{ توقف قلب فارس «الفرسان» .. وعَلَمٌ من عمالقة الأقلام، وترجَّل «الأعسم» بعد أن قهرته في «القاهرة» جرعة طبية لزبانية العذاب، وممارسي طبَّ «الشقاء» الذين يقتلون بالمشرط، وينتزعون «الشفاء»، ولا يبالون. { توقف «القلم» الأستاذ، وبقي «الألم» يعتصر التلاميذ عصراً يكاد يأتي على حياتهم، لأن فاجعتنا ب «الأعسنم» ضخمة الآلام، عظيمة الأوجاع، كارثية مدوِّية، فالرجل جبل أشم، وله تاريخ محفور في سطور «الجمهورية والثورة والأيام» وصحيفته «الفرسان» التي غاب فارسها البارع، ورائدها الرائع، وناقدها الذي شق طريقه في السباق فحاز على الأسبقية، وتعملق في قمة الإعلام الرياضي. { نافح عن الرياضة، ودافع عن مبادئ الصحافة ، ورسالتها فلم يحسر ولم يفتر نقداً، ونصحاً، ومقارعةَ، اختلف معه الصغار، واحترمه الكبار، أحبه زملاؤه إجلالاً، ونال حظوةً من التقدير في الوسط الرياضي، وانبرى يصدح بما يراه صواباً حتى في أحلك الظروف، وأحرج المواقف، لكنه بقي أعجوبةَ في إعلان آرائه وإن اغتاظ منها أصدقاؤه الكثيرون. { ذلكم الفارس بحق وصدق افتقدناه منذ المَّت به المعاناة، وخسرنا روحاً ألفناها عاشقةً للتوادّ. صديقةً ولصيقةً بقضايا الرياضة والرياضيين بصورة خاصة، ورأينا «ابن الأعسم» في الصحافة بطلاً لاقدرة لغيره على اعتلاء عمود النقد اللاذع، والفكر الرياضي الرصين.. وها قد رحل تاركاً زملاءه ومحبيه تكتنفهم الآلام، وتحبطهم الجراحات، وتحيطهم الأحزان من كل مكان. { «الأعسم» الإنسان.. أعظم ما خسرناه، وعزاؤنا أن النهج الذي سلكه كناقدٍ متمكنٍ تلهم الأجيال، وتغذي الأقلام الرياضية بأحبارٍ من قوة الشخصية، وبلاغة الحُجّة، والإصرار على قول الصواب، والعودة عن الخطأ، والانتصار لقضايا الوطن الأم، وهموم الإنسان اليمني، وكسر شوكة الكذب، وتكبيل الدجل، والعمل على إنضاج فكرة الحب للرياضة اليمنية من الصحراء إلى الماء. { رحم الله فقيد الصحافة والرياضة العزيز عادل الأعسم ، وجعل ميراثه الإعلامي منارةً تضيء الطريق للإعلاميين والأجيال الرياضية في منابر الصحافة،.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».