إلى شغاف قلوب نبضها اليمن وفي حناياها صنعاء، شبوة، عدن لنا الكرامة في أفياء وحدتنا والمارقون بذل الدهر قد رُهنوا هيبة المناسبة العظيمة جعلتني أتردد كثيراً لئلا تقف أسطري عاجزة عن الوفاء بحق وحدتنا اليمنية المباركة لأجدني بين يدي كل معاني الشموخ والمجد في هذه الذكرى العطرة «22مايو»، متوسلاً أحرفي أن تكون بحالٍ ربما يؤهلني للوصول إلى مقامٍ يسمح لي بمخاطبة من نحتفل هذه الأيام بذكراها التاسعة عشرة، للاعتراف بفضلها، والبوح بكل ما تكنه لها قلوبنا وقلوب الملايين من حب واعتزاز وفخرٍ.. عسى أوفق فيما خطه قلمي وتستطيع وفاءً للعلا كلمي إذ إنني كلما حاولت مجتهداً لمحفل المجد وصفاً خان لفظ فمي مهما تُصاغ لوصف المجد من كتب فإنها قطرة في أبحر الكرم مجد «التوحد» بنيان دعائمه سوامق العلم شعبٌ وافر النعم في هذه الذكرى«إعادة تحقيق الوحدة المباركة وقيام الجمهورية اليمنية» تزداد الهامات شموخاً يكاد يطاول عنان السماء، ويزداد الفخر بهذا اليوم رسوخاً تمتد جذوره الوثيقة لتعانق عراقة تاريخ البلدة الطيبة المفعم بالسؤدد والرفعه.. حلت على الرحب وازدانت مراياها وأغدقت فيض خير من حناياها ذكرى من النور عرش المجد «يقصدها» والازدهار جزيء من مزاياها لقد أضحى الثاني والعشرون من مايو المجيد مكسباً عظيماً، أوجب علينا أن نحفظه في شغاف قلوبنا وحدقات أعيننا، وهكذا هو عهدنا الذي قطعناه على أنفسنا فى أن نفدي وحدتنا بأرواحنا، فمنذ إطلالة ذلك اليوم من عام 1990م والأعراس اليمنية تتوالى، وإشراقات الوطن تتلألأ لنشرق نحن معها خيراً وسلاماً.. قد أقسم الشعب أن يحيا «توحده» يصون عهداً ويوفي عزة القسم مايو العظيم،أيا سوراً لقلعتنا وملهماً منه تزهو شعلة الهمم أعليتم الرأس وازدانت بكم طرباً كل القلوب وغنت أعذب النغم سنظل نحمي وحدتنا لأنها عنوان مجدنا وحاضرنا ومستقبلنا الزاهر إن شاء الله، ومهما تشدق الواهمون بالنيل من عزتها وكرامتها فإنهم لم ولن يستطيعوا حتى مجرد الدنو من أسوارها المنيعة التي أرست مداميكها الراسخة بثباتٍ باركته ملايين القلوب الوحدوية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ولهؤلاء الواهمين الحالمين نقول لارجعة أبداً إلى الماضي الأسود، فالله تعالى يقول «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا» كل البلاد غدت تزهو بوحدتها كل البلاد على قلبٍ كما يجبُ إنسانها، طيرها،أسور قلعتها جبالها زرعها والسهل والهضبُ كل البلاد ينابيعٌ مغردةٌ لها الصفاء ومنها الوحدة الذهبُ لماذا أنكر هؤلاء الواهمون حقيقة أنه حينما تغدو صنعاء وعيبانها يعزفان ألحان السعادة والحبور، تغدو عدن وشمسانها يلفهمها البشرُ والسرور وهذا هو حالهم عند الشدة ألم يدرك بعد هؤلاء المتشدقون أنه عندما تتألم أو تفرح منطقة في اليمن الموحد،فإن هذا الحال يسري لتعيشه كل منطقة يمنية!!..إن اليمن الكبير أضحى كالجسد الواحد.. صنعاء لحن وشمسان لها وتر عيبان في عدن قد هزه الطرب وحضرموت شدت بالدان واحتضنت عروسة البحر والشطآن تقترب مدت إليها يداً نادت أناملها أختاه..أنت أنا، وانهارت الحجب إن في تاريخ اليمن شواهد ناطقة بواحدية الأرض والإنسان في اليمن منذ الأزل، ولو استنطقنا ملامح التراث والتاريخ الغابر لوجدنا كأبسط مثال واحدية الآمال والهموم، والمتمثلة في هموم نفاد الماء، وآمال الحفاظ عليه لمدة طويلة، وهذا ما يتجلى واضحاً في ثنائية الصهاريج وسد مأرب العظيم.. هنا الصهاريج عزمٌ شامخ ، وهنا حضارة السد عنوان من القدم أيديهما أصبحت بعد الجفاء يداً تغفو على «الكف» منها صولة العرم ستبقى الوحدة اليمنية شامخة باسقة الأفنان ،تنهمر علينا مكاسبها العظيمة، يحفظها المولى الذي أمر عباده بالوحدة، وسنبقى نحتفل بها ما حيينا، لتحتفل بها أجيال وأجيال من بعدنا، وعلى مر الدهور سيظل علم الجمهورية اليمنية يرفرف خفاقاً معلناً أن الأعياد والأعراس اليمنية وارفة الظلال على كل بيت في الريف والحضر.. مشاعل النور في الأرياف والمدن تعانق الفجر في فخرٍ فتبهجني تحدث الكون في عزم وفي ثقة بأن مايو وسام في ضحى الزمن