أوصت ورشة العمل العلمية الخاصة ب«تطوير برنامج معلم المجال علوم واجتماعيات» التي عقدت أمس الاثنين بكلية التربية جامعة عدن بإيلاء الاهتمام الخاص بمخرجات البرامج التعليمية الجديدة التي تلبي حاجة المدرسة ورياض الأطفال في مجال معلم الصف وإعطائهم الأولوية بالتوظيف في مدارس وزارة التربية والتعليم.ودعت التوصيات إلى السعي لاستحداث برامج تعليمية جديدة لتأهيل معلم التعليم الأساسي في مواد الرياضيات واللغة الإنجليزية واللغة العربية والدراسات الإسلامية وغيرها.وحثت على إيجاد برامج موحدة لمعلم المجال على مستوى كليات التربية في كل الجامعات اليمنية، وإعطاء الأولوية في تمويل التجهيزات اللازمة بالتقنيات الخاصة بالتدريس للفئات العمرية الأولى بسلم التعليم. واقترح الباحثون في الورشة توسيع مجالات الدراسة من خلال تجميع المواد المتشابهة أو الخبرات التعليمية المتكاملة في مجال واحد (فيزياء، كيمياء، أحياء) والدراسات الاجتماعية ( تاريخ، جغرافيا، وطنية)، وباركوا توجه كلية التربية عدن قسم العلوم، الاجتماعيات، لاستحداث مساقات دراسية تهدف لتأهيل معلم المجال ليلبي متطلبات مناهج التعليم العام المعمول بها حالياً. وشددت الورشة في توصياتها على ضرورة تعزيز مكانة المعلم ذي القيم والأخلاق الرفيعة والطاقات الخلاقة والفطنة والطموح المتجدد صاحب الرسالة التربوية والهدف السامي. وكانت الورشة قد بدأت جلسات عملها بحفل افتتاحي استهل بقراءة آي من الذكر الحكيم، ثم ألقى الدكتور محمد أحمد موسى العبادي نائب رئيس جامعة عدن لشئون الطلاب كلمة أشاد فيها بجهود قيادة كلية التربية عدن لتنظيم هذه الورشة المهمة التي تناقش إحدى أهم القضايا التربوية والتعليمية المتعلقة بإعداد الجيل وبناة اليمن. وأكد اهتمام الجامعة ممثلة برئيسها الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس الجامعة بمخرجات هذه الورشة واستعدادها لتنفيذ توصياتها بمايحقق غايات الجامعة في خدمة المجتمع وتنميته وتحسين مستوى مخرجات الجامعة مع الكفاءات المتخصصة التي تتمتع بقدرات عالية في مجالات تخصصها المتعددة وخاصة في مجال تأهيل المعلم الكفؤ والمواكب لتطورات العصر. وأعرب العبادي عن تقديره للجهود التي بذلتها كلية التربية عدن لإعداد برامج التطوير الأكاديمي لمعلم المجال، وكذا لاستعداداتها لتنظيم عدد من الفعاليات العلمية خلال الفترة المقبلة لتوسيع مجالات المعرفة ومواجهة التحديات لتجويد الأداء والمضمون لمخرجات كلية التربية عدن. من جانبه قال الدكتور يعقوب عبدالله قاسم عميد كلية التربية عدن: إن تنظيم هذه الورشة يعد محطة من المحطات الأساسية للتقييم والمراجعة لتعديل برامج التدريس والتنويع والتأهيل في كليات التربية بجامعة عدن، مشيراً إلى ان ذلك يأتي استجابة للحاجات التي أملتها الظروف في وقتها سواء كان ذلك في الدبلوم عامين أم في التخصص المزدوج بكالوريوس أم المزاوجة بين التخصصات ومن ثم نظام مخرجات «معلم مادة» بعد أن ظهرت مؤشرات الحاجة إلى إعداد معلم الثانوية ومادونها تأهيلاً تخصصياً وتجويد التعليم. ونوه إلى قرار مجلس جامعة عدن بتنويع مخرجات كليات التربية التابعة لها وإعداد معلمين لمختلف مستويات التعليم العام ورياض الأطفال ومعلم صف ومعلم دبلوم الإعداد المهني للمدرسين في الميدان. وأوضح الدكتور يعقوب عبدالله قاسم ان الورشة ستسهم في تحقيق رؤية استراتيجية توسع وتطور التعليم الأساسي بهدف توفير الفرص لجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و41 سنة وبدرجة عالية من الجودة تتوافق مع متطلبات التنمية. وذكر عميد كلية التربية عدن أن الرؤية الاستراتيجية تدعونا إلى إجراء تغييرات جذرية في النظام التعليمي من حيث الهيكلية والمحتوى المعرفي للمناهج الدراسية لبناء جيل مجهز بالمعرفة والمهارات الحياتية لتحقيق النمو الذاتي والاجتماعي ولتحقيق تفاعل نشط وفعال لتحقيق أهداف التنمية وردم الهوة المعرفية بيننا وبين بقية الأمم. وأضاف قائلاً : ان الحاجة تتطلب إيجاد معلمين مقتدرين على حمل هذه الرسالة ومزودين بثقافة واسعة تعمق الانتماء الوطني وتجذر الصلة والترابط بين معارف العلوم المختلفة وتوصيلها بأحدث الوسائل والطرق.. مؤكداً أن البرنامج التعليمي الجديد سيجد طريقه للتنفيذ بمايمكن من تحقيق الآمال المرجوة وغرس عشق المعرفة والعلم عند الناشئة. من جهته قال الدكتور عبدالله أحمد النهاري مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن: إن عقد هذه الورشة في كلية التربية عدن جاء لأنها تعتبر المركز الإشعاعي التربوي الأول الذي تخرجت منه كافة الكوادر التربوية والتعليمية المؤهلة وانتشرت على امتداد الوطن اليمني كله.. مقدماً الشكر والتقدير لكلية التربية عدن لتبنيها عقد هذه الورشة التي ستبين كثيراً من الصعوبات التي تواجه العمل التربوي والتعليمي وسبل معالجتها. وأضاف: ان عدد كليات التربية في كل الجامعات اليمنية يصل لنحو 03 كلية، غير أن كثيراً منها تستنسخ برامجها التربوية والتعليمية مما يتطلب تحسين جودة برامجها وتقييمها وإعادة النظر بمخرجاتها والاتجاه لمزيد من التخصصية في برامجها لإخراج معلم المجال والعلوم الاجتماعية بمستوى متميز وكفؤ. وأردف قائلاً : نريد معلماً متخصصاً وأكاديمياً ومتمرساً ومهنياً وذا ثقافة عامة يستوعب مايدور في مجتمعه ومحيطه، ومعطيات العلم والعصر والتكنولوجيا.. مشيراً إلى أن تحقيق ذلك يعني تحقيق الأهداف التي نطمح لبلوغها. الطالبة نجوين نجمي - متخرجة من كلية التربية عدن - من جهتها تناولت في كلمتها عدداً من الصعوبات التي يعانيها الطلاب أثناء دراستهم الجامعية والمتمثلة في ضعف الجانب التطبيقي والدراسة الميدانية والتضخم في عملية التلقين والتعليم النظري. وتطرقت إلى الصعوبات التي يواجهها الطلاب المتخرجون في المجال العملي والتدريسي في المدارس وذلك في صعوبة شرح مواد الأحياء والكيمياء في ظل هشاشة البنية التعليمية التطبيقية كالوسائل التعليمية التوضيحية وضعف البرامج العملية. إلى ذلك تطرقت الأوراق البحثية المقدمة في الورشة خلال جلستها الثانية إلى قضايا الخطط الدراسية وخطط المساقات الدراسية لبرنامجي معلم المجال في العلوم والاجتماعيات وخطط إعداد معلم مجال العلوم والعوامل التي ينبغي وضعها في الحسبان عند تصميم وتخطيط وإقرار برنامج إعداد معلم المجال وأسس ومعايير برنامج معلم المجال في العلوم والاجتماعيات، ومعلم المجال الذي نحتاج إليه، ومقترحات استحداث تخصص معلم المجال، وخطة مساقات معلم مجال العلوم. وقد تناولت الورقة المقدمة من مكتب التربية بمحافظة عدن مسألة التفاوت بين ماتم دراسته من قبل المعلمين في كليات التربية وبين المناهج في مدارس التعليم العام ذات المحتوى الغامض والتي تحتاج لمتطلبات غير متوافرة في معظم المدارس كالمكتبات والوسائل التعليمية والمناشط والمختبرات وضعف الدافعية في التدريس وتطوير الذات والإبداع والقراءة وذلك لارتباط المعلم بهذه المهنة كوظيفة وليس عن حب ورغبة. كما أشارت الورقة إلى أن كثافة التلاميذ في الصفوف الدراسية الأساسية والثانوية شكل معوقاً لتنويع أساليب التعليم، وأن وجود ظاهرة الغش أدى على إضعاف عملية التعليم والتعلم، إضافة إلى أن استمرار ظاهرة الترفيع وعدم الترسيب أسهم بقدر كبير في إضعاف اهتمام التلاميذ والطلاب بالتعليم. وطالبت الورقة بإيجاد معلم مفكر بشكل نظامي حول ممارساته ومتعلم من خبراته ويطلع على أحدث ماكتب من الأبحاث في مجال التدريس، ويقوم باستمرار باتخاذ قرارات ثم يختبر قراراته ويراجعها ويعدلها حسب ماحصل عليه من تغذية راجعة، ويجري أبحاثاً كوسيلة لحل المشكلات. في حين خاضت الورقة البحثية المقدمة من الدكتور أمين أحمد الشيباني - كلية التربية عدن - في استعراض تاريخ تأهيل المعلمين في كلية التربية عدن منذ التأسيس في السبعينيات من القرن الماضي لمرحلتي الإعدادية والثانوية. وسلط الضوء على الجهود التي بذلت في مجال الخطط الدراسية للمواد التربوية والنفسية لمعلم المجال في العلوم والاجتماعيات، والمداولات التي جرت حول المواد التربوية والنفسية التي يحتاج إليها معلم المجال في التعليم الأساسي وإقرار 61 مادة وطرق تدريسها. وختم ورقته بدعوة أعضاء هيئة التدريس في مجال التربية وعلم النفس إلى القراءة المتأنية للخطط الدراسية المقدمة وإغنائها وإثرائها بالملاحظات لتكون أنموذجاً مميزاً للخطط الدراسية وأساساً سليماً للتطوير اللاحق لتدريس هذه المواد. الدكتور أنيس أحمد طايع - كلية التربية عدن - أشار في ورقته البحثية إلى أسس ومعايير برنامج المجال في العلوم والاجتماعيات وإلى أن كلية التربية بعدن كرست نشاطها الأكاديمي منذ التأسيس عام 0791م في تحقيق أهداف رئيسة ثلاثة وهي: التأهيل للصفوف من 5 إلى 21 من التعليم العام والانطلاق إلى التأهيل في الإدارة التربوية والتنظيم التربوي، والبحوث التربوية التي تعالج المشاكل التي يعانيها العمل التربوي، ولاتزال كلية التربية مكرسة جهودها لتحقيق تلك الأهداف لكن التوسع الكمي الكبير في التعليم العام بمراحله المختلفة أدى إلى ازدياد الحاجة إلى التوجه نحو التحسين النوعي للتعليم لمواجهة التحديات العلمية والاقتصادية والاجتماعية، والتصدي لحالة تخلف التأهيل في كليات التربية عن واقع الممارسة التربوية في مدارس التعليم العام. وقال الباحث الدكتور أنيس طايع: إن المؤشرات الأدائية الواجب توافرها في معلم الاجتماعيات تقوم على إظهار البراعة في مبادىء علم الاجتماع، واستخدام التاريخ وأساليب التحري في اتخاذ القرارات الواعية واستخدام أدب الأطفال واليافعين لدعم التعلم في العلوم الاجتماعية واستخدام مهارات وعمليات العلوم الاجتماعية مثل : التجميع والتنظيم ووضع الخرائط والتفسير وتحليل المعلومات. وأوضحت الورقة البحثية المقدمة من الدكتور أحمد صالح علوي أن تبني جامعة عدن برنامجاً تعليمياً جديداً يستهدف إعداد معلم المجال يعطيها فرصة للتجديد والتطوير في برامجها التعليمية. وبين ان العوامل التي ينبغي وضعها في الحسبان عند تصميم وتخطيط وإقرار برنامج إعداد معلم المجال هي السلم التعليمي للتعليم العام وتوزيع المراحل التعليمية على المباني المدرسية وتدني مستوى تأهيل معلمي المرحلة الأساسية ودواعي تطوير برنامج معلم المجال في مجال الإعداد الثقافي والتخصصي المهني. ويتساءل الباحث بالقول : هل حان الوقت لتجاوز التعليم التقليدي؟ داعياً إلى تدريب المعلمين على طرق تدريسية تقوم على أساليب ومهارات التفكير مثل التدريس بطرق الاستقصاء وحل المشكلات والعصف الذهني والاستقراء والاكتشاف. وحث على ربط المساقات بأهداف ومحتوى وطرائق وأنشطة بالمرحلة العمرية وعلم النفس والمناهج.. إلخ، مؤكداً أن التطوير الحقيقي للتعليم العام ينبغي أن يبدأ من إعداد المعلم. فيما أشارت الورقة البحثية المقدمة من الأساتذة الدكتور عبده عبدالرب ناجي والدكتور أبوبكر عبدالرشيد علي زميلان والدكتور محمد عبدالله حسين فقيرية إلى أن استشفاف المستقبل والتخطيط له من أهم القضايا التي تواجه جامعاتنا اليوم والتطور العلمي والتكنولوجي والتربوي يحتم علينا المراجعة الدورية والدائمة لخططنا القائمة والنظر في مايمكن استحداثه من تخصصات جديدة تخدم المجتمع للنهوض بالعملية التربوية وتحسين مستوى أداء متخرجي كليات التربية. ونوهت الورقة إلى أن المرجو من هذه الورشة العلمية إشراك أعضاء هيئة التدريس في الأقسام العلمية المختلفة لمناقشة مسودة الخطة الدراسية من حيث الهيكل العام أو المحتويات والعمل على نقدها وتعديلها أو تطويرها بهدف الإقرار النهائي لها لتكون جاهزة للعمل بها ابتداء من العام الجامعي المقبل 9002م/0102م. وأكدت الورقة ان العمل بهذه الخطة سيؤدي إلى قبول الدفعة الأولى من الطلاب الذين سيدرسون أربع سنوات ليتخرجوا بدرجة بكالوريوس معلم مجال العلوم وسيكون المتخرج مؤهلاً للتدريس في المدارس الأساسية من الصف التاسع إلى جانب البرنامج الحالي بكالوريوس علوم وتربية الذي سيظل يعد متخرجين للتدريس في الثانوية. من جانبه بحث الدكتور سمير عبدالرحمن الشميري في ورقته عن «معلم المجال الذي نحتاج إليه» وقال في مفتتح ورقته : إنه لمن الهزل تصور قيام حضارة وتمدن بدون الرأسمال البشري الذي يعتبر عماد كل تحضر ونماء وتنمية. وأوضح أن ورقته البحثية تحاول الإجابة عن سؤالين : الأول عن علاقة المعلم بالبيئة الأكاديمية والثاني عن سمات وخصائص معلم المجال. وأفاد بشيوع ثقافة الحجارة أي الاعتناء بالمظاهر الخارجية وبالمباني والعمارات الفخمة مع إهمال للقدرات والكفاءات العلمية والقضايا الجوهرية وهو مايؤدي إلى قحط معرفي وثقافي.. مشدداً على ضرورة الاعتناء بعضو هيئة التدريس وبالجودة الأكاديمية الشاملة لأن رداءة التعليم الجامعي هي سر التخلف التنموي الذي لا يرفعه بناء مطارات حديثة أو طرق سريعة أو مصانع هائلة أو أسواق باهرة أو بيوت فاخرة، بل المعلم المؤهل المحترف في مجاله وصاحب كعب عالٍ في العلوم والمعارف وله عقل منفتح وبصيرة لبيبة وله القدرة على التدريس في مواد الاجتماعيات وأن يكون فاعلاً في حقل التدريس يستطيع ممارسة مهامه العملية بسلاسة وانسياب وجاذبية عالية. يشار إلى أن إدراج مساقات معلم المجال في كليات التربية بجامعة عدن سيمكن من تعزيز وتطوير قدرات ومهارات المتخرجين في التعامل مع طلاب المدارس ورياض الأطفال وتعليمهم وفق أرقى وأحدث الأساليب والطرق التربوية الحديثة. حضر فعاليات الورشة عدد من عمداء كليات جامعة عدن ومديري المراكز العلمية ورؤساء الأقسام العلمية والأساتذة والباحثون من مكتب التربية والتعليم بعدن وحشد من الطلاب.