عاصفة من الأسئلة وقليل من الإجابات العرجاء والإجابة الأولى سؤال مكرر: هل نحن أمة تكره التحليق؟؟ إن أي محاولة للإبداع هي تكريس للفردية , واتهام صريح بها , ومحاولة للخروج على عباءة القبيلة. وعندما اكتشفت في صغري أنني أريد أن أقول شيئاً أحست القبيلة أنني أحاول التغريد منفرداً , وأحاول صنع قهوتي بطريقتي الخاصة في مجتمع توارث طريقة تعتمد قوانين معبدة لصنع القهوة , فأصبحت الأواني التي أخبئها خوفاً عليها من أصابع الجماعة العجفاء تهمةً , وربما عانى كثير من الشعراء من ذلك . كؤوسك الرقيقة المترعة بماء الأغاني , وبالسحب الندية يجب أن تبقى بعيداَ عن الأعين ... هكذا قالوا لي. ثم ... صورة الشاعر ذلك الخارج , مشعث الأفكار , مغبر الخواطر , مثير الأسئلة الذي تنكره بنات القبيلة , وتمتطي ظهر حكايته القرية في رحلتها الطويلة من الصباح إلى المساء , والذي يأنف الجميع انتهاء اسمه إلى آبائهم الذين صنعوا التاريخ ... هذا الذي يحاصره الهجاء ويتردد كثير من الناس في أن يكونونه ... هذا عند شروق أولى الأحرف .. قبل ضحى الكتابة وافتضاح الأمر .... وقبل الدخول في جماعات الشعراء الذين يعمل “شيوخهم” على استقطاب كل من يدخل إلى هذا العالم حاملا فقط شاعريته ظاناً أن لا زاد سواها تتطلبه الرحلة , لكن البيان الشعري الأول الذي تسمعه هناك هو : الحبر أسود لا تكتب بالأحمر أو الأزرق وكل خيمة تبشّر بحبرها تقاسموا ألوان الأحبار, فلا أحد يجرؤ على صنع حبره الخاص .... وهذا ما أحاوله منذ خروجي الأخير على القبيلة لأنافح أبناء “بني شعر” وحدي .