عن ماضي التشطير ومآسيه، كانت حينها توصف حياة المواطنين بالمريرة حسب حكاياتهم حيث كان طابعها الصراع الدموي الأكثر عنفاً ووحشية هنا عديد مواطنين من محافظة أبين يحكون ل «الجمهورية» بعضاً من تلك المآسي التي عايشوها لحظة بلحظة وفقدوا حينها أعز الأحبة.. مأساة 13 يناير فاطمة محمد سعيد قالت عن مأساتها إنها فقدت ابنها الوحيد في أحداث 13يناير 1986م وتحدثت لنا وهي تبكي عندما حكت تفاصيل قصة ابنها الذي كان مجنداً في أحد معسكرات عدن والذي كانت خدمته العسكرية توشك على الانتهاء والعودة إليها لكنها لم تعرف حتى اليوم أين مات عندما ذهبت لتسأل عليه فلم تجد الجواب الشافي من المسؤولين وحتى اليوم هي تقول إنها مكلومة وأخذ فراقه عنها عمرها ونظرها وأضافت والله يا بني ابني عسكري مجند فرضوا عليه التجنيدحسب القانون وهو حاله حال نفسه ولا له في أي شيء لكن بأقول حسبي الله ونعم الوكيل. وسألناها عن الوحدة وكيف هو الحال قبل الوحدة أين الأفضل؟ قالت والله يا بني اليوم أفضل من قبل الذي ذقنا فيه الكثير من الحروب كل فترة حرب وهات وكم يا ناس يذهبون ضحايا هذه الحروب والذين تبكي عليهم أمهاتهم وآباؤهم مثلما أبكى ابني البريء الذي خرج من أمامي وهو يقول لي يا أمي باقي قليل شهور وباكون عندش باتضبحي مني الله يرحمه واغرورقت مقلتاها بالدموع فلم احتمل حالتها فودعتها بالقول الله يعطيك الصبر ويخفف من حزنك ويجزيك خيراً.. الوحدة أهم المنجزات جمال علي عبدالله العامري تحدث عن مآسي التشطير حيث قال: إن الوحدة اليمنية أهم وأغلى منجز تحقق لنا نحن أبناء الشعب اليمني على الإطلاق فلا يماثل هذا المنجز العظيم أية منجزات أو مكاسب تحققت لنا طيلة العقود الماضية فاليوم البعض يدعو إلى عودة نظام التشطير وهذه دعوات ساقطة وفاشلة ولن يكتب لها النجاح لأن التشطير معناه العودة إلى ماضي النظام الشمولي المأزوم والذي يعيش دائماً في ديمومة الخلافات والصراعات المستمرة على كرسي الحكم وتنتهي كل مرحلة من هذه المراحل بدورات دموية تأكل الآلاف من أبناء الشعب ممن يوالي هذه السلطة أو لا يواليها كل مرة وجبة من الدماء البريئة من الكوادر والشخصيات السياسية والاقتصادية والمثقفين والكتاب وحتى الفنانين الذين يذهبون نتيجة التقييمات الخاطئة، فالوحدة اليوم استطاعت لأول مرة أن تسير بخطى النظام والقانون وتجنبنا هذه الممارسات واستطاعت الكثير من المحافظات المحرومة ومنها محافظة أبين أن تدخل إليها المشاريع التنموية والخدمات بعد أن ظلت محرومة من هذه المشاريع الأساسية لحياتها كالماء والكهرباء والطرقات التي أصبحت اليوم تغطي كل مناطق ومديريات المحافظة.. صراعات وتصفيات وعن مآسي حقبة النظام الشمولي قبل الوحدة تحدث الأخ جمال العامري عن قصة أبيه عضو مجلس الشعب الأعلى الذي لم تشفع له الحصانة البرلمانية من عملية إلقاء القبض عليه وتصفيته حيث قال: نعم كانت مأساتنا كبيرة فقد ألقي القبض على أبي بعد انتهاء أحداث 13يناير المشؤومة من قبل الفريق المنتصر بعد أكثر من شهر فقد جاءت مجموعة من أفراد الأمن وأخذوه رغم أنه أصيب في الأحداث وتم اعتقاله ولم يسمح لنا بزيارته بل إنهم منعونا من المجيء إلى السجن وبعد فترة عرفنا أنه تم تصفيته دون محاكمة وظلت الأسرة محرومة من رؤيته حتى بعد أن تم معالجة أوضاع المعتقلين والشهداء لم يتم تكريمه أسوة بمن أعيد لهم الاعتبار حتى اليوم وهذه صورة بسيطة من جملة صور هي نتاج هذه الأنظمة الشمولية التي لا تعطي للإنسان أي اعتبار رغم تقولاتهم الإعلامية باحترام حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية.. كله كلام للاستهلاك الإعلامي والحقيقة عكس ذلك يعرفها الناس الذين عايشوا تلك المرحلة المشؤومة. أحداث دفع ثمنها عامة الشعب أما الأخ محمد صالح محمد حاصل فيحكي قصة أخيه الشهيد رائد محسن صالح محمد حاصل يقول: أخي كانت عنده دورة في مدرسة الشهيد عمر علي بمعسكر عشرين بعدن وجاءت أحداث 13- يناير- 1986م وهو في الدورة وقد تم أخذه من المدرسة مع مجاميع من الضباط الذين يدرسون أيضاً من قريتنا قرية الرواء إلى مكان مجهول وقد ذهبنا للسؤال عنه مع الجهات المسؤولة فلم يعطونا أي معلومات وذهبنا من سجن إلى آخر وفي أثناء متابعاتنا همس إلينا أحد الضباط وقال: أظن أن ابنكم مع مجموعة أخذوهم وتم تصفيتهم وأنا أحدثكم عما عرفته من بعض الذين كانوا على معرفة بذلك، ورغم متابعتنا حتى راتبه تم توقيفه وظلت أسرته وأولاده وأمه وأبوه الذين كانوا معتمدين على راتبه دون مصاريف حتى نهاية شهر ديسمبر تم صرف رواتبه وهذه أحوال عشناها مكرهين ورغماً عنا. وقال الأخ محمد صالح حاصل عن الأوضاع والحياة في ظل دولة الوحدة: الوحدة جاءت بالخير والنماء والاستقرار والتطور في حياتنا موضحاً أن هذا الخير انعكس في واقع حياة المواطنين في قرية الرواء التي لم تشهد أي تطور أو مشاريع خدمية سواء في مجال المياه أو الكهرباء التي عولجت وأصبحت هذه الخدمات متوفرة بعد ما كنا نسمع عن انجازه في الخطابات والوعود فالوحدة هي الخير الذي عم كل القرى وهي الحرية التي شاعت بين كل المواطنين لذا فإن الوحدة مصانة والدفاع عنها واجب على كل مواطن كما دافعوا عنها عندما أعلن الانفصالون عام 94م العودة إلى حكم التشطير فأفشلوا مؤامراتهم وانتصرت الوحدة باتفاق أبناء الشعب وأبين وغيرها من المحافظات وفر الإنفصالون يجرون أذيال الهزيمة. عهد دولة الوحدة عهد جديد أما الأخ حسين محمد صالح من أبناء مدينة جعار والذي عايش عدداً من الأحداث في حياته إبان الحكم الشمولي قال: عهد دولة الوحدة هو العهد الوحيد في حياتي الذي شهدت فيه واقعاً جديداً يختلف عما عايشته منذ عام 1968م بعد الاستقلال لم تستقر البلاد في وضعها السياسي حيث شهدنا عقب الاستقلال أحداث الصراع ابتداءً احتدام الصراع في المؤتمر العام الرابع بزنجبار في مارس 68م بين اليسار واليمين وحركة 14مايو في نفس العام ومروراً بحركة 22يونيو التصحيحية عام 69م وماتبعها من أحداث عام 26يونيو وختاماً 13يناير 1986م والتي كانت أحداثاً دموية ذهب ضحيتها الآلاف من الكوادر والشباب المتعلم من خيرة ما انجبتهم هذه التربة اليمنية ذهبوا ضحية الصراعات والحرب على السلطة والاختلاف في الآراء الذي كان يعتمد مبدأ القوة وليس الحوار والديمقراطية التي كانت لا تخلو منها أدبيات المتصارعين إلا أنهم كانوا يرمونها خلف ظهورهم ويلجأون إلى البندقية والمدفع بل وإلى الطائرة والصاروخ الذي عندما يخطئ هدفه يذهب إلى أرواح بريئة يحصدها دون ذنب. فلا خوف على وطن الوحدة في ظل القيادة الرئاسية. ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله وباتفاق الشعب سوف يكونون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بالوحدة الوطنية التي تعتبر حق كل الشعب، فالوطن يشهد تحولاً في حركة التغيير والتنمية التي دارت عجلتها ولكن هذه القوى والعناصر بالداخل والخارج يريدون اليمن وشعبه المناضل أن يظل خارج التطور فهذه أهدافهم ولا شيء غير ذلك ولكننا كشفناها ولن تنطلي علينا ألاعيبهم الدنيئة..