شبكة البيضاء الاخبارية / محمد حسين النظاري باحث دكتوراة بجامعة الجزائر في هذا الشهر من العام المنصرم رحل عن دنيانا الفانية العزيز والقدير الزميل عادل الاعسم رحمة الله عليه , كانت كبيرة ومدوية هزت الوسط الإعلامي بشقيه السياسي والرياضي علىاعتبار أن المغفور له بإذن الله تعالى كان علما بارزا و فارسا مغوارا لا يشق له غبار , أمضى جل عمره في الصحافة كاتبا وناقدا محللا , فجع المجد من جميع أطرافه وهو يخط بقلمه الرشيق والذي لا يثنيه في الحق ثاني ولا يرده إلى غمده احد من قيادته لمؤسسة الفرسان والتي ورئاسته لصحيفة الفرسان . عادل اخذ من اسمه قسما كبيرا باعتباره انه كان عادلا في أطروحاته نزيها في تناولانه وان كانت لا تعجب البعض , إلا أنها لامست الواقع وكشفت المستور و أحاطت بالمواضيع من جميع جوانبها , كان لا يخاف في الله لومه لائم , عصي عن الترويض إذا كان يمس بحرية رأيه ونزاهة فكره و كبير في المواقف إذا ما تعلق الموضوع بحبه لوطنه , فعادل يرحمه الهو كان محبا لبلاده وان كانت طريقته في الحب تختلف عن الآخرين , فهو مغوار في كشف الفاسدين أسد في التصدي للمتسلقين على أكتاف الوطن , يقول الحق ولو كان مراً لان مرارته لا تغص إلا في حلوق أولئك القلة القليلة ممن لا يحبون الخير لهذا الوطن . عادل كان قمة عالية علو جبلي شمسان وعيبان مليء بالخير للآخرين ملئ ارض شبوةمسقط رأسه بالخيرات , لم تغره المغريات ولم تردعه التهديدات ولم توقفه جحافل المتربصين به لان ادر كان الحياة بشرف تقد للموت بعزة لا يوجد منطقة وسطى ينهما وقد نال ما تمنى حين رحل عنا مرفوع الرأس مضيء الجبين عالي الهمة . الزميل الاعسم من مواليد 1962 من أبناء محافظة شبوة ، حاصل على بكالوريوس في اللغة العربية من جامعة عدن ، وعمل معيد فيها , انخرط في المجال الصحفي في وقت مبكر وله العديد من الكتابات الصحفية ، ويعد من ابرز الأقلام الرياضية في اليمن وسبق له رئاسة تحرير صحيفة الفرسان الشاملة والمستقلة , وهو عضو في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للإعلاميين الرياضيين، وعضو نقابة الصحفيين اليمنيين , أب لثلاثة أولاد ، أثنين منهم ذكور وهم محمد وأحمد ، فيما الثالث من الإناث . عمل الاعسم في صحيفة الأيام بعد صدورها في 1990، وكان قلمه مؤثرا في طرح أكثر المواضيع حساسية , حتى غدا معلما بارزا في الأيام عموما والأيام الرياضي على وجه الخصوص و كان رئيسا للاتحاد الإعلام الرياضي فرع عدن بعد الوحدة، كان لاعبا في فريق الجيش قبل الوحدة . إذا ففقيد الوطن كانت إسهاماته متعددة الاتجاهات ما بين العلمية والصحفية والرياضية , ولهذا فان رحيله كان خسارة ليس على الإعلام اليمني فقط بل على الإعلام العربي ومن هذا المنطلق فان الخالدون فحسب من يضل الناس يتذكرهم في حين ننسى كثير من الأحياء وهم يسيرون بيننا ولكنهم كالأموات , فرحم الله الاعسم وتغمده بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته , وانعم على اليمن بمن هم في قوة قلمه وشجاعة موقفه ونزاهة سيرته , لان هؤلاء فقط من تحتاجهم اليمن من اجل مواصلة التعمير ليمن الثاني والعشرين من مايو المجيد . جمعتني بالمرحوم علاقة عمل من خلال قيامه بطبع كتاب ( الشباب الطامح في وجدان الرئيس الصالح 30 عاما من الحب والوفاء ) بتمويل من الشيخ احمد صالح العيسي وخلال متابعتي له أرهقني بارتباطاته المتعددة وأتعبته باتصالاتي التي لا تنتهي , حتى انه قال لي ذات مرة في إحدى رسائله يا محمد لم تتعبني أنا فقط لقد أعتبت تلفوني فشحنه انتهى من كثرة اتصالاتك و وكنت أضنه لا يرد علي أنا فقط ولكنه كان يفعل ذلك مع العيسي عندما كنت ألح على هذا الأخير باستحياء , حينها أدركت انه يعامل الجميع بمعاملة واحدة , ورغم هذا كنت صبورا عليه وكان صبره علي اكبر من ذلك بكثير تابعته من الحديدة من صنعاء من القاهرة من الجزائر , وعندما سلمني الكتاب قبل موته بسبعة أيام قال لي الآن انتهيت فقد تم تعييني بمنصب في القاهرة , أرسل لي الكمية كاملة وعندما تصفحت الكتاب أدركت قيمة عمله وحرصه الشديد على إخراجه في أجمل صوره كان حريصا ودقيقا في عمله لأنه يدرك انه يساهم فيه من خلال إخراجه بالصورة اللائقة وهكذا فعل عندما كنت حريصا على انجاز العمل بسرعة البرق لم انتظر انه سيستلم فلوسه من الشيخ العيسي , فأرسلت له دفعة أولية قدرها مائة ألف ريال وعندما علمت بان الشيخ قد أرسل له دفعة أولى تواصلت فورا فرد إلي ما دفعته له , لم يماطلني وكان يستطيع ذلك ولو بحجة أن المبلغ إلي أرسلته من أصل الحساب لكنه بشهامة الرجال أعاد لي ما دفعته ولم ادري بعد كيف وصلت إليه بقية المبلغ . عادل رحلت عنا جسدا لكنك باقٍ بيننا روحك ترفرف حولنا مبادئك تقوينا على ان نواصل المشوار الذي سرت فيه , سنظل نذكرك كلما رأينا الشرفاء في وطننا , كلما سمعنا الحق من الأفواه , كلما قرأنا الصدق في السطور وفيما بينها لان الصدق لا يحتمل المجاملة ولا المداهنة . [email protected]