العاصمة عدن تشهد فعالية الذكرى ال7 لاعلان مايو التاريخي    الحرب القادمة في اليمن    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    الرئيس الزُبيدي : نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    أول مسؤول جنوبي يضحي بمنصبه مقابل مصلحة مواطنيه    خبير اقتصادي بارز يطالب الحكومة الشرعية " بإعادة النظر في هذا القرار !    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    تحديث جديد لأسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    ماذا يجرى داخل المراكز الصيفية الحوثية الطائفية - المغلقة ؟ الممولة بالمليارات (الحلقة الأولى)    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    ترتيبات الداخل وإشارات الخارج ترعب الحوثي.. حرب أم تكهنات؟    مأرب قلب الشرعية النابض    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    الكشف بالصور عن تحركات عسكرية خطيرة للحوثيين على الحدود مع السعودية    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    الخميني والتصوف    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آلاف الرقوق والوثائق تستعيد عافيتها
على أيدي الطلاب والمدربين في دار المخطوطات بصنعاء
نشر في الجمهورية يوم 24 - 10 - 2009

بهدف الحفاظ على تاريخ وذاكرة الأمة اليمنية وموروثها الحضاري والإسلامي في مختلف الحقب التاريخية كان إنشاء دار المخطوطات اليمنية ضرورة ملحة لهذه الغاية ، حيث تم إنشاء دار المخطوطات في عام 1980 وتم افتتاحها رسميا في عام 1983 م بغرض تقديم الخدمات المختلفة فيما يتعلق بالمخطوطات سواء في مسألة الحفظ أو الصيانة والترميم والتوثيق وكذا التحقيق في بعض الاحيان للمخطوطات والى كانت موجودة في المكتبة الغربية بالجامع الكبير أو التي تم اقتناؤها ونقلها إلى دار المخطوطات واستمر مشروع مشترك ما بين اليمن والحكومة الألمانية قرابة سبع سنوات من عام 83 م إلى 89 م هذا التعاون كان فيما يتعلق بالرقائق القرآنية التي تم اكتشافها في عام 1972 م عندما هطلت الأمطار فجأة على سقف الجامع الكبير وعند القيام بترميم السقف وجدت كمية من الأكياس التي بداخلها رقوق قرآنية والتي تصل إلى عشرة آلاف قطعة وتمثل 800 مصحف في شكل مجموعات كل مصحف يمثل مجموعة من الصور القرآنية التي تدون المصحف الكريم قرابة أربعه قرون من القرن الأول إلى الرابع الهجري وبعد أن تم ضم دار المخطوطات الى وزارة الثقافة شهدت الدار عدداً من البرامج والدورات التأهيلية للكوادر المتخصصة من اجل رفد الدار بخبرات جديدة تساهم في عمليات التوثيق والترميم والصيانة للمخطوطات ولهذا الهدف سعى قطاع المخطوطات بوزارة الثقافة الى توقيع عدد من اتفاقيات التعاون مع عدد من الجامعات ومراكز التوثيق في عدد من المؤسسات يتم من خلالها تدريب طلابها وكوادرها على مختلف مراحل صيانة المخطوطات . الجمهورية وخلال زيارتها الدار اطلعت على بعض هذه البرامج التأهيلية المقدمة لطلبة جامعة صنعاء وكوادر دائرة التوثيق العسكري بالتوجيه المعنوي ومن خلال حوارات قصيرة مع الأخ سام الأحمر وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات وعدد من الأساتذة المشرفين والطلاب حاولنا تسليط الضوء على هذه البرامج والأهداف المرجوة منها وخرجنا بحصيلة نعرضها من البداية التي كانت مع الأخ وكيل الوزارة لقطاع المخطوطات الذي سألناه عن أهم الإجراءات والخطوات التي اتبعتها الوزارة للاهتمام بقطاع المخطوطات فكانت الإجابة كالتالي:
لاشك أن المخطوطات تمثل التوثيق الحقيقي للإرث الثقافي والحضاري للأمة اليمنية وقد حظيت المخطوطات باهتمام خاص من وزارة الثقافة وكانت أول الخطوات منذ إنشاء قطاع المخطوطات ودور الكتب التحرك السريع لتوثيق وفهرسة وتصنيف وصيانة وترميم المخطوطات وعمل الدراسة حول أوضاع دار المخطوطات بصنعاء وحاجته لأجهزة وما إلى ذلك والمشكلات التي تواجهها الدار وعمل الحلول المناسبة لمهامها والمعالجات كمرحلة أولى ومن ثم الترميم كمرحلة ثانية وبعدها التركيز على الارتقاء بأوضاع دور الكتب والمخطوطات في زبيد وفي كافة الأماكن التي تتواجد فيها المخطوطات اليمنية النفيسة ولا نخفيكم بأن الكوادر الماهرة في مجال صيانة وترميم المخطوطات النادرة لهذا نعمل على تأهيل كوادر جديدة في مجال المخطوطات وقد بدأنا مؤخرا بإقامة دورة تدريبية لأكثر من خمسين طالباً وطالبة من كلية الآداب بجامعة صنعاء بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية في مختلف المهارات المطلوبة للتعامل مع المخطوط سواء من حيث الصيانة والترميم والتوثيق والفهرسة والتصوير وغيرها وهناك برامج وخطط كثيرة تعدها وتنفذها الوزارة والقطاع تهدف في مجملها للحفاظ على هذه الثروة الثقافية التي لا يوجد لها نظير في معظم الدول العربية والإسلامية.
ثمانية آلاف وخمسمائة مخطوطة
.. الدكتورة أمة الملك إسماعيل الثور مشرفة على تدريب الطلاب بجانب عدد من الدكاترة وقد تحدثت لنا عن آليات التدريب وما تم انجازه حتى الآن وقالت:
النسبة لما تم انجازه في الدار فقد تم انجاز كبير جدا و أكثر مما كنا نتوقعه والحمد الله وذلك بمعونة وزارة الثقافة برئاسة الأستاذ محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة والأخ سام الأحمر وكيل الوزارة لقطاع المخطوطات فالجميع كان يعرف كيف كانت دار المخطوطات في السابق وكيف أصبحت الآن حيث شهدت حاليا نقلة نوعية كبيرة بفضل جهود الجميع سواء قطاع المخطوطات أو جهود العاملين في الدار وخلال الفترة الحالية تم انتداب قرابة الخمسين طالباً من جامعة صنعاء ووزعناهم على جميع فرق وإدارات الدار من اجل اكتساب الخبرة والعمل على إبراز المخطوط اليمني ونشر ما يحويه من علوم هامة وحصر وتوثيق مخطوطات المكتبة الغربية ووصلنا إلى حوالي ثمانية آلاف وخمسمائة مخطوطة وطبعا الطلاب المتدربون يأخذون تدريبهم على يد أساتذة مدربين إلى جانب أننا كونا ثماني لجان للتوثيق والحصر والتوثيق اليدوي والتوثيق الالكتروني وطبعنا لدينا أيضا لجان لتوثيق الرقوق القرآنية ولجان للإدخال الالكتروني ولجان للفهرسة اليدوية والفهرسة الإلكترونية والتصوير والمراجعة ولجان لإعادة تدوين الترقيم الزمني للمخطوطات ومراجعتها إلى جانب الفريق الآخر وهو فريق حصر المخطوطات التي تم اقتناؤها وشراؤها وهذه المخطوطات تعتبر جديدة لم يتم الآن فهرستها ولا ترقيمها بمعنى لازالت مجهولة ومبهمة وبعد الانتهاء من حصر مخطوطات المكتبة الغربية سيتم الانتقال إلى المكتبة الأخرى والتي يبلغ عدد ما تحويه من مخطوطات قرابة عشرة آلاف مخطوط إلى جانب مهام الترميم حيث انتدبنا مجموعة من طلاب الآثار للتدرب على ترميم المخطوطات وتنظيفها وبعد الترميم والتوثيق الجاري للمخطوطات سيتم اختيار عدد من المبرزين من الطلاب الذين اجتهدوا في العمل في الدار وكانت درجاتهم عالية، سيتم بإذن الله العمل على تثبيتهم في الأعمال التي قاموا بها أثناء التدريب وطبعاً نحن نأمل المزيد من التطوير في العمل في دار المخطوطات وزيادة أعداد الموظفين والمتدربين والطلاب أصحاب الكفاءات والمتخصصين في مجال أعمالهم حتى يساهموا بقدراتهم وكفاءاتهم في تطوير العمل ولهذا كما قلت نحن انتدبنا قرابة الخمسين طالباً من جامعة صنعاء ووزعناهم على جميع فرق وإدارات الدار من اجل اكتساب الخبرة والعمل على إبراز المخطوط اليمني ونشر ما يحويه من علوم هامة على مستوى العالم بواسطة الإدخال الإلكتروني حتى يكون نافذة لجميع الباحثين والطلاب في العالم العربي والخارجي بإذن الله .
رسالة توجهينها إلى وزارة الثقافة
وغيرها من الجهات ؟
الرسالة أتمنى أن يستمر الحماس الذي يعطى للدار ويستمر العطاء فجهود الأخ وزير الثقافة والأخ نائب الوزير والأستاذ وكيل الوزارة لقطاع المخطوطات كان لها دور كبير في إحياء هذه الدار وأتمنى استمرار هذا الدعم
الاستفادة من المشاركة
.. نبيلة الهمداني متدربة في الميكروفيلم من التوجيه المعنوي قالت من جانبها حول مدى استفادتها من التدريب في الدار:
بالنسبة لنا شعرنا باستفادة كبيرة سواء في التصوير بالميكروفيلم أو الأرشفة الالكترونية
وهناك عوائق محدودة لكنها لا تعيق عملنا أهمها وجود وثائق غير مرممة أو التي اصلبها التلف والمشكلة أن هناك نقصاً في المواد الأساسية المستخدمة في التصوير وأعطالاً في بعض الأجهزة وتأخذ وقتاً ليتم إصلاحها والحقيقة أن إدارة الدار متفاعلة معنا وتحاول حل أي إشكاليات تواجه عملنا ومن هنا وعبر صحيفة الجمهورية أوجه رسالة إلى كل الجهات للاهتمام بهذه الدار التي يعتبر كنزاً للتاريخ اليمني والإسلامي وتستحق الرعاية والاهتمام.
..الأخ احمد مسعود المفلحي مدير إدارة الترميم والصيانة بدار المخطوطات سألناه عن مهام الإدارة واهم ما يقدم للطلاب من برامج للتأهيل فأجاب قائلا:
:إدارة الصيانة تختص بمتابعة المخطوط من حيث معالجته من الحشرات والبكتيريا وعملية الإضاءة والتنصيف والتعقيم للمخطوط بمعنى ترميم المخطوط من الناحية المادية واستكمال الأجزاء الناقصة في المخطوط ولدينا عدد من الطلاب من جامعة صنعاء والتوجيه المعنوي يتلقون علوم تدريبات عملية لصيانة وترميم وتوثيق المخطوط وقد قسمناهم إلى ثلاث مجموعات مجموعة تقوم بعملية الترميم ومجموعة للصيانة ومجموعة تقوم بالحياكة والتجليد وبعد أسبوع من التدريب نقوم بعملية التداول للمجموعات في هذه العمليات الثلاث حتى تلم كل مجموعة بكل مراحل العمل
تطبيق عملي
.. هديل الصلوي تمهيدي ماجستير آثار قديمة جامعة صنعاء قالت:
الجديد الذي استفدنا في دار المخطوطات هو التطبيق العملي فالجامعة كانت المحطة الرئيسية للتعليم النظري والآن نحن نطبق ما تعلمناه في الجامعة بشكل عملي في الواقع وهنا في الدار أتيحت لنا الفرصة للممارسة الحقيقية لأعمال الترميم والصيانة والتوثيق للمخطوط نظرا لتوفر المواد بشكل أكثر والشيء الجميل والمميز أننا نعمل على الترميم والصيانة للأثر نفسه عكس الجامعة كان التطبيق على نماذج مقلدة للأثر وقد بدأت الدورة في بداية شهر سبعة ولمدة شهرين
مواد طبيعية في الترميم
.. نرجس عبد المجيد البناء تمهيدي ماجستير آثار جامعة صنعاء قالت من جانبها:
اشتركنا في الدورة وفي إطار التعاون بين وزارة الثقافة ممثلة بقطاع المخطوطات والجامعة ولحسن الحظ في الجامعة لم ندرس الترميم سوى لمدة شهر واحد وهنا في الدار تعلمنا بشكل أكثر وبصورة تطبيقية عملية بمعنى طبقنا كل ماتعلمناه بشكل نظري، بصورة مباشرة على المخطوط وبحكم تدربي على عملية الترميم نعمل أولا و في أول خطوة عندما تصل المخطوطة إلينا نقوم بتعقيمها ونضعها في صندوق ونستخدم مادة الايرم بودر حتى نقوم بشفط الأكسجين من المخطوط بحيث تنتهي كل بقايا الحشرات أو البكتيريا ومن ثم تنظيفها وبعدها نقوم بعملية الترميم ونقوم باستخدام مواد طبيعية في الترميم
وطبعا نحاول بذل مجهود كبير وبحرص في عملية الترميم للحفاظ على القيمة العلمية والتاريخية للمخطوط وقد وعدنا الإخوة في قطاع المخطوطات بالتوظيف في الدار لاسيما المبرزون والمتقنون لعملهم في هذه الدورة
مركز واسع للتدريب
.. أجاويد عبد الكريم شكري مدير إدارة الترميم والصيانة في المركز العسكري للوثائق التابع لدائرة التوجيه المعنوي قال حول مسالة التدريب:
تواجدنا مع عدد من الزملاء في دار المخطوطات في إطار خطة المركز العسكري للوثائق في عقد دورات داخلية وخارجية للأعضاء والعاملين في المركز ونحن نشارك في التدريب باسم دائرة التوجيه المعنوي في هذه الدورة بعدد ثلاثة متدربين اثنان في مجال الترميم وواحد في التصوير
وطبعا أخذنا دورات سابقة في المركز الوطني للوثائق لكن اعتقد أن لكل مكان مميزاته فدار المخطوطات تعتبر مركزاً واسعاً للتدريب وكوادرها لديهم خبرة كبيرة في الترميم والتجليد والوثيق وكيفية صناعة صناديق الحفظ للمخطوطات وهذا ما جعل الدار من أولى الجهات التي تهتم بترميم وصيانة المخطوطات ولديهم في الدار كم هائل من المخطوطات التي تعود إلى فترات متقدمة من التاريخ الهجري الإسلامي وتعتبر الدورة التي أقاموها بمشاركة أكثر من خمسين مشاركاً تجسيداً لاهتمام كبير جدا بالمخطوطات وضمن خطة وزارة الثقافة ممثلة بالأخ وزير الثقافة والأخ سام الأحمر وكيل الوزارة لقطاع المخطوطات لرعاية الآثار والمخطوطات بشكل خاص وحقيقة لمسنا استفادة كبيرة من خلال مشاركتنا في هذه الدورة في عدة مجالات تصب في إطار الحفاظ على المخطوطات
دعم كبير
.. غيث عبدا لغني مقبل هاشم متدرب من جامعة صنعاء تحدث الدورة قال:
لاشك نحن كطلاب استفادتنا من الدورة كبيرة جدا ولأننا درسنا بشكل نظري في الجامعة لم نتصور أن هناك إمكانيات كبيرة متوفرة في دار المخطوطات وحقيقة تفاجأنا بالتجهيزات وتفاجأنا بكفاءة الكادر الموجود في الدار وبالرغم من وجود نقص في بعض المواد الخاصة بالترميم لكن الكادر الموجود في الدار يستطيع التغلب على العديد من الإشكاليات وحول مهام القسم أضاف: قسم الصيانة مختص بالمحافظة على المخطوطة وصيانتها ومعالجتها حيث يأتي المخطوط إلى القسم ويمر بعدة مراحل يبدأ أولا بمرحلة التعقيم حيث يتم وضعه في كيس بلاستيكي ويضاف للكيس بودرة الحديد لمدة 21 يوماً في هذا الكيس وهو محكم الإغلاق مع عملية حسابية لقياس كمية البودر الموضوع في المخطوط وبعد21 يوماً تبدأ مرحلة التشخيص حيث يتم فحص المخطوط وتوثيق اسمه وعنوانه ومؤلفه ومختلف بياناته وكذلك اسم المرمم الذي يعمل عليه وبحس حالته يقترح الآلية التي ستتبع لمعالجته وبعدها تبدأ عملية التنظيف والتنظيف متشعب فهناك تنظيف جاف وتنظيف رطب فالتنظيف الجاف يتم فيه التنظيف بكل الأشياء القابلة للإزالة والتنظيف الرطب يحتاج إلى مذيبات مثل الماء بعدها تبدأ مرحلة العلاج من خلال تحديد نوع الإصابة التي يبنى عليها العلاج سواء بالترميم الآلي أو الترميم اليدوي فالترميم اليدوي كما قلنا ينقسم إلى ترميم رطب وترميم جاف والترميم الجاف يتم بواسطة الكي الحراري وهناك ترميم يستخدم فيه طريقة الحشو أو التيشو في حال كانت ورقة المخطوط متهالكة يستخدم في ترميمها ورق التيشو وبعد عملية الترميم ينتقل المخطوط إلى مرحلة الحياكة فيتم حياكته وخياطته من جديد وتركيب الزينة والجلد بعد ذلك تبدأ عملية صناعة صندوق لحفظ هذا المخطوط وطبعا كل المواد المستخدمة في الترميم والصيانة مواد طبيعية ومن الضروري أن تكون خالية من الحموضة فإذا زاد مستوى الحموضة إلى درجات محددة تنهي الورق لهذا من الضروري معادلة الأحماض في ورق المخطوط ومعادلته بالماء لاسيما إذا كان الحبر المكتوب به ثابتاً وإذا كان الحبر منحلاً ويذوب في الماء فيستخدم له الكحول وطبعا يوجد في الدار أكثر من 15 ألف مخطوط يحتاج إلى ترميم وبالتالي يحتاج إلى فريق كبير من الفنيين لانجاز هذه العملية ونحن نقوم بالترميم والصيانة للمخطوطات بشكل يتناسب مع عددنا كطلاب وفي عملنا هذا نحظى برعاية ودعم كبير من الأخ محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة ومن الأخ سام الأحمر وكيل الوزارة لقطاع المخطوطات
توثيق الرقوق
.. نيفين أنور المقطري متدربة من جامعة صنعاء وقد تحدثت عن آلية التدريب في دار المخطوطات وقالت:
تعلمت في الدار كيفية صناعة الصناديق التي تحفظ داخلها المخطوطات وأتدرب الآن على عملية الحياكة وترميم المخطوطات والحياكة هي عملية تجميع المخطوطة حتى تعود إلى شكلها السابق كما تدربت على كيفية تصوير المخطوط وعلى توثيق الرقوق وكانت المرة الأولى التي أتعامل فيها مع الرقوق رغم أنني خريجة قسم آثار قديمة كما تعلمت كيفية قراءة الخطوط الإسلامية منها الكوفي والمغربي والحجازي وكيفية التوثيق من القرآن والمعجم وبعدها عملت على صناعة الصناديق .
آلية التوثيق للمخطوطات
.. وتقول كفاح صالح الزوبه متدربة في قسم التوثيق :
تعلمت من خلال التدريب في قسم التوثيق كيفية قراءة المخطوطات بمختلف أنواع الخطوط المكتوبة بها واطلعنا على الكثير من العلوم الهامة التي تحتويها
وأصبح بإمكاننا الاطلاع على أهم المعلومات وكتابتها وتوثيقها للاستفادة منها .
وحول آلية التوثيق للمخطوطات أضافت الأخت كفاح قائلة : من خلال استمارة مخصصة للتوثيق يتم كتابة مختلف البيانات عن المخطوط مثل عنوان المخطوط واسم المؤلف وترجمته ومقاس هذا المخطوط وسنة التأليف واسم الناسخ ومكان النسخ وغيرها من المعلومات التي توثق عن المخطوطات بحصر المخطوطات وترقيمها
.. وفي قسم الحصر للمخطوطات الحديثة التي تصل الى الدار التقينا بالأخ مطهر الصلاحي حيث تحدث عن العمل في القسم بقوله:
هذه المرحلة الثانية من التدريب حيث تدربت في قسم التوثيق أولا وتم التبديل إلى هذا القسم وطبعا في هذا القسم نقوم بحصر المخطوطات وترقيمها ومن ثم ختمها بختم وزارة الثقافة وأرشفة المخطوطات بطريقة تسهل من عملية التوثيق لها حيث يتم وضع أرقام للمخطوطات بعد مرورها بعملية التوثيق في قسم التوثيق ومن ثم نقوم بعملية مطابقة للمخطوط مع الاستمارة التي تم من خلالها توثيق المخطوط وفي حال مطابقتها يتم ترقيمها وختمها وحفظها وإذا لم تتطابق الاستمارة مع المخطوط يتم فرز الاستمارات الغير مطابقة مع المخطوطات ونبحث عن المخطوط المفقود ولاشك من خلال التدريب اشعر أنني استفدت كثيرا من حيث كسب المهارة المطلوبة في عملية التوثيق الدقيق للمخطوط والحصر لان ما تعلمناه في الجامعة كان تعليماً نظرياً بعكس العمل في دار المخطوطات الذي يمثل تطبيقاً عملياً وهناك رسالة أحب أن انقلها من خلال الجمهورية إلى كافة الجهات المختصة بأن تعطي كل الاهتمام بالمخطوطات لأن من اطلع على المخطوطات الموجودة في هذا الدار سيعرف بأنها بالغة الأهمية وتمثل ثروة حقيقية وفريدة للوطن اليمني ولابد من الحفاظ عليها.
خطوات كبيرة في التدريب
.. في ختام الجولة الاستطلاعية في دار المخطوطات التقينا بالأخ ناصر مقبل العبسي مدير إدارة التصوير بالدار ومتخصص في أعمال الميكروفيلم وقد قال حول الموضوع:
بدأنا العمل بنظام الميكروفيلم في عام 83م منذ تأسيس دار المخطوطات وطبعا هذه الطريقة المثلى التي اعتقد العلماء بأنها فعالة لحفظ نسخ من المخطوطات وحفظ الأصل وفي نفس الوقت طريقة فعالة لأرشفة العلوم التي تحتويها هذه المخطوطات وفي الوقت الراهن لدينا تعاون مع الجامعة وعدد من الجهات لتأهيل كوادر تعمل في مجال صيانة وترميم المخطوطات وأرشفتها وكل العمليات المرتبطة بها وبالنسبة لإدارة التصوير تدرب الطلاب على التصوير الحديث للمخطوطات (الديجتل) والتصوير بالميكروفيلم والتي بعدها تأتي مرحلة التحميض وكيف يتم معادلة التحميض مع الماء وتهيئته في آلة التحضير ويتم إدخال الفلم لآلة التصوير وفي هذه المرحلة هناك طريقتان لإدخال الفلم نظراً لوجود جهتين للفلم جهة حساسة وأخرى غير حساسة وبعد هذه المرحلة نقوم باستعراض المخطوط في شاشة العرض حتى نعرف خطوات التصوير كيف سارت ومدى دقتها وعند اكتشاف أي خلل في التصوير نقوم بإعادة التصوير ومن ثم التحميض وعمل المونتاج اللازم وبالنسبة للطلاب المتدربين فالتصوير بالديجتل سهل لهم لأنه بإمكانهم معرفة مقاسات صورة المخطوط ومدى الدقة قبل التصوير والتصوير بالميكروفيلم الذي فيه صعوبة نسبيا لأن التصوير يكون أولا ومن ثم تتم معاينة النتائج وقد خطا الطلاب خطوات كبيرة في التدريب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.