اكدت حلقة نقاش اقيمت أمس بصنعاء حول”ازمة النقد الأكاديمي في الأدب اليمني” ضرورة تفعيل وظيفة النقد الأدبي الأكاديمي في الساحة الثقافية والادبية بما يسهم في التوجيه الايجابي للمشهد الابداعي في اليمن، من خلال التعريف بجديد التجارب الأدبية والابداعية. و دعا المشاركون في حلقة النقاش التي نظمها أمس نادي القصة(المقة) بالتعاون مع وزارة الثقافة وادارها شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح إلى ضرورة مشاركة الاستاذ الجامعي في قيادة المشهد العام والمشاركة في قضايا المجتمع سواءً الأدبية او الاجتماعية وعدم الاكتفاء بعملية التدريس في الجامعة. و طالب المشاركون من الأدباء والنقاد والأكاديميين اليمنيين، بتفعيل العلاقة بين الاكاديمي الجامعي ووزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية وخاصة فيما يتعلق بالمشهد الثقافي بمجمله،والعمل على الخروج بمصفوفة نقدية واضحة الرؤى والمعالم في سبيل إثراء المشهد الأدبي والنقدي الإبداعي معاً. و اكد المشاركون على الهوة بين الابداع المعاصر والاستاذ الجامعي فيما يخص التناول الاكاديمي، والواضح من خلال الهوة بين المشهد الإبداعي والنقدي الاكاديمي على اعتبار ان النقد الأكاديمي لايواكب المشهد الأدبي. وفي حلقة النقاش التي اقيمت بمركزالدراسات والبحوث اليمني أمس قال المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح : ليس من المبالغة في شيء القول إن الإبداع الأدبي هو ما يبقى حياً ونابضاً في هذه الأمة ليثبت لها وللآخرين أنها لا تزال على قيد الحياة،بعد أن أدركتها حالة من الموات الشامل الذي عانت وتعاني منه في كثير من الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية . وأضاف: وعندما نقول إن الإبداع الأدبي بخير فنحن نفهم من ذلك القول إن النقد الأدبي هو الآخر بخير،فهو رديف الإبداع الأدبي ورفيق نموه وتطوره،ولا يهم أن يكون النقد أكاديمياً أو انطباعياً،يخرج من قاعات الجامعة أو من قارعة الطريق إذا كان ملتزماً بمعايير النقد الأدبي وأصوله متفاعلاً مع المنجز الإبداعي، يساعده ولا يخذله ،أن يكشف عن محاسنه ولا يتوقف طويلاً عند سقطاته وأخطائه. ولفت المقالح الى أن من ميزة النقد الأكاديمي والأكاديمية هنا تعني العلمية والمنهجية والموضوعية وأنه يحاول أن يكون منهجياً وخالياً من الغرض الذاتي،يقترب من النص الأدبي ومن وسائل أدائه،ولايهبط إلى حضيض التناول الشخصي الذي ساد في وقت من الأوقات وساعدت على انتشاره الصحافة اليومية والأسبوعية التي لا ترد ما يصل إليها من أي حامل قلم، ولا تبحث في كثير مما تنشره عن قيمة موضوعية أو منهجية وتساوى في ذلك النقد الصحفي المتعجل والدارس المتخصص وحاطب الليل الذي يمضغ المصطلحات النقدية كما يمضغ القات واللبان،ويندفع إلى الحديث عن المناهج والنظريات والمقولات النقدية التي حصل عليها من عناوين الكتب وقواميس المصطلحات أو يستل الخلاصات ويعرضها بسطحية دون دراية أو علم. واكد أن النقد الأكاديمي لم يسلم وهو يمارس دوره بشكل إيجابي وفاعل من الهجوم اللاموضوعي واللامنهجي، وقد يكون عيبه أنه أغرق في فترة من الفترات في التنظير وعزل نفسه عن مجال التطبيق إلاَّ أنه عاد في الآونة الأخيرة بخاصة إلى استعادة مهمته الأولى وخرج من دائرة التنظير إلى مجال التطبيق، أو أنه يحاول الجمع بينهما معنياً بتقديم أحداث المدارس النقدية في مقارباتها ومناهجها ونظرياتها لكي لا يتخلف مسارنا النقدي عن الآخرين،وقد أورثنا الاهتمامُ بالتنظير حصيلةً معرفية نقدية مهمة لاسيما في مجال استقراء النصوص واستجلاء غوامضها التركيبية واللغوية واجتراح الأنواع الأدبية الحديثة وتطويرها.. وقال: لن أنسى في هذه الإشارات السريعة، والحديث عن النقد الأكاديمي أن أحاول الرد على بعض التهم التي تقال وأحياناً تكتب ، من أن هذا المستوى من النقد في بلادنا يعيش في أبراجه الجامعية ، ولا يتابع نتاجات المبدعين اليمنيين ، وذلك اتهام تدحضه الحقائق الواقعية وبعشرات الرسائل الجامعية ( ماجستير ودكتوراه) أشرف عليها وقام بتوجيهها أساتذة أكاديميون متخصصون في النقد الأدبي الحديث وتناولت أعمال عدد من الشعراء وكتّاب الرواية والقصة القصيرة . وتابع :ولعل في هذه الإشارات السريعة ما يؤكد أن النقد الأكاديمي في بلادنا ليس متفرجاً ولا منعزلاً ، وأنه يؤدي مهمته بصورة مرضية ، كما يسعى إلى تثبيت مكانته من خلال استكمال آلياته واستيعاب أهم الاتجاهات والتيارات والرؤى في الدرس النقدي المعاصر. فيما اشار وكيل وزارة الثقافة هشام علي بن علي إلى ان الدافع الى عقد هذا اللقاء النقاشي هو أن هناك تجارب جديدة في الكتابة السردية في اليمن بحاجة إلى من يتناولها بالنقد والرأي وهي التي دفعت نادي القصة إلى الاتجاه إلى الجامعة واستفزاز أساتذة الجامعة إلى مثل هذا اللقاء . ولفت الى ان هناك بالفعل فجوة لم تنل حظها من التفكير وأقول من البحث والدراسة واقول ايضاً ان هناك رسائل جامعية ومناقشات داخل الجامعة لكن ما هو دور الاستاذ الجامعي في الحياة الأدبية في نقد الكتابة القصصية والروائية في اليمن. وقال :من الملاحظ أنه في السنوات الاخيرة ظهرت روايات كثيرة وشكلت ظاهرة لكن لم يتلقفها أحد بالدراسة والبحث أو حتى بالتفكير ووضع الاسئلة حولها فنحن ظلينا عقوداً بعدد قليل من الروايات في اليمن وخلال العشر السنوات الأخيرة ظهرت روايات بقدر العقود السابقة و هذه الظاهرة لم تنل حظها بالفعل من التحليل والتركيب. . و أثريت الحلقة النقاشية بالعديد من المداخلات لعدد الأدباء والنقاد والأكاديميين منهم الدكتور حاتم الصكر، محمد عبد السلام منصور، محمد الغربي عمران ، زيد الفقيه، دكتور عادل الشجاع، عبد الله علوان، وغيرهم.