لحظة لم تكن بالحسبان على جماهير الفريق الأهلاوي الذين كانوا يهتفون لفريقهم الذي سيطر على مجريات الربع الساعة الأول من المباراة النهائية التي جمعت فريقهم بالهلال الساحلي السبت الماضي ضمن إطار الجولة الأخيرة لدوري أندية الدرجة الأولى لكرة القدم. هذه اللحظة كان وراءها صافرة حكم المباراة الدولي خلف اللبني الذي أطلقها محتسباً في الدقيقة ال29 من زمن الشوط الأول ضربة جزاء للفريق الهلالي، والتي تردد كثيراً في أرجاء الملعب ومن تابعها على شاشات التلفاز أنها غير صحيحة. لم يرق للأهلاوية بالطبع ذلك من الحكم مبدين اعتراضهم الواضح على ضربة الجزاء، بدا ذلك من خلال خروج حارس مرمى الفريق معاذ عبد الخالق خارج المستطيل الأخضر باتجاه دفة احتياط فريقه التي لم يتركها إلا بعد إلحاح إداريي الفريق بالخضوع لحكم المباراة. هدف هلالي في الدقيقة 43 أشعل المدرجات غضباً من قبل الجمهور الأهلاوي وفرحاً لجمهور الهلال، بيد أن دخول أحد مشجعي الفريق الأهلاوي إلى ساحة الملعب وتهجمه على حكم الساحة حال دون استئناف اللعب عقب الهدف. بقي الحال وسط الملعب غير آمن وملغوم بالمفاجآت رغم محاولات رجال الأمن من السيطرة على الوضع المكهرب بين أوساط جماهير الأهلي الغفيرة ، وخلال دقائق معدودة وبسرعة النار التي تنتشر في الهشيم انتقلت أحداث الشغب إلى منصة كبار الضيوف ودون سابق إنذار، حيث سُمعت من هناك أصوات مرتفعة وصلت للسامعين معلنة احتدام صراع ومشادة كلامية بين بعض قيادة النادي الأهلي المتواجدين حينها في منصة كبار الضيوف وقيادة الاتحاد العام لكرة القدم ممثلاً برئيسة أحمد صالح العيسي الداعم الأول لنادي الهلال الساحلي. المشادة الكلامية لم تخلُ من الاتهامات لاسيما من قبل بعض إداريي النادي الأهلي الذين اتهموا الاتحاد العام لكرة القدم بالتواطؤ وعدم المسئولية في اختيار حكم الساحة الذي احتسب ضربة جزاء غير صحيحة حسب اعتراض الأهلاوية، لم يقتصر الأمر على المشادة الكلامية بين الحاضرين في منصة كبار الضيوف وحسب بل وصل الأمر إلى قذف الجمهور الرياضي المتواجد أسفل منصة كبار الضيوف بالأحذية باتجاه رئيس الاتحاد اليمني أحمد العيسي ووزير الشباب والرياضة الذين كانوا في مقدمة الضيوف. ولولا تدخل العقلاء المتواجدين في المنصة وإبعاد المتشادين إلى خارج المنصة، لربما وصل الأمر إلى الاشتباك بالأيدي وغيره مما لا يحمد عقباه، وفي الوقت الذي يفترض أن تتم حوارات لاستئناف المباراة، بدا الساعون للتهدئة إلى الإصلاح بين المتخاصمين في منصة كبار الضيوف وتناسوا على ما يبدو - باختلاق مشكلة أخرى - أسباب توقف المباراة رغم أنه جوهرها ومسببها، وهو ما أصرت فيه إدارة النادي الأهلي على عدم احتساب ركلة الجزاء. فترات بين شد وجذب بين المتشادين لم تصل إلى نتيجة مقنعة بإعادة المباراة واستئناف اللعب من جديد، حتى بدأ الجمهور والحضور على ملعب المريسي بالانسحاب التدريجي إلى أن خلت أرضية الملعب بعد توتر جماهيري أهلاوي كاد يتطور إلى ما لا يحمد عقباه لولا مساع رجال الأمن الخجولة باحتواء الموقف، مع أن الأمر طال إلى أكثر من نصف ساعة أوأكثر.