الرجل الذي أقبل للمرة الثانية... كان رجلاً متنكراً بجسده بلون لايعرف قيمته غير انحدار حاجبه الذي يعلل كل المناورات العكسية التي أذنبها مع صديقه المخفي في أذنه. يسير بهدوء تام وكأنه الخير للجميع.. متحاشياً بعض التحرشات المقصودة من خلف النوافذ الغاوية. يقطع الرصيف، يحزم معطفه، يرنو بعين واحدة نحو خلفيته عسى أن لايكون مقصوداً بالمراقبة. يتراقص حاجباه ثم يمعن النظر بلا توقف يقرأ مذكرات أولى لمجانين الحب القدماء ثم يتغافل عن ذكر اسمه. قبل أن أن يصل مقصده يكبّ على قفاه ينظف الحذاء ثم يتذكر يوم أمس عندما لم تسمح له العاهرة بدخول حجرتها الخاصة. بسبب أن حذاءه كان متسخاً بالتراب فما زال ينظفه حتى وجد نفسه معفراً أمام السرير.