شيع عصر أمس بعدن جثمان الشخصية الإعلامية والأدبية والوطنية البارزة الدكتورعبدالرحمن عبد الله إبراهيم الذي وافته المنية مساء أمس الأول الأحد عن عمر ناهز 67 عاماً قضى معظمه في خدمة الوطن وتحقيق وحدته من خلال المواقع والمسئوليات الرسمية والشعبية التي شغلها . وشارك في التشييع جمع غفير من الشخصيات الصحفية والأدبية والثقافية والاجتماعية وزملائه وذويه ومحبيه .. ووري جثمان الفقيد الثرى في مقبرة ابو حربة بمديرية المنصورة بعد الصلاة عليه في جامع الهتاري بالتواهي . الدكتور عبد الرحمن عبدالله إبراهيم من مواليد الأغابرة حيفان محافظة تعز عام 1942. نزح مبكراً إلى مدينة عدن حيث نشأ وترعرع ودرس الابتدائية والمتوسطة في مدارسها بمنطقة التواهي ثم الثانوية في كلية عدن بالشيخ عثمان ، وتلقى دراسته الجامعية والعليا بجمهورية المجر ونال الماجستير والدكتوراه من جامعاتها في القانون الدولي.. يعتبر الفقيد من مؤسسي وقادة اتحاد الشعب الديمقراطي مع زملائه عبدالله وعلي باذيب واحمد سعيد باخبيرة وآخرين.. وبعد عودته إلى الوطن عام 1965، عين وكيلاً لوزير الإعلام ثم نائبا للوزير في عدن، وبعد إلغاء وزارة الإعلام مطلع ثمانينيات القرن الماضي عين نائبا لوزير شئون الوحدة اليمنية في جنوب الوطن. وزخرت حياته بمواقفه الوطنية التي ساهمت في تحقيق الوحدة اليمنية حيث كان مساهما كبيرا في الحوارات الوحدوية التي توجت بانجاز صياغة دستور دولة الوحدة اليمنية عام 1981،من خلال عضويته في اللجنة الدستورية المشتركة بين شطري اليمن. كما لعب الفقيد عبد الرحمن إبراهيم دوراً أساسيا في التحضير والإعداد لتأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كأول منظمة جماهيرية وحدوية مع زملائه الأديب عبدالله البردوني وعبدالله فاضل وعمر الجاوي والقرشي عبدالرحيم سلام، وانتخب الفقيد عضوا في المجلس التنفيذي والأمانة العامة في أول مؤتمر للاتحاد عام 1974 ومؤتمراته اللاحقة قبل أن يقعده المرض في السنوات الأخيرة. وفي أوائل السبعينيات جمد عضويته الحزبية وفضل أن يكون مستقلاً للعمل إلى جانب صديق دربه عمر الجاوي في المساعي التي كان يقومان بها في التقريب بين وجهات النظر بين المسئولين اليمنيين في الشطرين كلما استجدت أزمات أو تباينات بينهما، وتطويقها وإزالة أي توتر بين الطرفين. وعقب التوقيع على اتفاقية 30 نوفمبر 1989 بشأن قيام الوحدة بين الشطرين، بادر مع زملائه بتأسيس حزب التجمع الوحدوي اليمني في 5 ديسمبر 1990 ، و تولى رئاسة تحرير صحيفة التجمع الأسبوعية الصادرة عن الحزب إلى جانب أحد قياداته البارزة.. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا اليه راجعون “.