ستة أيام مرَّت منذ مباراة حريق الدم، وانفلاق الأعصاب، ولا جديد يلوح في الأفق يعطي إشارةً بأن قمة الامبراطور الصنعاني، وحامل اللقب الساحلي لاتزال محط اهتمام لجنة المسابقات التي نامت أيامها الستة ربما لأن القرارات يتم طبخها على نارٍ هادئة، أو ربما كي تهدأ الأعصاب المتوترة، وتعود الأوداج المتشنجة إلى طبيعتها، ويستطيع الأهلاوية والهلاليون التعاطي الإيجابي مع الفرمانات المنتظرة إصدارها من شاغلة الرياضة والرياضيين في بلادنا هذه الأيام «لجنة المحانبات»!!. { ستة أيام بلياليها ونهاراتها غير كافية لإعطاء اللجنة إياها الرأي الصائب في مباراة الحسم التي أمَّلت أن تكون قمة تنافسية لكنها كما تابع الآلاف في مدرجات المريسي والملايين خلف الشاشة الفضية، ليست إلاَّ «غُمَّة» من صناعة وابتكار تلكم اللجنة التي تلعب بالقوانين وأحرجت الأندية المتنافسة التي لطالما عانت وتألمت وتأوهت وكابدت وانتهى بها الحال إلى حرمانها من البقاء في دوري الأضواء، أو إقحامها في مواقف هي في غنى عن تداعياتها، التي أكلت العلاقات الطيبة القائمة بين الأندية، وزرعت الحساسية المنبوذة بين الفرق بتأجيلاتها المشبوهة الأسباب، واتضحت جليةً في مباراة الرشيد وشعب حضرموت التي كان الحكم الدولي خلف اللبني يقودها، وانتهت في الدقيقة (85) من اللقاء باقتحام جماهير النوارس الحضرمية الحواجز ومطاردة لاعبي رشيد تعز والحكم الذي انسحب مع بقية الطاقم والمراقبين الفني والإداري، وكان الرشيديون متفوقين بهدف مقابل لا شيء، وتم الاعتداء عليهم لكن اللجنة فسرت اللوائح المنظمة للبطولة حسب اجتهادات أعضائها ورجحت أنه لا ضرر إن هبط الرشيد فكالت عليه مكاييل العقوبات وحرمته من النقاط الثلاث وغرمته وشطبت مدافعه محمد الجزيرة، وأوقفت لاعبه إبراهيم العاقل عشر مباريات. { ولم تستفد من الدرس فتابعت لجنة المسابقات نهجها «المائل والمتحايل» المعتمد على اجتهادات أعضائها في تفسير بنود اللائحة.. فجاءت مباراة قمة الدوري التي ستحسم البطولة للأهلي إن فاز أو تعادل وللهلال إن حقق الفوز فقط، وهي ستجري على ملعب المريسي، وكانت الترشيحات تصب في صالح الأهلي الذي تربع على الصدارة (25) جولة وبقيت جولة واحدة وأخذت اللجنة تجتهد وترتجل بتأجيل القمة إلى الثلاثاء بدلاً عن الجمعة بداعي أن التكريم للبطل والوصيف والوصيف الثاني سيكون بحضور رسمي كبير، ثم تبين أن الحكام العمانيين لن يأتوا لأنهم في إجازة وراحة سلبية فتم التواصل مع إدارة الأهلي لتأخير الموعد إلى السبت على أن يكون الطاقم الدولي اليمني بقيادة أحمد قائد (ساحة) يدير المباراة ويساعده حسين شقران ومختار صالح ولا يهم أن يكون الرابع خلف اللبني أو هشام قاسم أو غيرهما.. ولما رأى الأهلاوية وهم في الملعب أن طاقم التحكيم الذي أبلغوا بهم قد تغيروا شعر الفريق والإداريون والجماهير التي اطلعت على شخصيات الحكام بأن هناك ملعوباً وأن اللجنة أرادت إحراجهم لتدفعهم للاحتجاج والانسحاب أو الموافقة على خلف اللبني وزملائه.. وبصراحة فإن السيطرة كانت أهلاوية، والانفعال بلغ حداً كبيراً، فلما أغفل خلف اللبني ضربة الجزاء طالب بها الأهلاوية بعد تعرض النونو داخل ال (18) الهلالي للتعثر وأعلن لصالح الهلاليين ضربة جزاء أحس الإداريون والجهاز الفني واللاعبون ومعهم الجماهير بوجود شيء مريب، فانطلق الجمهور نحو الملعب وعبروا عن استيائهم بصورة تتعارض مع الروح الرياضية، كما أن ما حدث في المنصة الرئيسة لايقره أحده، ويذبح الأخلاق التنافسية من الوريد إلى الوريد.. ضف إلى ذلك أن الشيخ العيسي يعتبر رئيس الاتحاد العام للكرة ولا يرضى بما ترتكبه لجنة المسابقات من أخطاء ناتجة عن اجتهادات أعضائها، وهم وحدهم الذين يتحملون تبعاتها، وإذا كان هؤلاء يريدون مجاملته فقد أوضح تبرمه واستنكاره هذه الأساليب المرفوضة ووصف من يفعلون ذلك ليتقربوا منه بأنهم منافقون!! كما جاء في لقائه مع الزميل القدير عبدالله الصعفاني - رئيس تحرير الرياضة - يناير الفائت.. وهذا يكفي رداً على الذين يتهمون العيسي والذي نأمل أن يصحح ما أخطأت به اللجنة من قرارات أو ستتخذه من قرارات قد تشعل الأحقاد وتؤجج الكراهية بين الأندية والرياضيين!!.