحات الشباب .