الإحباط مرض عضال وداء فتاك اذا ما تمكن من الإنسان فإنه يصبه فى مقتل ويحوله الى إنسان سلبي ليس له وزن ولا قيمة بل قد يتطور به الحال فيصبح الإنسان المحبط عديم المسئولية ميت الضمير ليس له هدف فى الحياة يبيع نفسه ومبادئه بثمن بخس ويسبح مع التيار كيف ما كان.. الإحباط أحد الأمراض الرئيسية التى أصيبت بها الأمة فكان سبباً في تحولها من أمة عظيمة ذات حضارة وتاريخ إلى أمة ضعيفة ليس لها محل من الإعراب تعيش في ذيل القائمة.. إن أول مراحل الإحباط تبدأ عندما يصبح الإنسان دون هدف فى الحياة سوى الحصول على لقمة العيش وكفى ، فيصبح ذلك همه الأول ، لاسيما تلك اللقمة التى يريدها هو ويتمناها فكم من موهبة وئدت وإبداعات قتلت بسبب ان أصحابها تركوها وذهبوا يبحثون عن لقمة العيش . فلقمة العيش لم تعد بالأمر السهل بل صارت صعبة المنال وتحتاج إلى جهد ووقت مضاعف . بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم توفر فرص عمل مناسبة.. إن مسببات الإحباط تحاصرنا من كل جانب وتطاردنا صباح مساء . لكن هذا الداء العضال لايمكن أن يصيب المرء إلا إذا كان ضعيف الإيمان قليل الصلة بالله بعيداً عن كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. . أما قوى الإيمان شديد الصلة بالله تعالى فهيهات هيهات أن يجد الإحباط الى قلبه سبيلاً ،لأن قوي الإيمان قريب من كتاب الله تعالى الذى يقول ( وما من دابة فى الأرض إلا وعلى الله رزقها ) وهو الذى يقول أيضا ً (وكان حقاً علينا نصرالمؤمنين ) ويقول أيضاً ( إّن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) .. قوي الايمان يسير على هدى محمد صلى عليه وسلم سيد المتفائلين الذى كان يطارد فى الصحراء فيوعد مطارده بسواري كسرى ! . فدع الإحباط واترك اليأس وخذ بالأسباب وانطلق فى أرض الله الواسعة واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن بعد العسر يسرا، فلا تجعل لقمة العيش هى همك الأول والأخير فالرزق مكفول . فإن نفساً لن تستوفى أجلها حتى تستوفي رزقها .. إن الأمة بحاجة الى مواهبك وأفكارك و ابداعاتك فلا تتركها تموت قبل أن ترى النور ، وحاول واستمر وانحت الصخر ، وثق بنصر الله وتوفيقه ، ولا تجعل الإحباط يتمكن منك ويعطل مسيرتك .