استنتج صديق خبير في الشأن الرياضي اليمني أن طليعة تعز مؤهل ليحرز بطولة كأس الرئيس هذا العام، كونه أقوى الفرق من حيث إمكانات لاعبيه وحنكة إدارته الشابة الطموحة، بمعية حكمة الطلعاوية.. وبخاصة بعد توافق الجماهير المكلومة مع الجمعية العمومية الغاضبة.. وهدوء الجبهة الداخلية البيضاء. وأكد زميلي الإعلامي أن تعز جديرة بهذه الكأس وتستحقها غير أن الظروف الاستثنائية التي خاضتها أندية الحالمة حالت دون تحقق هذا الحلم.. فالصقر الذي عولت عليه الجماهير اصطدم بالتلال في ملعبه بمنطقة حقات، وذهبت نصف أو ثلث فرص تعز للفوز بلقب بطل كأس الرئيس.. عقب الخسارة المفاجأة والمفجعة لجماهير الصقر بصورة خاصة.. ثم إقصاء الحالمة من أهلي صنعاء الذي سيكون بلا شك أكبر المرشحين للوصول إلى النهائي. بطولة خديجة!! ولما اقترن الأهلاوية في التأهل لدور ال16 من بطولة كأس الرئيس ارتفعت نسبة فوز الحالمة بلقب الكأس، فالفوز كان على حساب وحدة صنعاء العائد للأضواء، والأفضل من حيث الجاهزية البدنية، والاستعداد الذهني لخوض منافسات البطولة، تعويضاً للتعثر في نهائي بطولة الثانية، الذي ظفر بكأسها صقر تعز.. والمؤشرات الأولية تدفعنا إلى اطلاق العنان لاستنتاجاتنا ورفع سقف آمالنا بأن يستغل العميد الحالمي وجاره الطاهش الحوباني فرصة الحضور في الدور التالي للبطولة التي أخرجها اتحاد القدم خديجة أي ناقصة النمو والاكتمال.. وأشبه بوجبة سريعة(سفري)، فلائحة البطولة تؤكد أن المباريات تقام ذهاباً وإياباً لمنح المتنافسين حقهم في استغلال عاملي الجمهور والملعب.. واتحاد القدم طبخ البطولة بنظام القرعة ذهاباً فقط.. وعليه فإن قرعة دور ال16 تخضع لعامل الحظ فالذي يلعب على أرضه ومؤازرة جماهيره يمكنه أن يحصل على أفضل نسبة من النجاح.. إلا أن إصرار أي فريق حالمي سواءً الأهلي أم الطليعة على المشاركة برغبة جادة وتوظيف إمكانات لاعبيه، واقتناص سوانح الفرص بإيجابية سيعمل على فرض وجوده في النهائي لبطولة كأس الرئيس. فرص الحالمة متوافرة إن النتائج الممتازة لممثلي الحالمة في دور ال16 وتأهلهما مرهون بحسن التعامل مع الجهازين الإداري والفني للفريقين مع المباريات التي تحمل عنوان الفرصة الوحيدة، والخيار الأوحد، وهو الفوز للعبور إلى الدور التالي.. وفي كل محطة يجتازها الطليعة والأهلي تكبر معها الآمال، وتتسع الطموحات حتى بلوغ المباراة الحاسمة للتتويج بالذهب. المشوار ليس مستحيلاً في ظل التخبط والمزاج والارتجال الذي تسير عليه منافسات بطولة كأس الرئيس هذا العام، مثلها مثل الدوري.. لكنه مشوار خاضع لثبات المستوى الفني، والارتقاء بالأداء، والتحضير الصحيح إدارياً وفنياً ونفسياً وبدنياً، وفي وجود مساندة جماهيرية من روابط التشجيع لجميع أندية تعز، والتركيز على الفوز في كل مباراة، ودخولها بروح الباحث عن الانتصار.. الساعي إلى العبور نحو الأدوار التالية وليس فقط المشاركة للمشاركة.. أو اعتبارها محطات إعدادية ولاتصل إلى مدى الطموح أو التفكير بإحراز البطولة، كونها من نصيب أندية لطالما كانت ماركة مسجلة باسمها كأهلي صنعاء والهلال الساحلي. فإذا انحصرت المشاركة للعميد والطاهش الحالميين في خوض المباريات بذهنية (على قدر فراشك وسح).. فذلك يعني الشعور بعدم الأهلية، ويعني الإنهزامية المبكرة، التي تعتبر سلاحاً قاتلاً للطموح.. ومميتاً للحماس أو الروح التنافسية التي ينبغي أن تكون من أهم أوراق الفريقين، عندما يلعبان مبارياتهما المقبلة. بطولة تتمرد على الكبار صحيح أنه (رحم الله امرءً عرف قدر نفسه) لكن الأصح أن بطولة الكأس هي فرصة سانحة للباحثين عن إنجاز ذهبي وكثيراً مايحرزه فريق لايمتلك إمكانات النفس الطويل والمنهك الذي تمتاز بها الأندية الفائزة بألقاب الدوري العام.. ولكم أن تستعرضوا أبطال كأس الرئيس لتؤمنوا بما نزعم وندعيه هنا.. فالكبار يتساقطون فيها، سواءً أكان ذلك في بطولة الكأس عندنا أم في الخليج وأوروبا وأفريقيا.. فإذا صنفنا أهلي صنعاء – التلال – شعب إب – هلال الحديدة بأنهم من أندية الأبطال فإن هؤلاء أحرزوا معظم النسخ الثلاث عشرة لبطولة كأس رئيس الجمهورية، وغابت كثيراً عنها.. فالامبراطور الصنعاني يعد أكثرها فوزاً (3 مرات) فبعد ست سنوات أحرز الأولى وغاب (3) سنوات وأحرز الثانية، وبعد (6) سنوات أخرى حصل على البطولة الثالثة.. وتمكن العائدون من الهبوط مثل أهلي الحديدة – اتحاد إب – شعب حضرموت من الفوز بالبطولة في المواسم الثلاثة الأولى منها على التوالي.. وحصد العنيد بطولتين متواليتين موسمي 2001-2002م و2002-2003م لكنه إلى الآن غائب نهائياً عن الفرق المتنافسة على البطولة الرابعة عشرة للسنة التاسعة على التوالي.. ولم يفز هلال الحديدة إلا بمساندة رئيس اتحاد القدم أحمد العيسى الذي شغل نائب رئيس نادي الهلال الساحلي وذلك موسم 2004-2005م عندما جرد الأندية من المحترفين وسحبهم إلى هلال الحديدة.. وتكررت للهلاليين موسم 2007-2008م أمام رشيد تعز العائد من الهبوط وكان متقدماً بهدف فمنح الحكم خلف اللبني ضربة جزاء خيالية للهلاليين لإحراز التعادل ومن ثم تحقيق الفوز بالكأس.. كما فعلها ثانية أمام أهلي صنعاء بضربة جزاء في المباراة الحاسمة للدوري في الموسم التالي!! بطولة كلفتة إذاً.. فبطولة الكأس تتمرد على الكبار وتخضع للطامحين حتى وإن كانوا من المصنفين في خانة(المتواضعين) وفي تقديري إن البطولة كانت مفاجأة وصادمة للفرق، حيث هجم أمين عام اتحاد القدم حميد شيباني على الأندية بخبرها.. لأنه يمتلك رؤية لتخليصه ورئيسه من المساءلة والإحراج.. إذ أن هذا هو الموسم الكروي الثاني على التوالي لم ينظم الاتحاديون فيهما بطولة كأس الرئيس.. ولابد من الخروج من مأزق اتحاد آسيا الذي يريد من اتحاد الشيخ والدكتور تحديد ممثلي اليمن إلى البطولة الآسيوية المزدوجة وهما شرعيان، وليس البطل للدوري ووصيفه.. أي أنه يطالب اتحاد القدم اليمني بإقامة بطولتين مستقلتين تحملان اسم الدوري والكأس. ورغم علم اتحاد الشيخ العيسى أن الوقت مهم جداً إلا أنه لم يضع ذلك في الحسبان، فانطلق الدوري متأخراً جداً عن العالم.. ونتج عنه الانتهاء من مبارياته في رمضان الفائت.. وضغط دوري الدرجة الثانية وهي مخالفة للنظم والقوانين واللوائح التي تخضع لها مسابقة دوري القدم.. وفيما الموسم الكروي الجديد في العالم انطلق قبل شهرين أكمل اتحاد الشيخ والدكتور دوري الثانية.. وأعلن إقامة دوري كأس الرئيس دون سابق موعد كما هو واجب وقانوني.. ووجد الاتحاديون أنفسهم في مأزق فعصدوا القرعة ومتنوها.. وهاهم يضغطون جداول المباريات في الأدوار التنافسية.. فعدد الأندية المشاركة تقلصت من(64) فريقاً إلى (34) فريقاً وتمت إزاحة اثنين منها بمباراتين فاصلتين، ليصبح العدد(32) فريقاً تتنافس جميعها من مباراة واحدة فقط على غير ما تنص عليه لائحة المسابقات، المتحولة إلى لحوحة اتحادية يثقبها اتحاد الشيخ والدكتور متى شاء، ويطولها ويعرضها ويقص منها ويلصق، ويبطل مفعولها بمزاجه، تحت ذريعة المصلحة العامة التي تخضع لأمزجة وعبث الاستراتيجية الفوضوية لهذا الكيان. مشروع حلم لتعز ياخبرة.. أكبر ثاني بطولة كروية يمنية يراد لها أن تقام فقط كإسقاط واجب من اتحاد القدم، كونه الموسم السابق لهف مخصصاتها المالية، مما أدخله في سين وجيم مع وزارة الشباب والرياضة التي طالبته بإخلاء عهدة بطولة كأس الرئيس للموسم 2010-2011م الماضي ولايريد تكرار البهذلة والشعور بالضعف أمام المدير التنفيذي لرعاية صندوق النشء الأخت/نظمية عبدالسلام التي انضبطت بعهدها الأمور المالية ذات الصلة بتغطية المخصصات للأندية، وكذلك المبالغ المرصودة من أجل تسيير بطولة كأس الرئيس. وبالإجمال فإن اتحاد الشيخ والدكتور يريد استكمال البطولة سواءً أكان ذلك بضغط المباريات، أم بالانسحابات.. فالمهم تحديد بطل للكأس بأي طريقة كانت.. ولهذا فجميع المتنافسين متساوون في فرص النجاح، ومن هذه الفرق الأهلي والطليعة الحالميان.. فأوضاع الفرق غير مستقرة، وإذا ارتفع سقف الطموح لهما.. وحدث اندماج بين الرغبة بتحقيق البطولة وتوظيف الامكانات المتاحة والدعم المتوافر، وخاضاها بروح الأبطال فإن بطل الكأس قد يكون تعزياً.. والحلم لايزال مشروعاً.