بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل والأبوة الصادقة فجعت الرياضة اليمنية والشباب اليمني بوفاة الحاج محمد القصوص رحمه الله والذي مثل خلال مسيرة حياته المعطاءة أحد أهم الرموز القلائل الذين بذلوا أغلى ماعندهم من أجل الرياضة اليمنية والشباب في محافظة تعز ولم يجن شيئاً خلال حياته العطرة سوى حب واحترام وتقدير الناس له في مختلف ربوع الوطن وقلما يستطيع الشخص ان يحظى بحب واحترام الناس له خلال مختلف مراحل عمره كما هو المغفور له بإذن الله الحاج محمد القصوص طيب الله ثراه. واليوم وسط هذه الفاجعة التي نسأل الله ان يلهمنا فيها ويلهم أولاده الصبر والسلوان لايسع الانسان إلا أن يتأمل هذه الدنيا الغرورة وما فيها من أناس عاشوا سنوات طويلة من أجل أنفسهم وأبنائهم فقط وأناس سيرتهم العطرة وأعمالهم الخيرية شملت الكثير من الناس عاشوا من أجل الناس وقدموا كل ماعندهم من أجل الخير ومن أجل ان يفيدوا الآخرين ويوجهوهم نحو كل مافيه مصلحة لهم ولوطنهم ووالدنا الحاج محمد القصوص واحد من القلائل الذين استطاعوا ان يغرسوا في شباب تعز وشباب الأهلي الكثير من القيم النبيلة التي علمتهم كيف يصنعون الإنجاز بالجد والاجتهاد والاخلاص وعلمهم كيف يحبون وطنهم ورياضتهم، كل هذه القيم تفسر السر وراء الإنجازات والبطولات التي حققها أهلي تعز في ظل رئاسة الوالد الحاج محمد القصوص لهذا النادي ومازالت إلى اليوم هي الإنجازات التي مازال يتباهى بها النادي الاهلي رغم مرور أكثر من 30 عاماً على رئاسة المغفور له القصوص لهذا النادي. فالقيم النبيلة والأعمال الصالحة كانت هي سر النجاح ومازلنا بحاجة إليها اليوم لنواصل تحقيق الانجازات والمعجزات لكن هل ياترى كم بقي من اناس يستطيعوا ان يسيروا على خطى الوالد محمد القصوص رحمه الله.. هذا الرجل الذي عاش كقامة وطنية باسقة وقدم الكثير للشباب والناس بالرياضة أكثر ممايقدمه آلاف السياسيين من خلال السياسة، فمن عرف الوالد محمد القصوص يعرف بأني لا أبالغ بل فشلت في ان اعطي هذا الرجل حقه فرغم انه استطاع أن يجعل من أولاده رجالاً بكل معنى الكلمة استطاع كذلك ان يكون أباً للكثير من الشباب وعندما لجأ إليه معظم من عاشوا معه وعاش معهم لم يجدوا فيه سوى الأب والمعلم الموجه واليد التي ترحم وتساعد كل من احتاجوا إليه، لهذا كان الوفاء للوالد القصوص ومازال في قلوب كل من عرفوه واحبوه في تعز وصنعاء وكل مكان تواجد فيه مثل رائحة عطرة تسعد كل من يتنسمها وبعد رحيل والدنا الحاج محمد القصوص عن دنيانا الفانية لاندري ماذا نقول سوى رحمة الله تغشاه بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته والهمنا والهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، فقد رحل الوالد جسداً عنا وبقيت سيرته العطرة وتاريخه المشرف نبراساً تتعلم منه الأجيال الحالية والقادمة وهذا الشيء الذي لايموت. إنا لله وإناإليه راجعون.