ظهور الاختلالات حسب قولهم جعل جوانب القصور هي الأبرز في المهرجان الهندسي الأول بجامعة صنعاء، التنظيم لم يرق إلى ما يطمحون إليه «المشاركون» حيث لم يكن بالشكل والصورة التي كانوا يتوقعونها، فالتوقيت كان غير مناسب والموقع سيئ والدعاية الإعلامية لم تكن مكثفة... مقدمو الندوات والأوراق العلمية وحضور محدود وحدهم من كانوا في القاعة فيما عميد كلية الهندسة يرد بالقول: المهرجان حقق أهدافه. اختتمت بصنعاء فعاليات المهرجان الهندسي الأول والذي نظمته جامعة صنعاء على مدى ستة أيام بكلية الهندسة في بادرة تحسب لجامعة صنعاء ولعمادة الكلية، وذلك لربط مخرجات كلية الهندسة بمختلف القطاعات المتعددة والمستقبلة لمخرجات الكلية، وكذلك لعرض ابداعات ومشاريع الطلاب الهندسية على المشاركين والزوار وذلك من أجل الحصول على من يتبنى رعاية هذه المشاريع بدلاً عن وأدها قبل أن ترى النور. الجمهورية واكبت مختلف فعاليات المهرجان والتقت بالعديد من المشاركين من القطاع الخاص والطالبات وكذلك عميد الكلية والذين أجمعوا على أهمية إقامة مثل هذا المهرجان العلمي والنوعي. غير أن نجاحه يتطلب الحرص على توفر عنصرين هامين..إتقان التنظيم واختيار الوقت المناسب لإقامة مثل هذه التظاهرة العلمية. الوقت غير ملائم وكانت بداية لقاءاتنا مع الأخ محمد صالح النصرة مسئول الدراسات والبحوث في شركة يمن موبايل والذي تحدث عن المهرجان ومستوى التنظيم حيث وصف إقامة المعرض بأنه بادرة طيبة خصوصاً وأنه أقيم في مؤسسة أكاديمية هي جامعة صنعاء واهتم بشرائح مهمة جداً..ولكن في الحقيقة يبدو لي أن اختيار الوقت لم يكن ملائماً وبالتالي غير موفق وذلك نتيجة لكون الطلاب في مرحلة اختبارات وبعضهم مشغولون في أعمال أخرى..ولذلك نتمنى أن يكون اختيار المهرجانات القادمة وفق آلية مدروسة وفي إطار أوقات مناسبة لأن الوقت مهم جداً في إنجاح هذه المهرجانات. وبالنسبة لمشاركة القطاع الخاص يقول النصرة: هناك العديد من الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص، وجهات حكومية شاركت في هذه التظاهرة الهندسية وذلك ليتعرف الزوار على التقنيات الجديدة في مجال الهندسة..وبالتالي أتمنى في المهرجانات القادمة أن تتوسع الفكرة لتصبح في نطاق أكبر وبشكل أفضل مما هي عليه الآن..لأن هناك كثيراً من الشركات والجهات وخصوصاً في القطاع الخاص لم يتم استدعاؤها للمشاركة. فهناك مثلاً رجال أعمال لديهم قدرات وإمكانيات في استيراد مواد هندسية سواء كانت خاصة بالمباني أو الاتصالات أو....الخ. وبالتالي فإنه في حقيقة الأمر كان يفترض بالجهة المنظمة لهذه التظاهرة أن تستدعي شركات الاتصالات للمشاركة في هذا المهرجان. قصور الدعاية الاستباقية أما الأخ جواد نعمان جازم - مندوب الدار معمار وهي شركة متخصصة في مجال كيماويات البناء والدهانات الخاصة فيقول: إقبال الزوار على المهرجان وأجنحته المختلفة ليس في المستوى والسبب راجع إلى القصور الملحوظ في الدعاية الإعلامية له قبل افتتاحه..حتى إن المقاولين وبعض الشركات المشاركة قدمت لهم دعوات لحضور المهرجان فقط ولذلك فإنه كان من المفترض أن تكون الدعاية الإعلامية للمهرجان مكثفة قبل تدشينه لكي تخرج هذه التظاهرة بنجاح باهر إلى حيز الوجود وعلى الوجه والشكل المطلوب. فرصة لعرض الإمكانيات فيما يرى الدكتور عبدالصمد عبدالملك هزاع - رئيس الجامعة اليمنية الأردنية أن المهرجان كان جيداً، خاصة أنه أول مهرجان ينظم في كلية الهندسة وبالتالي كان هناك فرصة للمشاركين في أن يوضحوا إمكانياتهم ويبرزوا إبداعاتهم من خلال هذه التظاهرة. ولذلك أعتقد أن هذه الفعالية تشكل البداية الصحيحة لتظاهرات قادمة وكما يقال إن أول الغيث قطرة..ومن هذا المنطلق نرجو أن تتكرر هذه التظاهرات وبحيث تكون سنوية وبحيث يكون فيها أكثر من معرض ولأكثر من اتجاه..كما أنه مثل هذه المهرجانات تشكل فرصة متميزة لتنمية الإبداعات لأنه حينما تكون هناك منافسات قوية كلما صقل الإبداع بصورة أفضل.. وبالتالي نحن في الجامعة اليمنية الأردنية ندعم مثل هذه التظاهرات وقد قدمنا دعماً مادياً ونعتبر هذا الدعم جزءاً من المساهمة الفاعلة في إبراز الفكرة وأعتقد أن المساهمات في هذا المهرجان متواضعة مقارنة بالمهرجانات الدولية المعروفة. الموقع سيئ المهندسة عواطف الصغير من مؤسسة أمين دو للمباني الحديدية قالت: إن الاقبال على المهرجان لم يكن في الشكل الذي كنا نتوقعه ربما لأن المهرجان يقام لأول مرة في كلية الهندسة وأيضاً موقع المهرجان كان سيئاً جداً نظراً لأنه كان بعيداً عن بوابة الجامعة...وبالتالي فإن اليوم الأول للمهرجان كان الاقبال للزوار عليه لا بأس به بينما نجده هادئاً وخفيفاً في الأيام الأخرى..ولكن أهم الاشكاليات التي واجهتنا نحن كمشاركين في هذا المهرجان هو عدم وجود حراسة أمنية ليلية للحفاظ على الأدوات الموجودة في المعارض داخل أروقة المهرجان أضف إلى ذلك أن الرياح قوية..الغبار..منطقة مفتوحة..وعدم توفر مظلات فالشمس خربت الكثير من المتريل لدينا. مساحته غير مناسبة أما بالنسبة ل محمد عبدالعزيز التام - نائب المدير العام لمؤسسة عبدالعزيز التام للتجارة والمقاولات العامة والذي يعتبر راعياً استراتيجياً للمهرجان فهو على النقيض وصف المهرجان بالجيد كونه جمع بين الموردين والمقاولين والايجابي فيه هو وجود لقاءات بين كافة الجهات سواء قطاع عام أو خاص..ولكن هناك قصوراً موجوداً فمثلاً مساحة المهرجان لم تكن مناسبة وبالتالي أتمنى أن يأخذوا هذه الملاحظة بعين الاعتبار في المهرجانات القادمة وبحيث إن الواحد يستطيع أن يعرض أكبر قدر ممكن من مشاريعه التي نفذها أو المواد التي يوردها...أتمنى...أتمنى..أتمنى أنهم في الفترات القادمة يتلاشون مثل هذه الأخطاء..صحيح أنهم قدموا فكرة جيدة لابأس بها ولكن القصور موجود وبالتالي نتمنى أن يعالجوا هذا القصور مستقبلاً. أضف إلى ذلك صاحب تنظيم المهرجان اختلالات نتمنى في المستقبل أن يكون بشكل أفضل وأن يتم فيه إدخال أشياء جديدة وإشراك استشارات هندسية وشركات أجنبية لكي يتم الاستفادة منها..كما أنه في الحقيقة هناك إقبال إيجابي ولكن لو كان هناك ساحات وفقرات واسعة ومداخل وأماكن كبيرة لكان الإقبال أكبر.. فكرة جيدة المهندس مرسي أحمد فؤاد - المدير التنفيذي لشركة يونيفرسال إحدى مجموعات شركات زبين فقال: المهرجان في صورته التي ظهر عليها كانت جيدة ولكنه من المفترض يكون بشكل أفضل مما هو عليه..فالمشكلة أنه بدأ اتخاذ القرار في عمل المهرجان في فترة قصيرة جداً حيث تبلورت الفكرة بين جامعة صنعاء ممثلة بكلية الهندسة كجهة تخرج كوادر هندسية ووزارة الاشغال والطرق كجهة تستلم الأعمال بمهندسين يشرفون على هذه الأعمال المنفذة وكقطاع خاص يقوم بتنفيذ الأعمال من خلال مهندسين فكان من الضرورة أن يكون هناك تواصل بين الأطراف..وبالتالي هذا شيء جيد أن نفكر كيف نعمل توارث أجيال وتوارث خبرات وفتح سوق للمهندسين..وبالتالي نحن كشركات مقاولات طلبنا من كلية الهندسة بأن طلاب السنوات الرابعة والأخيرة يتدربون عندنا وذلك لإكسابهم الخبرات اللازمة ولكي أيضاً يحتكوا بالعمل الميداني لأن العمل الأكاديمي يختلف كثيراً عن العمل الميداني..فوجود عمل أكاديمي ودراسة أكاديمية جيدة وتطبيق ميداني فإن المهندس يتخرج على درجة عالية من الكفاءة. حضور باهت المهندسة شيماء الأغبري من جامعة صنعاء ومهندسة في شركة أولاد الصغير قالت: الحضور لم يكن بالشكل الكبير الذي كان متوقعاً لأن هناك فعاليات وندوات وورش عمل كثيرة في المهرجان وفي آن واحد وبنفس البرنامج الزمني لهذه الندوات، الشيء الذي قلل من مستوى الحضور..رغم أن أوراق الندوات كانت مواضيعها ممتازة ونتمنى أن تتكرر. أهملنا المذاكرة ٭الطالبة بثينة عبدالحكيم المتوكل - سنة خامسة في قسم الهندسة المعمارية المدنية والتي شاركت في المهرجان الهندسي الأول ضمن اللجنة التعريفية بالمهرجان قالت: كان المهرجان فرصة مناسبة للتعريف بمشاريع طلاب كلية الهندسة والذين ابدعوا في هذا الجانب خاصة بعض الطالبات كسارة الأشول من مستوى ثالث والتي أبدعت في هذا الجانب كذلك تم استضافة المهندسات الرائدات واللاتي تحدثن عن تجاربهن العملية والعلمية،وأيضاً كان هناك بعض الصعوبات ونأمل أن تتجاوزها الكلية في المرات القادمة خاصة في ناحية التنظيم وعدم حضور بعض الطلاب والطالبات لتقديم المشاريع مثل طالبات قسم الكهرباء اللاتي لم يحضرن بسبب الامتحانات ووقت المهرجان لم يكن مناسباً حيث كان قسم الهندسة يعمل كل سنة يوماً مفتوحاً لعرض المشاريع فلم يكن يؤثر على امتحانات الطلاب لأنه يوم واحد فقط أما هذا المهرجان فكان مهرجاناً كبيراً وفيه عدد كبير من الشركات المشاركة ولمدة أسبوع كامل انشغل الطلاب بالمشاريع وأهملنا المذاكرة ولكن على الله تكون الامتحانات سهلة. لم ينجح بسببه أما الطالبة أمل أحمد الحميدي في المستوى الخامس بقسم الهندسة المعمارية قالت: المهرجان الهندسي الأول جيد رغم أنه لم يكن بالشكل المطلوب بسبب عدم الدعاية والإعلانات الكافية لذلك لا يوجد زوار كثرللمعرض أيضاً الوقت لم يكن مناسباً رغم المشاركة الواسعة للشركات لكن لم تكن هناك فعاليات جاذبة للزوار على هامش المهرجان حتى إن الزائر الذي يأتي في اليوم الأول لا يحضر اليوم الثاني أو الثالث بسبب عدم وجود فعاليات جاذبة للجمهور وهذا كان المهم التركيز عليه ونأمل أن يكون ذلك مستقبلاً. وبالنسبة لعدم حضور الطلاب والطالبات للندوات العلمية تقول أمل الحميدي: الطلاب لديهم محاضرات واستعدادات للامتحانات فكيف يحضرون الندوات والمهرجان لم يكن وقته مناسباً. المهرجان حقق أهدافه بعد ذلك التقينا بالدكتور حسان عبدالمغني - عميد كلية الهندسة والذي نقلنا له مختلف وجهات نظر المشاركين عن المهرجان فقال: المهرجان الهندسي الأول حقق أهدافه ومن هذه الأهداف توقيع بروتوكولات بين كلية الهندسة والوزارات الحكومية أو شركات القطاع الخاص وهذا أبرز الأهداف الرئيسية التي كنا نطمح لتحقيقها وهو عمل شراكة مع القطاع الخاص ومع الوزارات والجهات ذات العلاقة بالعمل الهندسي حيث تم توقيع بروتوكول بين جامعة صنعاء ممثلة بكلية الهندسة ووزارة الاشغال العامة وآخر مع أمانة العاصمة وثلاثة بروتوكولات مع القطاع الخاص لذلك نعتبر أن المهرجان استطاع أن يحقق أبرز أهدافه، أما الهدف الآخر والمتمثل بابراز إبداعات الطلاب من أجل خلق فرص عمل جديدة لهم عن طريق تبني مشاريعهم وحول ذلك استقطبت احدى الشركات الخاصة حوالي خمسين مهندساً من خريجي قسم الهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية ضمن فعاليات المهرجان، وشركات أخرى رعت إبداعات الطلاب ومشاريعهم، أما بالنسبة للمركز الاستشاري الهندسي فيعتزم خلال الأيام القادمة توقيع بروتوكولات مع مؤسسات من أجل الإشراف على مشاريع كبرى كل ذلك يؤكد لنا أن المهرجان قد حقق الأهداف التي كنا نطمح لتحقيقها. تقييم وتطوير المناهج وبالنسبة للهدف الأساسي من عقد العديد من الندوات العلمية المتخصصة وعقد الكثير من ورش العمل والتي حضر منفذوها وغاب عنها الأكاديميون من أساتذة كلية الهندسة وكذلك غياب كامل لطلاب وطالبات الهندسة يقول الدكتور حسان عبدالمغني عميد كلية الهندسة: عقدت العديد من الندوات وورش العمل احدى هذه الورش كانت حول تقييم وتطوير المناهج الدراسية لقسم الهندسة المعمارية، وتعلم أن مناهج مختلف أقسام الهندسة لم تقيم أو تطور منذ عشرين عاماً تقريباً، لذلك بدأنا هذا العام بتوجيه الأقسام العلمية لتقييم المناهج وتطويرها وكانت البداية مع قسم الهندسة المعمارية لتواكب التطورات التكنولوجية الحديثة وهذه خطوة جيدة أن نطور مناهجنا بعد عشرين عاماً ونأمل من الأقسام الأخرى أن يحذوا حذو قسم الهندسة المعمارية أما الورش الأخرى فهناك ورشة للطاقة المتجددة هدفنا من خلال تنظيمها خلق ثقافة فائدة الطاقة الشمسية خاصة أن طاقة النفط ستنضب بعد حوالي سبعين عاماً، بعد ذلك سوف يتجه العالم إلى الطاقة البديلة المتجددة والتي تعتبر الطاقة الشمسية أهم مواردها، ومن خلال هذه الورشة هدفنا إلى نشر ثقافة الطاقة الشمسية، كذلك حصلت هناك ندوات علمية غنية بأفكارها وأبحاثها من باحثين أكاديميين وكل ذلك له فائدة كبيرة. أما سبب الغياب عن كل هذه الورش والندوات وكذلك غياب التوصيات لهذه الندوات وورش العمل فيقول عميد كلية الهندسة: التوصيات لا تعلن في القاعة وإنما هناك لجنة لصياغة التوصيات وسترسل الينا وبالنسبة لعدم حضور طلاب الكلية لهذه الندوات العلمية وورش العمل فذلك بسبب انشغال الطلاب بامتحانات نهاية العام الدراسي الجامعي وقد تأخرت الاختبارات في كلية الهندسة بسبب المهرجان الهندسي ،أيضاً هناك باحثون وأكاديميون لم يستطيعوا أن يستكملوا أبحاثهم ليقدموها بالصورة الجيدة وبالتالي حصل هذا القصور في الجلسات العلمية أما بالنسبة لورشة تطوير المناهج والطاقة المتجددة فكان الحضور مميزاً، أما سبب غياب وزارة الكهرباء عن حضور ورشة الطاقة المتجددة فلم يكن بسبب قصور من كلية الهندسة لأننا بعثنا برسائل لوزارة الكهرباء ولم تكن هناك استجابة من قبلهم ونحن تقدمنا لهم وهم من حجبوا أنفسهم عن الحضور فماذا نعمل!؟. تقييم المهرجان ويضيف الدكتور حسان عبدالمغني - عميد كلية الهندسة قائلاً: نحن بدورنا سوف نقيم الوضع وسندرس جوانب القصور التي ذكرناها والتي هي أساساً ناتجة عن ضيق الوقت وفي المهرجان القادم سيكون لدينا متسع من الوقت لأن هذا المهرجان كان في موسم الامتحانات أما القادم فسيكون في شهر مارس أو ابريل وسنعمل على دعوة المدارس حتى يكون للمهرجان قيمة ليطلع الشباب والشابات على إبداعات الطلاب وسنحرص على دعوة كل الطلاب حتى الأطفال في مستوى الأول الابتدائي سوف نحرص على دعوتهم لحضور المهرجان وسنعمل لهم جوائز، أيضاً سيكون المهرجان القادم على مستوى منطقة الجزيرة والخليج وسوف يستوعب كافة الملاحظات والسلبيات لتقييمها وكنا نأمل أن تحضر مختلف الجامعات اليمنية خاصة أننا حرصنا على توجيه دعوات لمختلف كليات الهندسة في الجامعات اليمنية لتشارك هذه الجامعات ويشاركوا أيضاً طلابهم لكنهم اعتذروا بسبب ضيق الوقت لأنه موسم اختبارات نهائية، وفعلاً كان ذلك مشكلة لنا.