خارج الاضطرابات العظمى ها ينبثقُ شعارٌ، يحفرُ عند الفجر صورةَ زنجيّ شاب يعتمرُ قبعةً من القش ويلبس مئزر عُمّال. هو شعارُ النبوءة المستحيلة، بينما الحشودُ يتشتتون مثل أخدودٍ حرثه بغلٌ، ثم يقسّمون من أجل رئيسهم: حقلاً من القطن المنقّط ببقع الثلج. على مساحة أربعين فداناً، تقفُ غربانٌ تحمل تكهنات ونبوءات أن الشابَ الحارثَ سوف يتجاهل أسلافَه ذوي الشَّعر القطنيّ أولئك الذين لا يُنسون، بينما فوق فرع شجرة واحد، نُصِبَت محكمةٌ متوترة من بُوْمٍ يضعُ نظاراتٍ طبية، فيما عند حواف الحقل المتقهقرة تنتصبُ فزّاعةُ عصافير تومئُ برأسها وتنذره بالثورة. الحارثُ الصغيرُ ماضٍ في صفحته المسطّرة في ما وراء أرض العويل والحزن، في ما وراء شجرة الإعدام، وانتقام الإعصار الأسود، والحارثُ الصغير يشعرُ بدماء التغير في عروقِه وأوردته، في قلبه، وفي عضلاته، وفي أوتاره، إلى أن تتمدّدَ الأرضُ على اتساعِها مثل عَلَمٍ يرفرف عندما يغمر ضوءُ الفجر الواثقُ الحقلَ بينما الأخاديدُ تنتظرُ من يزرعها. هذه القصيدة كتبها ديريك والكوت الحاصل على نوبل للآداب عام 1992، لمناسبة فوز السناتور باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأميركية. الشاعر من مواليد 1930، من أهم أعماله «ميثاق آركانسا». يعيش بين نيويورك والكاريبي. (عن الحياة).