صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخطوطات اليمن.. ذاكرة تاريخية لا تقدر بثمن
وصفت بأن فيها الفريد والنادر على وجه الأرض
نشر في الجمهورية يوم 15 - 07 - 2009

دار المخطوطات انشئت في عام 1983 وتم افتتاحها رسميا في عام 1983 م بغرض تقديم الخدمات المختلفة فيما يتعلق بالمخطوطات سواء والتي كانت موجودة في المكتبة الغربية بالجامع الكبير أو التي تم اقتناؤها ونقلها إلى دار المخطوطات واستمر مشروع مشترك ما بين اليمن والحكومة الألمانية قرابة سبع سنوات من عام 83 م إلى 89 م .
هذا التعاون كان فيما يتعلق بالرقائق القرآنية التي تم اكتشافها في عام 1972 م عندما هطلت الأمطار فجأة على سقف الجامع الكبير وعند القيام بترميم السقف وجدت كمية من الأكياس التي بداخلها رقوق قرآنية والتي تصل إلى عشرة آلاف قطعة وتمثل 800 مصحف في شكل مجموعات كل مصحف يمثل مجموعة من الصور القرآنية والحقيقة إن هذا المشروع صار مشروعاً متميزاً لأنه يمثل كمية عظيمة وكبيرة من الرقائق القرآنية التي تدون المصحف الكريم قرابة أربعة قرون من القرن الأول إلى الرابع الهجري وفيها تباين واختلاف احجامها ثم في أنواع خطوطها وخلاصتها أنها تدون للمراحل المختلفة للمصحف الكريم بما في ذلك حركات الإعراب والتشكيل وأيضا أنواع الخطوط ابتداء بالخط الحجازي المائل ومن مكي ومدني والى آخره أضف إلى ذلك فإنه توجد نماذج من الخط الكوفي والمراحل المختلفة للخط الكوفي يصل إلى أكثر من عشرة أنواع من أنواع الخط الكوفي ثم اهتمت الدولة بما يتعلق بتقديم الخدمات المختلفة للمخطوطات الورقية وهي غير الجلدية أو الرقية هذه المخطوطات تصل إلى أكثر من ثلاثين فناً بدءاً من علوم القرآن فعلوم الحديث فالفقه ثم علوم اللغة العربية في الأدب والتاريخ والعلوم التطبيقية من طب وزراعة وفلك وغيرها من العلوم الأساسية والفرعية والخدمات التي تقدم هي أولا أعمال التوثيق والفهرسة وإعطاء رقم وطني قبل هذا للمخطوط ومهتم به حاليا قطاع المخطوطات الذي تكون قبل تسعة أشهر أصبح للدار أهمية كبرى وذلك بغرض تحقيق هذه الأنشطة وإخراجها للنور لأنها لم تكن خرجت إلى النور بالشكل المطلوب.
وحول أعمال التصوير والتصوير بالميكروفيلم وكما هو معلوم كان يقال بأن التصوير بالميكروفيلم صار من الأعمال التي قد عفى عليها الزمن لكن الأيام أثبتت بأن التوثيق داخل مركز المخطوطات شي مهم بالميكروفيلم لأنه لا يتعرض للفيروس ثم أنه كان العمر الافتراضي للميكروفيلم حوالي خمسين عاماً لكن هوا لآن صار خمسمائة عام وهذه من المزايا التي يتميز بها التوثيق بالميكروفيلم وطبعا لا يستغنى الآن بإدخال التخزين الالكتروني والتخزين الالكتروني شيء مهم جدا وهام بالنسبة للدارسين والباحثين وتسهيل تقديم الخدمات لكنها تظل على حذر لأنها لا تتعمر كثيراً إنما هي أصبحت هامة وضرورية بالنسبة لإنجاز الأعمال وتوثيقها الشيء الآخر من ضمن الأنشطة التي تديرها الدار وهي أعمال التصنيف والفهرسة وقد تم الآن التعاون مع جامعة صنعاء وقطاع المخطوطات ودور الكتب وهناك فرق أو مجموعات من الجامعة تصل إلى ثمان مجموعات كل مجموعة تتكون من فريق والفريق يتكون من رئيس فريق وقارئ ومدون وكل واحد منهم له مهمة معينة ويتم تعبئة استمارة خاصة بكل مخطوط ولا ننسى بأن الفهارس السابقة كان ينقصها الكثير من المعلومات والبيانات وان كانت جزئية لكنها ذات أهمية بالغة علمية وتاريخية .
تجهيزات حديثة
وفي الدار معمل يعد من احدث المعامل في الشرق الأوسط وهو معمل الترميم والصيانة والذي يمارس فيه كل طرق الترميم فالترميم أصبح علماً قائماً بحد ذاته.
فهم مغلوط بالنسبة للمخطوطات
في الحقيقة هناك فهم مغلوط بالنسبة لما يتعلق بالمخطوطات والفهم لدى المواطنين وهذا الفهم نابع من اعتقادهم بأخذ المخطوطات التي بحوزتهم بالإجبار أو يتم إجبارهم على أثمان معية كقيمة لها لكن الآن وجدت آلية معينة وسريعة وجيدة لتحديد أهمية أي مخطوطة لدي المواطنين من خلال استمارة خاصة بالاقتناء ثم آلية سريعة بعكس ما كانت سابقا بطيئة وهذه الآلية تعتمد أساسا على الميزانية التي تخرج من وزارة المالية لكن القطاع الآن يتعاون ويشترك مع صندوق التراث والتنمية الثقافية لكي يدعم عملية الاقتناء والحقيقة أنه وخلال سبعة أو ثمانية أشهر صار لدينا هنا من قبل قطاع المخطوطات ما يقارب ألف مخطوط وهذه قفزة نوعية وتطور عظيم وهذه بالتأكيد حقائق لأناتي بها إلا عبر الأرقام الصحيحة.
أقدم النماذج للرقائق القرآنية
توجد في الدار رقوق قرآنية وهذه من أقدم الأنواع أو تمثل أقدم النماذج لدينا وليست نفيسة من حيث القدم وإنما تعتبر ذات أهمية على مستوى عربي ودولي فهي تدون المراحل المختلفة للمصحف الكريم وبالتالي بالإمكان أن تكون نواة للدار للقرآن الكريم وبحسب المختصين بأنه لا يوجد تقريبا في معظم المدن الإسلامية المعروفة كمكة والمدينة مثل هذا الكم وهذه الأهمية من الرقائق القرآنية ثم يأتي بعد ذلك المخطوطات الورقية ولدينا أقدم مخطوط وهو كتاب الأحكام للهادي يحيى بن الحسين وتاريخ نسخ هذا الكتاب 366 للهجرة وبينه وبين مؤلفه قرابة 68 فقط وهو مكتوب بالخط الكوفي ونادر النقط كما يوجد كتاب الغريبين للإمام الهروي وهو غريب القرآن وغريب الحديث وهذا يعتبر من الكتب النادرة ويرجع تاريخه إلى 668 للهجرة و ليست العبرة بالقدم فقط وإنما أيضا بندرة الموضوع واهميتة العلمية والتاريخية وعلى سبيل المثال وكتاب للفيروزبادي وهو كتاب القاموس المحيط في لغة العرب شماطيط وهذا الكتاب لا يستغنى عنه والدليل على ذلك أنه تم شرح هذا الكتاب وقام بشرحه محمد بن محمد بن مرتضى الزبيدي المتوفى في 205 للهجرة وقد تولت حكومة الكويت تحقيقه عبر مجموعه من العلماء والمفكرين الكبار واستطاعوا أن يخرجوه في قرابة 40 مجلداًً وهذا الكتاب تم تأليفه متكاملة لأنه بالرغم أنه موسوعة لغوية لكنه يغوص في مختلف الفنون والمعا رف ولدينا أيضا فيما يتعلق بالمخطوطات النادرة كتاب الموطئ وهذا الكتاب أولف في حوالي 749 للهجرة وهذا الكتاب يعتبر من الكتب النادرة جدا وأيضا معتنى بها وعيرها من الكنوز والمخطوطات التي يصعب حصرها.
ثمة صعوبات عديدة تواجه العاملين في مجال المخطوطات منها على سبيل المثال عدم وجود الدعم الكافي وعدم استقرار الكوادر وكما هو معلوم أن العمل في مجال المخطوطات يتطلب صبراً وفهماً ومعرفة للخطوط ومعرفة أيضا للعلماء والناسخ إلى آخر ذلك من الأشياء المعروفة لكن بحمد الله نستطيع القول أن هناك قفزة نوعية في مهام ونشاط الدار تتمثل في الاهتمام بالكوادر سواء الكوادر السابقة أو الجديدة ولاننسى بأن فتح مجالات للتعاون مع جامعة صنعاء والجامعات اليمنية بشكل مبدئي سيمثل خطوة كبيرة ونقلة عظيمة لأنها ستهتم بالجوانب المختلفة بالنسبة لما يتعلق بإعداد الكوادر ولاننسى بأن الدورة التدريبية للطلاب في مجال المخطوطات ستشمل تدريب الطلاب في مختلف المهارات للتعامل مع المخطوطات، فإذا قلنا بأن لدينا محور للصيانة ويشمل عدة عناصر وهو علم قائم بحد ذاته .
بمعنى أنه لابد أن نعرف أعمال الترميم وأعمال الحياكة ثم أعمال التجليد بالإضافة إلى معرفة الزمن الافتراضي للورق إذا لم يكن موجوداً ونوعه وصناعته والى أي عصر يرجع ثم علاماته المائية ودراسة المداد والأحبار ومن اجل ذلك نجد ان المداد وكل ما كتب باللون الأسود يطلق عليه اسم المداد بينما الأحبار الملونة تسمى حبراً ولاننسى بأن الأوائل كان لديهم الخبرة الكافية لاسيما اليمنيين في أعمال الترميم والتجليد ويشير إلى هذا الكثير من الباحثين وكثير من الأساتذة المتمرسين أمثال الدكتور بيزيف هرد بوءن وهو مستشرق ألماني ومكث في اليمن قرابة ثمانية أعوام واستطاع أن يدرك أن لليمنيين مهارة وقدرة كبيرة على هذه الأعمال لكن المشكلة إننا لا نوثق ولا نستطيع أن ننقل هذه الخبرة من جيل إلى آخر لأنه تحدث هوة زمنية وبالتالي تضيع مثل هذه الخبرات والدليل على ذلك بأنكم وجدتم في المعرض نماذج تعود إلى القرن الرابع الهجري ثم إلى القرن التاسع للهجرة .
والدورة التي أقيمت مؤخرا لعدد من الطلاب من جامعة صنعاء اعتقد أنها ستترجم هذه الأمور إلى أعمال فعلية وحقيقية وهذا فيما يتعلق بالترميم والتجليد وبالنسبة لما يتعلق بالتوثيق والفهرسة هناك الاستمارة التي أشرت إليها تدون أولا الرقم الوطني للمخطوط ثم بعد الرقم الوطني لابد من رقم التصنيف وكما هو معروف بأن التصنيف في مجال المخطوطات ليس كالمطبوعات بدليل أن التصنيف للمطبوعات وعلى نظام « D » العشر بينما التصنيف للمخطوطات يعتمد اعتماداً كلياً على النظام العربي الإسلامي المعدل ويمكن العودة إلى كتاب لإسماعيل فهمي في هذا الجانب لأن ترتيب العلوم هنا يكون له أهمية من حيث ترتيب أولا القرآن الكريم ثم علوم الحديث إلى آخر ذلك حسب النظام المعروف لدى العرب والخصوصية الخاصة بهم لأنه معروف النظام الديني يعتبر نظاماً حديثاً .
ونرجع ونشير إلى إن الباحث أو المتخصص في الدار يأتي إلى الرقم الوطني ثم بعد الرقم الوطني يكون تحديد التصنيف الموضوعي للمخطوط وفي أي علم او فن بعد ذلك يأتي عنوان المخطوط ولاننسى بأن العنوان هنا لا يأتي عشوائيا فلابد من التحقق من العنوان وانتسابه إلى المؤلف فلا يكفي أن ندون مثلا عنوان المخطوط ونكتفي بذلك .أضف إلى ذلك بأنه توجد عناوين للمخطوط كأن أقول مثلا شرح الأزهار بينما أجد الغيث المدرار وإذا به هو عنوان أساسي لهذا الكتاب وأحيانا نجد من ثلاثة إلى أربعه عناوين لهذا الكتاب فلابد من التحقق والتأكد من خلال المصادر ومن خلال المخطوط الذي بين يدينا كما ان هناك عامل أساسي بالنسبة للنساخ لابد إن يعرف المختص الاهليه العلمية بالنسبة للناسخ فإذا ما كان الناسخ ذات أهلية علمية هنا يكون للمخطوطة قيمة علمية يستقيها المختص الذي يدونها من واقع معلومات وثيقة وصحيحة ودقيقه وسليمة لكن عندما يكون الناسخ ركيك المعلومات وركيك الأهلية العلمية هنا تسبب في مشاكل ومتاعب للمختص . ونأتي بعد ذلك إلى حقل المؤلف وهكذا وهلم جرا ويندرج تحتها عناصر عديدة وبيانات كاملة و فعلا بدأت الدار تنتعش وبدأ يكون لها كيان خاص بها من خلال تأهيل كوادر مخصصه في هذا المجال وقد تم إدخال دماء جديدة إليها لاسيما من الشباب لكي لا تضيع الجهود التي قدمها السابقون فبالتالي تكون من جيل إلى آخر ولاننسى بأن اليمن يقال انه ليس لديها ثروة فهذه هي الثروة التي تدوم إلى آلاف السنين ولها جذور وعمق ضاربة في التاريخ القديم وليست فقط المخطوطات فاليمن لها جذور تعود إلى ما قبل عشرة آلاف سنة .
وسبق ان أقيمت دورة قبل فترة لطلاب من جامعة صنعاء ركزت على عدد من المحاور كان اول محور التدريبية منها أعمال الترميم والصيانة ويندرج تحت اعمال الترميم والصيانة عدة أنماط على سبيل المثال التدريب على كيفية أعمال الحياكة وقبلها أعمال الترميم وتحديد الإصابات في المخطوط وماهية هذه الإصابة هل هي بسبب الأرضة أو عبر الفطريات أم من الرطوبة أو نتيجة التعرض للضوء بعد تحديد الإصابات يتم تدريب المختص على كيفية ترميم المخطوطة والترميم كما هو معلوم عدة أنواع فهناك الترميم الآلي والترميم الحراري والترميم اليدوي ولا ننسى أن لكل نوع من هذه الأنواع خصوصية لكن يظل الترميم اليدوي هو أهمها لأن أعمال الترميم الآلي تعتمد على قدم المخطوط وأيضا ثبات الامده فيه والحبر وعدم تمزق الأوراق وبالتالي يتحمل أن يرمم آليا لكن إذا كان على عكس ذلك فلابد من ترميمه يدويا وطبعا التي ترمم آليا تكون نادرة وأعداد محدودة فقط والسبب في ذلك لكي يحافظ على المخطوط لا أن نرممه ثم نقضي عليه فإذا قمنا بترميمه فنحن نقضي علية طبعا هذا فيما يتعلق بالترميم، نأتي إلى الحياكة كما هو معروف أن المخطوط يأتي أحيانا على شكل كراسة أي زوجي الأوراق فعندما يعامل كملازم يسهل حباكتة بالطريقة العربية القديمة المتعارف عليها لكن عندما يكون على شكل أوراق مفردة فقط هنا يكون احد عوامل القضاء على المخطوط أضف إلى هذا لابد من معرفة نوع الورق ودرجة الحموضة فيه من عدمها فإذا كانت درجة الحموضة فيه لابد من التخلص من الأحماض ثم يتم حباكته والتجليد يأتي كما هو معروف للغلاف والغلاف هنا لابد من المحافظة عليه وعلى نوعيته القديمة فالغلاف عندما يكون طبق الأصل أو ملازم للمخطوط يعطينا فكرة عن العصر الذي كتب فيه وطبعا الأوائل تفننوا ولم يتفننوا فقط في جانب المضمون العلمي والتاريخي للمخطوط بقدر ما تفننوا في الجانب الجمالي أيضا وهذا بالتأكيد يعكس درجة من التطور والازدهار لدى الحضارة الإسلامية المحور الثاني ينحصر في التوثيق والفهرسة وقد أشرت أن عملية التوثيق والفهرسة عملية مهمة جداً وهو بأن نضع الرقم الوطني للمخطوطة والآن القطاع بصدد إعداد رقم وطني لا يتغير أبدا بحيث إذا لا قدر الله ضاع هذا المخطوط فالرقم الوطني ثابت ويستحيل مسحه أضف إلى ذلك يتم تسجيل المخطوط هنا ووضع استمارة خاصة به نشبها بالبطاقة الشخصية وتدون فيها كل صغيرة وكبيرة من الغلاف إلى الغلاف واعتقد إن هذا الشيء من أهم الأولويات .
كما أن أعمال التوثيق والفهرسة أيضا تتم عبر استمارة والاستمارة فيها أكثر من ثلاثين حقلاً أو خانة والمعلومات التي توضع في الحقول هي رؤوس أقلام ثم يندرج تحت رؤوس الأقلام التفاصيل وجزئيات عديدة جدا مثلا عندما نأتي إلى حقل الورق فلابد أن نعرف نوع الورق والى أي عصر ثم العلامات المائية داخل الورق ودرجة الحموضة والرطوبة إلى غير ذلك فهذه البيانات الجزئية لابد أن تظهر عند البحث وبالتالي هي ما يقوم به جزء من المتدربين في إطار عمليات التوثيق والفهرسة ويأتي بعدها أعمال التصوير وهي على نمطين أعمال الميكروفيلم .
وكما سبق الاشاره أن أعمال الميكروفيلم ذات أهمية قصوى لأنه كان يقال بأن هذه الطريقة طريقة حجرية تعود للعصر الحجري إلا أن العلم اثبت الآن بأنة قد طورت عملية التصوير على الميكروفيلم بدلاً من أن كانت خمسين سنة وهو العمر الافتراضي للمخطوط صار الآن العمر الافتراضي لها خمسمائة عام وهذا يدلل على أهمية التوثيق داخل المركز أما بالنسبة للباحث فالتصوير الرقمي والتخزين الآلي لا يزال ذات أهمية وذات قيمة اعتبارية أضف إلى هذا بأنه سيتم إدخال قاعدة للبيانات وأيضا التواصل عبر الانترنت من خلال إدخال بيانات محدودة عن كل مخطوط كبدايته وأوله وآخره ثم نموذج من هذا المخطوط وبالتالي بثه عبر الانترنت للباحثين والدارسين على المستوى المحلي والخارجي .
بيانات المصادر والمراجع
وبعد التوثيق والفهرسة وأعمال التصوير هناك طبعا يتدرب الزملاء هنا أيضا على عملية المصادر والمراجع وأمهات الكتب بحيث عندما نتحدث عن مخطوط ونتناول بياناته لابد أن أعود إلى مصادر ومراجع مهمة جداً معروفة في التراث العربي فعلى سبيل المثال هناك كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان وهناك كتاب بروكلمان ثم كتاب الأعلام للزركلي وهو يفسر للأعلام على مستوى العرب والمسلمين والمستشرقين وبالتالي يعتبر مكتبة متكاملة هذا الكتاب والذي ظل يجمعه مؤلفة قرابة ثلاثين إلى أربعين عاما وكلما أراد الشخص ترجمه لشخصية معينة يجده داخله ثم أيضا إذا أراد أن يعرف أي كتاب سواء كان مطبوعاً أو مخطوطاً فيجده في داخل هذا الكتاب وهناك كتاب أيضا معجم المؤلفين وغيرة من الكتب فلابد من تدرب الزملاء على كيفية استخراج البيانات والمعلومات من المصادر والمراجع وأمهات الكتب .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.