إن الزواج المبكر للنساء يعتبر من أبرز المشكلات المجتمعية والتي أصبحت شائعة الحدوث في الدول النامية ومنها بلادنا اليمن.. مما يختصرون كثيراً تعليمهن ويقللن بذلك فرصهن في أن يصبحن قادرات على إعالة أنفسهن..كما أن الارتباط المبكر يجعل النساء أكثر عرضة لإساءة المعاملة وللتمييز.. فالنساء اللاتي يدخلن في علاقة إرتباط في سن مبكرة على المرجح أن يكون أزواجهن أكبر منهن سناً وبسنوات كثيرة وهو أمر يقلل فرصة أن تصبح المرأة الشابة قادرة على المشاركة في إتخاذ القرارات المتعلقة بالإنجاب أو أن تصبح قادرة على التفاوض بشأن استخدام وسائل تنظيم الأسرة بالإضافة إلى أن هناك احتمالات انهيار علاقة الارتباط الجنسي في سن مبكرة.. وفي معظم المجتمعات تواجه النساء اللاتي يتحتم عليهن آنذاك أن يقيمن يتنشئة أطفالهن صعوبات اقتصادية وشخصية بالغة. عموماً فإن الزواج المبكر يؤدي إلى أمومة مبكرة وفي كثير من البلدان النامية.. ومن المرجح أن تنجب النساء اللاتي يتزوجن مبكراً عدداً كبيراً من الأطفال وبشكل سريع التلاحق..ومع أن الزواج المبكر يمثل القاعدة في كثير من العالم النامي فقد بدأت النساء يؤجلن الدخول في هذا الإلتزام ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى بقائهن في الدراسة ولمدة أطول.. ومن هذا المنطلق فإنه من الأهمية التقيد بمسألة تأخير سن الزواج المبكر إلى سن الرشد مع ضرورة وإعطاء المرأة فرصة للتعلم ذلك لأن التعليم يجعل المرأة مهتمة كثيراً بصحتها الجسمانية وأكثر حرصاً على الاهتمام برعاية أطفالها من خلال تقبل تنظيم مرات الحمل وعدد الأبناء وهذا طبعاً يجعل طرفي العلاقة الزوجية تمتلك القدرة المادية والنفسية والصحية في تهيئة فرص معيشية آمنة للأطفال.. ومن الأهمية أيضاً أن تولي المؤسسة التعليمية مسألة التربية الصحية الانجابية اهتماماً بالغاً وذلك منذ مراحل سن المراهقة.. وأن تقوم بإدماج ثقافة الصحة الإنجابية ضمن المناهج الدراسية حتى يتجنب العديد من الشباب »ذكوراً وإناثاً« الأمراض التناسلية الشائعة ويتعرفوا على الكثير من الأمور المتعلقة بالصحة الجسدية والنفسية والإنجابية.