تأمل أن تكون جماعة المياه في مجمع 22مايو قد قامت بالدور الذي يجب أن تقوم به ونالت رضاكم من خلال قيامها بعملية نشر الوعي المائي بين الطلاب من خلال توزيع الملصقات وعمل اللوحات الحائطية وعمل إذاعات وبرامج صباحية توعوية وإصدار نشرة دورية من مجلة الندى المعنية بقضايا المياه وعقد الاجتماعات داخل الفصول وتوعيتهم بحجم المشكلة المائية بمحافظة تعز خصوصاً واليمن عموماً والمتمثلة في عملية الاستنزاف الذي تعاني منه محافظة تعز منذ أكثر من عقدين من الزمن وعن أسبابها وطرق حمايتها والحد منها. هذه المشكلة التي كما تعلم قد تصدرت اهتمامات أكثر من محافظ ممن تولوا قيادة المحافظة طوال هذه الفترة وفي ظل حكومات متعاقبة حيث أقيمت العديد من الدراسات وورش العمل إلا أنه لم يتم التوصل إلى حل جذري لهذه المشكلة.. والتي ما زالت قائمة حتى اليوم وإن ما قامت به الحكومة في هذا الجانب كحل مؤقت هو حفر الآبار الإسعافية لمياه تعز حيث قد كان السكان يقفون طوابير على أبواب المساجد ليلاً ونهاراً لجلب المياه في الوقت الذي كان البعض منهم قد ترك المدينة وعاد بأهله إلى الريف نتيجة عدم توفر مياه الشرب. فحفر الآبار الإسعافية لم يحل المشكلة بشكل جذري وإنما ساهمت نوعاً ما في توفير المياه إلى المنازل لمدينة تعز على فترات متباعدة تصل إلى المنازل غير صالحة للشرب ويقتصر منفعتها على عملية النظافة وري الأشجار والحيوانات فقط.. مما جعل المواطن يتحمل الكثير من الأعباء المالية في شراء مياه الشرب النظيفة من محطات المياه التي انتشرت بشكل كبير في المدن الرئيسية والثانوية على حد سواء. ولذلك فمشكلة المياه تعتبر مسؤليتنا جميعاً «أفراداً، وأسراً، وحكومة، ومنظمات مجتمع مدني»، ولهذا ينبغي علينا الاستمرار في عملية التوعية بأهمية الحفاظ على المياه من الاستنزاف بمختلف الوسائل والأساليب المقروءة والمسموعة وإقامة الندوات مع طلاب المدارس والمزارعين وتوعيتهم بالمخاطر المستقبلية لعملية الاستنزاف المائي ،هذاالعنصر المهم في الحياة والتي لا يمكن أن تستمر الحياة بدونه. كما يجب على السلطة المحلية في المحافظة وبقية محافظات الجمهورية القيام بدورها في عملية الحد من الاستنزاف المائي بمنع حفر الآبار العشوائية وعمل البحوث والدراسات لإقامة المزيد من الحواجز المائية والسدود وإدراجها ضمن موازنات السلطة المحلية لتنفيذها كون إقامة مثل هذه الحواجز أو السدود ستعمل على تغذية المخزون المائي. وبالمقابل أيضاً يجب عليها القيام بالحد من عملية انتشار زراعة القات والتي أصبحت اليوم تجتاح معظم المساحات الزراعية نتيجة ما تستهلكه هذه الشجرة من المياه ولا تنفع معها وسائل الري الحديثة والوسيلة الوحيدة المستخدمة لري هذه الشجرة هو الري بالغمر.. فنحن ومن خلال قيامنا بعملية التوعية في أوساط المزارعين ممن يقومون بزراعة هذه الشجرة نواجه صعوبة في إقناعهم بنسبة ما تستهلكه هذه الشجرة من المياه بغض النظر عما تعود به من عائد مالي من هذه الشجرة مقابل ما تسهم به في عملية الاستنزاف المائي مهددة بذلك مستقبل الأجبال القادمة. ومن العوامل التي تساعد على تفاقم هذه المشكلة في المدينة زيادة النمو السكاني فضلاً عن الهجرة الداخلية من الريف، ومما يجب علينا أن نهتم به أيضاً هو التوعية بمخاطر التلوث البيئي للمياه ولاسيما في ظل النهضة الصناعية في البلاد وكثرة المصانع في الآونة الأخيرة وما تسببه مخلفات تلك المصانع من تلوث سيىء للمياه. وفي الأخير لايسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم ويساهم في عملية التوعية المائية في أوساط المجتمع من أفراد وجماعات وجهات رسمية ومنظمات المجتمع المدني وفي مقدمتهم فرع الهيئة العامة للموارد المائية بتعزإب الذي ساهم بشكل كبير وملحوظ في هذا الجانب..