بدأت بمحافظة عمران أمس أعمال المؤتمر الفرعي الموسع للسلطة المحلية بالمحافظة بمشاركة 610 من قيادات وأعضاء المجالس المحلية والتنفيذية والشخصيات الاجتماعية بالمحافظة. وفي الجلسة الافتتاحية أكد نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين ابوراس أن اليمن ستشهد خلال الفترة القادمة نقلة نوعية في الأطر التنظيمية للحكم المحلي على مختلف الأصعدة. واوضح في كلمته اثناء افتتاح فعاليات المؤتمر الفرعي الأول للمجالس المحلية بمحافظة عمران بحضور وزراء الاشغال العامة والطرق المهندس عمر الكرشمي والتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور ابراهيم حجري والزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي أن الحكومة ستركز من خلال تطبيق الاستراتيجية الوطنية للحكم المحلي لتعزيز اللامركزية على تهيئة الوحدات الادارية في المحافظات والمديريات لاستيعاب الصلاحيات الممنوحة للمديريات. وأضاف: أن مفردات الاستراتيجية تركز بشكل مكثف على مواءمة التشريعات والقوانين مع مفردات الحكم المحلي المنشود في المستقبل، بالاضافة الى الدعم اللوجستي للمراكز والاجهزة التنفيذية في المحافظات وفروعها بالمديريات من تأهيل للكوادر المختصة والادارية ودعمها بالاجهزة والقدرات الفنية اللازمة. وأشار الى أن الانجازات التنموية التي شهدتها محافظة عمران خلال ال11 سنة الماضي يعود الفضل فيه الى عامل تطبيق السلطة المحلية في الدورة الأولى والحالية والتي تجاوز الانفاق الاستثماري على تلك المشاريع حوالي 75 مليار ريال. وشدد نائب رئيس الوزراء على أن توفير المزيد من تلك المشاريع مرتبط بتحقيق عوامل الأمن والاستقرار والقضاء على ظاهرة قطع الطرق التي تعكر صفو التنمية وتسيء لأبناء عمران الذي وصفهم بالوحدويين والمدافعين عن الثورة والجمهورية. واستعرض ابوراس الادوار الوطنية التي لعبتها محافظة عمران في الدفاع عن الجمهورية وتجسيد مبادئها والقضاء على براثن الامامة حتى تمكنت من ايجاد مؤسسات الدولة الحديثة من سلطات تشريعية وتمثيلية.. وأكد في هذا السياق أن المؤتمرات التشاورية او الحوارية التي تدعو لها بعض الاطراف خارج الاطار الرسمي لم تعد مجدية وأنها غير شرعية طالما كانت بعيدة عن رعاية مؤسسات الدولة الحديثة التي وجدت لاستيعاب كافة الآراء المعبرة عن كافة الوان الطيف السياسي والاجتماعي تحت مظلة الوحدة والثورة والديمقراطية. وحث ابناء المحافظة والسلطة المحلية على تجسيد التعاون من أجل البناء والتنمية من خلال مجابهتهم للتحديات الناتجة عن الظواهر السلبية وتفعيل دور المجالس المحلية في الرقابة الميدانية على اداء الاجهزة التنفيذية في اطار مديريات المحافظة.. مشيرا الى ان اجهزة الدولة ومؤسساتها قادرة على معالجة كافة المطالب المحلية. كلمة محافظ عمران من جانبه أكد محافظ عمران كهلان أبو شوارب أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يأتي في ظل الزخم الجماهيري والديمقراطي الذي تشهده محافظات الجمهورية التي تعبر عن تطور مستوى الوعي الديمقراطي. وأشار الى الإنجازات التي تحققت لليمن منذ قيام الجمهورية اليمنية في 22مايو 1990م وبفضل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التي شهدت في عهده عملية التنمية تطورا ملحوظا ومتسارعا في شتى المجالات. وأوضح أن محافظة عمران نالت نصيبها من التنمية خلال العهد الوحدوي حيث تحقق لها مايزيد عن ألف و365 مشروعا تنمويا وخدميا في مختلف المجالات وبتكلفة إجمالية 75 ملياراً و395 مليون ريال.. مبينا أنه سيتم بمناسبة العيد الوطني ال19 للجمهورية اليمنية افتتاح 226 مشروعا بتكلفة 8 مليارات و883 مليون ريال في كافة المجالات. ونوه بالدور التاريخي والنضالي لأبناء المحافظة في الدفاع عن الثورة والوحدة اليمنية ومواجهة فتن التمرد وماقدموه من دماء زكية خلال تلك المراحل العصيبة. ودعا المشاركين في المؤتمر الى تحمل مسؤولياتهم الكاملة وأن يكونوا أكثر واقعية وشفافية في مناقشة مشكلات المحافظة والقضايا المتعلقة بحياة الناس اليومية والتعاون سوياً في تنفيذ ما يتمخض عنه المؤتمر من قرارات وتوصيات. ولفت الى التحديات التي تواجه عملية التنمية في المحافظة التي ابرزها ضعف الإمكانات المادية والقدرات البشرية وشحة في الموارد المحلية وارتفاع نسبة الهجرة الداخلية والتوسع العمراني وزيادة الطلب على الخدمات وارتفاع معدل البطالة. وقال: ان المحافظة تشهد تراجعا في الأنشطة والحرف الريفية وشحة في المياه جراء استنزاف المياه الجوفية لري أشجار القات والتوسع في زراعته إضافة الى ظاهرة التقطعات القبلية التي تعيق مسيرة التنمية فضلا عن وجود اختلالات إدارية في مختلف المرافق والأجهزة التنفيذية في المديريات وضعف أداء بعض المجالس المحلية في المديريات في تنفيذ دورهاالرقابي والإشرافي". واكد المحافظ ابو شوارب أن تلك التحديات تتطلب من المؤتمر وقفة جادة وتقييماً دقيقاً بهدف وضع معالجات مناسبة لتلك المعوقات. تقرير إنجازات التنمية بعد ذلك استعرض وكيل المحافظة يحيى غوبر تقريرا عن إنجازات التنمية بالمحافظة والتحديات التي تواجه عملية سير المشاريع بمديريات المحافظة البالغ عددها 20 مديرية. وأوضح غوبر أن إجمالي الإنفاق الاستثماري للمشاريع التنموية والخدمية المنفذة بالمحافظة خلال الفترة 2003م - 2008م بلغ 75 ملياراً و395 مليوناً و303 آلاف ريال لألف و365 مشروعا في مختلف القطاعات التنموية .. مبينا أن إجمالي المبلغ المنصرف على مشاريع قطاع البنية التحتية شكل ما نسبته 4 ر40 بالمئة من إجمالي المبلغ المنصرف على المشروعات المنفذة بالقطاعات الأخرى في نفس الفترة بتكلفة 30 ملياراً و459 مليوناً و346 ألف ريال. ففي مجال التعليم أشار غوبر الى أن عمران شهدت تنفيذ 626 مشروعا بتكلفة 9 مليارات و507 ملايين و749 ألف ريال بنسبة 83 بالمئة من إجمالي الإنفاق على المشاريع المنفذة في قطاع التنمية البشرية حيث بلغ متوسط معدل النمو السنوي ما نسبة 5 ر19 بالمئة وفي الاستخدامات الجارية مانسبته 19 بالمئة وفي الاستخدامات الرأسمالية والاستثمارية المحلية ما نسبته 4 ر38 بالمئة. وفي مجال الصحة العامة والسكان ذكر وكيل المحافظة أن هذا المجال حظي باهتمام كبير لتطوير الخدمات الصحية من خلال تنفيذ وتجهيز مشاريع صحية شهدتها كافة مديريات المحافظة، حيث بلغ إجمالي المشاريع المنفذة في هذا المجال 141 مشروعا بتكلفة مليار و665 مليوناً و342 ألف ريال شكلت ما نسبته 5 ر 14 بالمئة من إجمالي الإنفاق على المشاريع المنفذة في قطاع التنمية البشرية. وحسب غوبر فإن بيانات الإنفاق في مجال الصحة تشير الى معدلات نمو متزايدة في الاستخدامات، حيث بلغ متوسط معدل النمو السنوي على المستوى الإجمالي 9 ر 27 بالمئة وفي الاستخدامات الجارية 8 ر 25 بالمئة وفي الاستخدامات الرأسمالية والاستثمارية المحلية 46 بالمئة. وفي مجال الأشغال العامة والطرق شهدت محافظة عمران انجازات واسعة في تنفيذ المخططات الحضرية على مستوى المحافظة وبلغ اجمالي المشاريع المنفذة 47 مشروعا بتكلفة 13 ملياراً و508 ملايين و162 ألف ريال بنسبة 44 بالمئة من إجمالي المشاريع المنفذة في قطاع البنية التحتية. وأكد وكيل المحافظة أن المشاريع المعتمدة في موازنة العام الجاري 2009م بلغت نحو 577 مشروعا ( قيد التنفيذ وجديدة ) بتكلفة تقديرية 11 ملياراً و73 مليوناً و 909 آلاف ريال منها مشاريع مركزية ذات طابع تنموي وخدمي. وفي مجال الرعاية الاجتماعية بلغ إجمالي الحالات المستفيدة من معاشات التقاعد في الجهاز الإداري للدولة على مستوى المحافظة حتى عام 2009م 878 حالة بمبلغ 276 مليوناً و730 ألف ريال. فيما بلغ اجمالي الحالات المستفيدة من معاشات التقاعد العسكري بفئاتها " شهداء وتقاعد ووفيات ومعوقين على مستوى المحافظة ألفاً و859 حالة بإجمالي سنوي 622 مليوناً و127 الف ريال، بينما بلغ اجمالي الحالات المستفيدة من معاشات التقاعد في سلك الأمن العام على مستوى المحافظة خلال الفترة 2003-2009م نحو 130 حالة بمبلغ 51 مليوناً و996 ألف ريال. وفي مجال الضمان الاجتماعي بلغ اجمالي الحالات المستفيدة من الضمان الاجتماعي على مستوى المحافظة حتى نهاية عام 2008م 43 ألفاً و626 حالة بمبلغ مليار و559 مليوناً و626 ألف ريال مقارنة مع حالات الضمان لعام 2003م البالغة 20 ألفاً و891 حالة بمبلغ 402 مليون و895 ألف ريال. وفي مجال القوى الوظيفية بلغ اجمالي عدد الموظفين من ابناء المحافظة في الجهاز الإداري للدولة 15 ألفاً و859 موظفا وموظفة وعدد المنتسبين للجهاز الأمني 8 آلاف و531 منتسبا، فيما بلغ اجمالي عدد الموظفين العاملين على مستوى المحافظة 15 ألفاً و389 موظفا وموظفة حسب المستويات الوظيفية بمبلغ 7 مليار و707 مليون و235 ألف ريال وفقا لاعتمادات العام الجاري 2009م. وأكد وكيل المحافظة أنه رغم ما تحقق للمحافظة من انجازات تنموية في كافة المجالات إلا أن هناك تحديات جمة تتأثر بها المحافظة وبدرجات متفاوتة . وقال غوبر:" إن التحديات التي تواجه المحافظة أدت الى تراجع متابعة تنفيذ خطة منع حمل السلاح بمركز المحافظة وبعض المديريات وقصور في المتابعة من قبل السلطة المحلية وأجهزة الأمن وعودة ظهور محلات بيع السلاح في بعض المديريات وتدني مستوى اداء السلطة المحلية بالقيام بالدور المجتمعي". واستعرض وكيل وزارة الادارة المحلية محمد منصور زمام الرؤية الاستراجية لبناء نظام الحكم المحلي وملامح البرنامج الوطني لتنفيذها. التقرير العام للمحافظة عقب ذلك استعرض محافظ عمران التقرير العام للمحافظة الذي تطرق الى مستوى تنفيذ البرنامج الاستثماري للمحافظة والمديريات خلال عامي 2007 و2008م، حيث اشار الى أن نسبة تنفيذ البرنامج الاستثماري للمحافظة والمديريات في العام 2007م بلغت 87 بالمائة، فيما بلغت نسبة التنفيذ في عام 2008م 76 بالمائة.. ولفت التقرير الى أنه تم خلال عام 2007م تنفيذ 178 مشروعا خدميا وتنمويا بتكلفة 37 ملياراً و475 مليوناً و530 ألف ريال موزعة على كافة مديريات المحافظة بتمويل مركزي ومحلي.. فيما جرى في العام 2008م تنفيذ 174 مشروعا بتكلفة 9 مليارات و85 مليوناً و424 ألف ريال موزعة على جميع المديريات بتمويل من السلطة المركزية والسلطة المحلية. وتخلل الجلسة قصيدة شعرية معبرة، كما قدم أوبريت غنائي واستعراضي هادف من إعداد إدارة التربية والتعليم بمديرية عمران بعنوان «لن يعبثوا بالوطن». حضرت الجلسة الافتتاحية الممثل المقيم للامم المتحدة بصنعاء براتيبا مهيتا.