احتفلت بلادنا أمس باليوم العالمي لمكافحة الملاريا والذي يصادف ال26 من شهر ابريل من كل عام وذلك تحت شعار «بدء العد التنازلي لدحر الملاريا» وفي الاحتفال القى نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم الارحبي كلمة أوضح خلالها بأن الحكومة تراقب بقلق شديد مشكلة تفشي الملاريا وتأثيراتها السلبية على الصحة العامة ، كما تتابع باهتمام بالغ مختلف الجهود التي تبذلها وزارة الصحة العامة والسكان لمكافحة الوباء الناتج عن عدة عوامل منها: التغيرات المناخية والطبيعية الجغرافية لكثير من المناطق في اليمن بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية والمعيشية للسكان.. مؤكداً في الوقت ذاته بأن الحكومة لن تألو جهداً في تسهيل كل الامكانيات والمتطلبات التي تمكن وزارة الصحة العامة والسكان والبرنامج الوطني لمكافحة وباء الملاريا من أداء المهام المناطة بهم على أكمل وجه وذلك من خلال التنسيق بين وزارة الصحة وبقية الوزارات والقطاعات والجهات الأخرى ذات العلاقة. مشيداً في ختام كلمته بدور مختلف المنظمات الداعمة لليمن في مجال مكافحة الملاريا والذي يأتي في مقدمتها الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا ودول مجلس التعاون الخليجي ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية .. متطلعاً إلى تعاون اكبر بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي فيما يخص مبادرة جعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا بحلول العام 2015م. من جانبه أكد الدكتور عبدالكريم راصع وزير الصحة العمة والسكان أن امراض الملاريا تعتبر من أبرز المشاكل الصحية التي تهدد حياة الإنسان ليس في اليمن فحسب وإنما في العالم بشكل عام ، حيث يتعرض ملايين الناس في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل للإصابة بهذا الوباء الذي يصيب حوالي 250 مليون شخص سنوياً في العالم ويؤدي إلى وفاة أكثر من 000،880 حالة بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.. لذلك يتطلب وقفة جادة وتضافر مختلف الجهود وخاصة أن امراض الملاريا مازالت تشكل احد أهم المشكلات والتحديات الصحية في بلادنا وأكثرها تعقيداً وخطورة منذ عدة عقود ، وتنتشر في اغلب محافظات الجمهورية مع اختلاف درجة التوطن من خفيفة إلى عالية .. وقال الدكتور راصع بأن اليمن تصنف وبائياً ضمن المجموعة الأفريقية الاستوائية للتشابة بينها وبين دول تلك المجموعة لتوطن أخطر أنواع الملاريا وهي الملاريا المنجلية التي تمثل أكثر من 95% من الحالات المسجلة.. واضاف بأن الحالات المسجلة في بلادنا في العام 2005م بلغت حوالي 800 ألف إلى 900 ألف حالة بحسب الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية والبرنامج الوطني لمكافحة هذا الوباء والتي استهدفت المناطق التهامية وجزيرة سقطرى مما يشير إلى أن الوضع في بلادنا مازال في خطر. واشار بأن تلك التقديرات العالمية قد انخفضت في العام 2008م لتصل إلى حوالي 287 ألف حالة شاملة الفحوصات المخبرية والمشخصة سريرياً. وذلك بفضل الدعم الكبير واللا محدود لقطاع الصحة بشكل عام من القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي يولي هذا المجال جل الرعاية والاهتمام بالإضافة إلى الجهود الكبيرة الي تبذلها وزارة الصحة العامة والبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا. واستعرض الدكتور عبدالكريم راصع وزير الصحة العامة والسكان جهود وزارته لدحر أمراض الملاريا وذلك من خلال التوسع الكبير في تنفيذ حملات رش البعوض بالمبيد ذي الاثر الباقي والذي شمل 55 مديرية في عام 2008م وهو ماوفر حماية لحوالي 935 ألف مواطن مقارنة ب 450 ألف مواطن في عام 2006م كما تم التوسع في توزيع الناموسيات لتصل إلى أكثر من 800 ألف ناموسية خلال الفترة الماضية وسيتم توزيع 800 ألف ناموسية أخرى الاسبوع القادم في 85 مديرية في مختلف محافظات الجمهورية ، كما قامت الوزارة بتوفير أكثر من 230 ألف جرعة من الأدوية بالإضافة إلى وسائل التشخيص الأخرى ، كما بدء منذ يوم أمس الأحد توزيع مائة ألف جرعة من الأدوية المضادة على المرافق الصحية في عدد من المحافظات ، إلى جانب توفير البنية التحتية المناسبة والاهتمام بجوانب التأهيل والتدريب لكوادر البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا.. مؤكداً بأن كل ذلك يأتي في إطار اهتمام الحكومة بالقطاع الصحي ولتنفيذ التزام اليمن بمبادرة جعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا والذي يعتبر أحد أهداف الألفية التي تعمل اليمن على تحقيقها.