وامتلكت الكويت الكثير من مقوماته ولم يعد الشعب الكويتي يقبل استمرار القيود التي فرضتها معاهدة الحماية رغم إدراكه أن تلك الحماية كان لها ايجابياتها في تلك الفترة ولكن الظروف لم تعد كما كانت في السابق. ورأى الشيخ عبدالله السالم أنه يجب الغاء المعاهدة وابدى بالفعل رغبته في الاستعاضة عنها باتفاقية صداقة جديدة تواكب التطورات والمتغيرات بهذه المعاهدة. وقبلت الحكومة البريطانية الطلب الكويتي وادركت صعوبة رفض هذا الطلب وتم تبادل المذكرات بين المقيم السياسي البريطاني في الخليج في ذلك الوقت السير وليام لوس وأمير الكويت الشيخ عبدالله السالم في 19 يونيو 1961 وتم بموجبها إلغاء معاهدة 23 يناير 1899 باعتبارها تتعارض مع سيادة الكويت واستقلالها. وكان الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الحاكم ال 11 للكويت قد وقع وثيقة الاستقلال مع المندوب السامي البريطاني في الخليج السير جورج ميدلتون نيابة عن حكومته والتى نالت بموجبها الكويت استقلالها التام وسيادتها الكاملة". وعمل الشيخ عبدالله السالم على الغاء معاهدة الحماية وإعلان الاستقلال وجاهد في سبيل تحقيق هذا الهدف حتى تحقق على يديه وأعلن عزمه على استكمال قيام المؤسسات الدستورية والحكومية في أقرب فرصة. وبالفعل لم يمض شهران على توقيع معاهدة الاستقلال حتى كانت الخطوة الأولى التي جاءت في 26 أغسطس عام 1961 بصدور مرسوم أميري يدعو إلى إجراء انتخابات عامة لمجلس تأسيسي يتولى عند تأليفه أعداد دستور للبلاد. وبعد إجراء انتخابات أعضاء المجلس التأسيسي عقد أولى جلساته في 20 يناير 1962 حيث أكد الشيخ عبدالله السالم في جلسة الافتتاح أن إعلان استقلال الكويت كان فاتحة عهد جديد للكويت التي ما عرفت منذ وجدت الا الحرية والكرامة. وخلال تسعة أشهر انجز المجلس مشروع دستور دولة الكويت الذي يتكون من 183 مادة وقدمه للشيخ عبدالله السالم الذي صادق عليه وأصدره في 11 نوفمبر 1962. وكان استقلال الكويت بداية مرحلة جديدة لدخولها ضمن بلدان المجتمع الدولي وفق سياسة كويتية خاصة أركانها السعي إلى السلام وتحقيق التعاون مع مختلف دول العالم ضمن إطار علاقات الاخوة والصداقة بين الدول والشعوب . وتطلبت مرحلة الاستقلال تحمل الكويت مسؤولياتها في السياسة الخارجية بانشاء وزارة الخارجية لتقوم بدورها المنوط بها فصدر في 19 أغسطس عام 1961 مرسوم أميري رقمه (13) يقضي بانشاء دائرة للخارجية تختص دون غيرها بالقيام بالشؤون الخارجية للدولة ونص المرسوم في مادته الثانية على دمج سكرتارية حكومة الكويت بدائرة الخارجية التي تحولت فى أول تشكيل وزاري إلى وزارة الخارجية. وبعد صدور مرسوم انشاء الدائرة صدر مرسوم أميري بتعيين أول رئيس للخارجية في تاريخ استقلال الكويت بتاريخ 3 أكتوبر عام 1961 حيث تم تعيين الشيخ صباح السالم الصباح رئيساً للخارجية في أول تشكيل وزاري بتاريخ 17 يناير عام 1962 وأعقبه أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي أصبح وزيراً للخارجية في التشكيل الوزاري الثاني الصادر في 28 يناير عام 1963 . وقدمت الكويت بعد استقلالها طلباً لعضوية جامعة الدول العربية حيث عقد مجلس الجامعة اجتماعاً في تاريخ 16 يوليو عام 1961 وأصدر قراراً بقبولها عضواً إلى جانب شقيقاتها الدول العربية. وكانت الكويت ولا تزال جزءاً من الوطن العربي وهي بذلك تفخر بالانتماء له حيث وقفت على أمتداد التاريخ العربي تناصر القضايا العربية بالرجال والمال والسلاح وبكل وسيلة توفرت لها. وفي 30 نوفمبر عام 1961 بدأ مجلس الأمن الدولي النظر في طلب الكويت الانضمام إلى عضوية الأممالمتحدة وفي 14 مايو عام 1963 تمت الموافقة على انضمام الكويت إلى هذه المنظمة الدولية لتصبح العضو ال 111.ومنذ الاستقلال وحتى اليوم تم تشكيل 27 وزارة تتابع على رئاستها الشيخ صباح السالم الصباح والشيخ جابر الأحمد الصباح والشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمهم الله وأمير البلاد الحالي الشيخ صباح الأحمد والشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح . واجريت انتخابات ل 13 فصلاً تشريعياً لمجلس الأمة تنفيذا لاحكام الدستور ما يؤكد المبدأ الديمقراطي الذي انتهجته الكويت كدولة آمنت بالمشاركة الشعبية والطريق الديمقراطي الذي تسلكه في حياتها. وفي عام 1963 صدر مرسوم بدمج العيد الوطني بعيد الجلوس الموافق25 فبراير وهو ذكرى تسلم الشيخ عبدالله السالم الصباح مقاليد الحكم في الكويت عام 1950. ومنذ فجر الاستقلال وعلى مدى 48 عاماً انجزت الكويت الكثير على طريق النهضة الشاملة بتعاون جميع أبنائها.