إن تكالب الأمراض في هذا العصر ، وزعم من يزعم أن هذه الأمراض لا شفاء منها ، إنما هي عابرة سبيل تأتي لأسباب كما تزول بأسباب ، ولم يخلق الله الداء إلا وخلق له الدواء كما أخبرنا بذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم . وكما أخبرنا أيضاً أنه لا عدوى ولا طيرة ، فلا تتشاءم ولا توسوس ، فجل تلك الأمراض تبدأ سيطرتها على الجسم متى استسلم لها الجسم ، إن مقاومتك لها تمثل 70% من وسيلة القضاء عليها ، ويأتي الدواء مسانداً لا أكثر ، فالدعم أولاً من ثقتك وقناعتك بالله ، وتوكلك عليه في المقام الأول ، ولتتذكر أنك مأجور ، المسلم مؤجور في فرحه شكره وفي مصيبته صبر ، فأنت في نعمة وأية نعمة . جل أمراض العصر جاءت من أفعال البشر وعبثهم ، وغرورهم ، حتى أن الأمراض تتطور بتطور عجلة التقنية ، وكأننا نعيش صناعة المرض ، كما تتقافز الشركات الكبرى لصناعة الدواء والمستهلك في الانتظار يتقبل كل هذا ويصدقه . حتى أن أمراض الحيوانات صارت تنتقل للإنسان ، بل وتهدده ، وليس للسرد وإنما للنظر نرى : 1- حمى الصادع أو حمى الوادي المتصدع : حمى تصيب الدواب الأهلية في الوديان وتنتقل في موسم الأمطار عبر بعوض الايداس وتطورت لتنتقل للإنسان. 2- جنون البقر: بسبب تغير طعام المواشي ودخول عنصر من لحوم حيوانات أخرى في طعامها على رأسها نخاع الحيوانات الميتة . 3- أنفلونزا الطيور H1N5: تصيب طيور المزارع وصارت تصيب الإنسان ، جعلتنا نكره تربية الدواجن . 4- أنفلونزا الخنازير H1N1: والإعلام غير مقصر في شرح لها . 5- مجموعة أمراض التسمم الغذائي : وهي ناتجة عن وجود بكتيريا تتشكل في الغذاء من عدة نواحٍ منها نوعية السماد المعطى وخاصة في الخضروات والبقوليات وغيرها . وقد انتشرت مؤخراً في مدن يمنية حمى (الستيرية ) الناتجة عن التسميد وسرعة الإنضاج للخضروات ن وهي مسببة لأعراض قريبة من الأنفلونزا أو الملاريا . وكل هذا يؤكد أن المعدة بيت الداء والدواء . ولنتذكر أبداً أن كل داء له دواء علمه من علمه وجهله من جهله ، وهذا ما بلغنا به رسول الله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن الموت ليس مرضاً ليمكن الشفاء منه بل هو بداية لحياة جديدة ولذا هل أعددت لذلك؟؟ ، ليس النهاية الموت بل البداية!! و أعظم طامة أن يصاب الإنسان بالحماقة فعلاجها غير متوفر ولا يعلمه أحد . وكما قيل عن الإمام الشافعي: لكل داء دواء يستطاب به إلا الحماقة أعيت من يداويها و قال تعالى: (( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) سورة الجمعة . فلا تجعل من نفسك أحمق ولا تقل لا يمكنني التغيير . لا يمكنني الشفاء. توكل على الله ، فالدواء موجود عليك بالبحث والمزيد من البحث مع جرعات كبيرة من الصبر . دمتم بخير ولنا لقاء.