من أم إلى ابنتها في الجامعة أتدرسين الحقوق يا ابنتي؟ ماذا أقول لك؟ هل أمنعك أم أقول لك الحقيقة؟ عن أي حقوق تتحدثين؟ ماذا سيعلمونكم؟ ويتعبون أنفسهم بشرح الدروسِ هل حقاً ستدافعين عن الحقوق؟ هل سيأخذ كل ذي حقٍ حقه؟ وترتاح النفوسُ ويعتلي عرش القضاة الرؤوسُ في هذا الزمن المنحوسِ هل يعلمون أولاً ما هي أهم الحقوق؟ أم يَعلَمونها ويُعلِّمونها ويزرعون شجرتها وعندما تنتصب ينهالون عليها بالفؤوسِ هل سيشربون نخبها؟ ويغنون أشعاراً عنها ويرقصون ابتهاجاً لها ثم يعودون فيكسرون كل الكؤوسِ كيف تضيع الحقوق في الحرب الضروسِ فينسون أو يتناسون من بدأ القتال بحرب البسوسِ وجر الويلات والدمار والقتل والتشريدِ وصار منحاها صعب العكوسِ ولم نعد نر رحابة الصدر أو الحلم أو العفو عند ذاك الوجه المتجهم العبوسِ لم نعد نسمع صياح الديكةِ فيأتي الفجر خلسةً وتشرق الشمس لتبهر أنظارنا بألوان ذيل الطاووسِ يختال بيننا ويهدد ربوعنا ليتفوق على التتار والمغول والمجوسِ وخدعة الدولة العظمى وجبروتها لن تحني هاماتنا أو توهن صبرنا ستنهار بمشيئة الملك القدوسِ فلا عظيم إلا هو ولا رحيم إلاه مهما علت شمسهم فهو رب الأقمار والشموسِ فادرسي ما شئت يا ابنتي لعلك وأترابك تنجحون وتغيرون بزمنكم كل الطقوسِ فتتعلمون أسباب القوة بالعلم وتتعلمون صنعة لبوسِ ثم تختالين بأبهى أثواب العروسِ د. هدى برهان طحلاوي