لم يأت رحيل الزميل المبدع عادل الاعسم مفاجئاً فقط بل جاء كالزلزال مدوياً في وقعه على قلوب ومساكن محبيه وبقدر ماكان الفرح كبيراً في اختياره لذلك المنصب الاعلامي في جمهورية مصر العربية بقدر ماكان الحزن شديداً والقلق مدمراً عقب معرفتنا لذلك الخطأ الطبي الذي أدخله في قاهرة المعز مراحل وصفت بالخطيرة وهو الخطأ الذي لاينبغي أن يمر مرور الكرام على القنوات المسؤولة في بلادنا وفي سفارتنا بجمهورية مصر العربية. ولعلي قد لاأكون مبالغاً إن قلت بأن رحيل الاعسم لايشكل فقط خسارة كبيرة على مستوى الوطن بشكل عام، فعادل الاعسم الذي تميز على مدى ربع قرن بكتابته الجريئة والشجاعة لم يتناول عبر قلمه الرشيق وحبره اللاذع تلكم الاختلالات التي أصابت وتصيب الجسد الرياضي بفعالياته المختلفة فقط بل تناول بذلك القلم الصنديد كل مايتصل بتطلعات الوطن والمواطن على حد سواء ولم يخش في أي يوم من الأيام لومة لائم في كل ماكان يطرحه من تصويب لكل الاعتوارات أينما كانت وكيفما كانت. لم يجامل أو يداهن كغيره من الأقلام فيما يتعلق بالأمور الحيوية والمفصلية سواء في الشأن الرياضي أو الشأن العام. وعادل الاعسم الذي التقيته مصادفة في منتصف التسعينيات في مكتب المهندس أنيس السماوي بمدينة عدن حيث لم يكمل يومها السماوي التعريف به حتى بادرنا معاً وفي توقيت موحد لينطق كل منا اسم الآخر«قلت عادل وقال عبدالسلام في آن واحد» ومنذ ذلك التاريخ لم يجمعني به أي لقاء إلى أن التقيته قبل شهر تقريباً في ملعب الشهداء حينما جاء بمعية عارف الزوكا وفاخر معياد لمشاهدة اللقاء الكروي الذي جمع الرشيد مع ضيفه التلال من عدن يومها لم يكن وقتي يسمح لي كثيراً بالجلوس معه بالشكل المطلوب لانشغالي بالتعليق الرياضي لاذاعة تعز إلى أن جاءت استراحة مابين الشوطين والتي أخصصها عادة لعمل حوارات مع أبرز الضيوف فاتجهت صوب العزيز عادل وبعد أن أبدى اعتذاره بلطف جم طبعت على خديه قبلات حارة لم أقبل مثلها زميل آخر من قبل وكأني كنت أحس بانها القبلات الأخيرة ثم اتجهت لمحاورة المحافظ الصوفي ومن ثم الزوكا. تغمد الله فقيدنا الراحل بواسع الرحمة والمغفرة وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ..إنا لله وإنا إليه راجعون.. وإلى جنة الخلد إن شاء الله.