نفى مستشار رئيس الجمهورية الثقافي الدكتور عبد العزيز المقالح, صحة الاتهامات التي تقول ان مستوى النقد الأكاديمي في اليمن يعيش في أبراجه الجامعية ، ولا يتابع نتاجات المبدعين اليمنيين. وقال شاعر اليمن الكبير الدكتور المقالح في حلقة نقاش اقيمت في صنعاء اليوم الثلاثاء تحت عنوان ( أزمة النقد الاكاديمي في الادب اليمني "لن أنسى في هذه الإشارات السريعة، والحديث عن النقد الأكاديمي أن أحاول الرد على بعض التهم التي تقال واحيانا تكتب من أن ذلك اتهام تدحضه الحقائق الواقعية وبعشرات الرسائل الجامعية ( ماجستير ودكتوراه) أشرف عليها وقام بتوجيهها أساتذة أكاديميون متخصصون في النقد الأدبي الحديث وتناولت أعمال عدد من الشعراء وكتّاب الرواية والقصة القصيرة" . واضاف الدكتور المقالح " ولعل في هذه الإشارات السريعة ما يؤكد أن النقد الأكاديمي في بلادنا ليس متفرجاً ولا منعزلاً ، وأنه يؤدي مهمته بصورة مرضية ، كما يسعى إلى تثبيت مكانته من خلال استكمال آلياته وإستيعاب أهم الاتجاهات والتيارات والرؤى في الدرس النقدي المعاصر". وتابع المقالح قائلا " ليس من المبالغة في شيء القول إن الإبداع الأدبي هو ما يبقى حياً ونابضاً في هذه الأمة ليثبت لها وللآخرين أنها ما تزال على قيد الحياة،بعد أن أدركتها حالة من الموات الشامل الذي عانت وتعاني منه في كثير من الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية" . واردف بقوله "وعندما نقول إن الإبداع الأدبي بخير فنحن نفهم من ذلك القول إن النقد الأدبي هو الآخر بخير،فهو رديف الإبداع الأدبي ورفيق نموه وتطوره،ولا يهم أن يكون النقد أكاديمياً أو إنطباعياً،يخرج من قاعات الجامعة أو من قارعة الطريق إذا كان ملتزماً بمعايير النقد الأدبي وأصوله متفاعلاً مع المنجز الإبداعي، يساعده ولا يخذله ،أن يكشف عن محاسنه ولا يتوقف طويلاً عند سقطاته وأخطائه". واشار الى ان النقد الأكاديمي يحاول أن يكون منهجياً وخالياً من الغرض الذاتي، و يقترب من النص الأدبي ومن وسائل أدائه، ولايهبط إلى حضيض التناول الشخصي الذي ساد في وقت من الأوقات وساعدت على انتشاره الصحافة اليومية والأسبوعية التي لا ترد ما يصل إليها من أي حامل قلم، ولا تبحث في كثير مما تنشره عن قيمة موضوعية أو منهجية وتساوى في ذلك النقد الصحفي المتعجل والدارس المتخصص وحاطب الليل الذي يمضغ المصطلحات النقدية كما يمضغ القات واللبان. واكد أن النقد الأكاديمي لم يسلم وهو يمارس دوره بشكل إيجابي وفاعل من الهجوم اللاموضوعي واللامنهجي، لافتا الى ان عيبه أنه أغرق في فترة من الفترات في التنظير وعزل نفسه عن مجال التطبيق إلاَّ أنه عاد في الآونة الأخيرة بخاصة إلى إستعادة مهمته الأولى وخرج من دائرة التنظير إلى مجال التطبيق. من جانبه اشار وكيل وزارة الثقافة هشام علي بن علي إلى ان الدافع الى عقد هذا اللقاء النقاشي هو أن هناك تجارب جديدة في الكتابة السردية في اليمن بحاجة إلى من يتناولها بالنقد والرأي وهي التي دفعت نادي القصة إلى الاتجاه إلى الجامعة واستفزاز أساتذة الجامعة إلى مثل هذا اللقاء . واكد بن علي ان هناك بالفعل فجوة لم تنل حظها من التفكير وأقول من البحث والدراسة واقول ايضا ان هناك رسائل جامعية ومناقشات داخل الجامعة لكن ما هو دور الاستاذ الجامعي في الحياة الأدبية في نقد الكتابة القصصية والروائية في اليمن. وقال " من الملاحظ أنه في السنوات الاخيرة ظهرت روايات كثيرة وشكلت ظاهرة لكن لم يتلقفها أحد بالدراسة والبحث أو حتى بالتفكير ووضع الاسئلة حولها فنحن ظلينا عقود بعدد قليل من الروايات في اليمن وخلال العشر السنوات الأخيرة ظهرت روايات بقدر العقود السابقة و هذه الظاهرة لم تنل حظها بالفعل من التحليل والتركيب". من جانبهم شدد المشاركون في الحلفقة التي نظمها نادي القصة (المقة) بالتعاون مع وزارة الثقافة على ضرورة تفعيل وظيفة النقد الأدبي الأكاديمي في الساحة الثقافية والأدبية بما يسهم في التوجيه الايجابي للمشهد الأبداعي في اليمن،من خلال التعريف بجديد التجارب الأدبية والابداعية. وطالب المشاركون بضرورة مشاركة الاستاذ الجامعي في قيادة المشهد العام والمشاركة في قضايا المجتمع سواءً الأدبية والاجتماعية وعدم الاكتفاء بعملية التدريس في الجامعة, داعين الأدباء والنقاد والأكاديميين اليمنيين،الى تفعيل العلاقة بين الاكاديمي الجامعي ووزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية وخاصة فيما يتعلق بالمشهد الثقافي بمجمله،والعمل على الخروج بمصفوفة نقدية واضحة الرؤى والمعالم في سبيل إثراء المشهد الأدبي والنقدي الإبداعي معاً. واكد المشاركون على الهوة بين الابداع المعاصر والاستاذ الجامعي فيما يخص التناول الاكاديمي،ووالواضح من خلال الهوة بين المشهد الإبداعي والنقدي الاكاديمي على اعتبار ان النقد الأكاديمي لايواكب المشهد الأدبي. وكانت الحلقة قد اثريت بالعديد من المداخلات لعدد الأدباء والنقاد والأكاديميين منهم الدكتور حاتم الصكر، محمد عبد السلام منصور، محمد الغربي عمران ، زيد الفقيه، دكتور عادل الشجاع، عبد الله علوان، وغيرهم.