تستطيع أن تعيش بدون يدين ولارجلين وتستطيع أن تبقى حياً بدون عينين أو أنف وكذلك يمكنك الحياة بدون معدة أو بجزء من الأمعاء بالطبع مع معاناة كبيرة يسببها غياب تلك الأعضاء لكنك حتماً لن تستطيع أن تحيا بدون كلية؟!الناس الذين ذهبت «كلاهم» أو توقفت عن العمل يعيشون حياة أخرى غير تلك التي نحياها، لأن حتمية وجود «كلية» في حياتهم الزمتهم العيش قرب جهاز كبير لايستطيعون حمله غالي الثمن صعب الكلفة يحملون أنفسهم إليه ثلاث مرات في الأسبوع ندعو لهم من أعماقنا بأن يعينهم الله على تحمل حياتهم الرهينة بذلك الجهاز وأن يعيننا على شكره أن عافانا.. يحمل جسم كل واحد منا كليتين تقعان في التجويف البطني، تزن كل منهما 051 جراماً ويبلغ حجم الواحدة حوالي 1*2*3 إنشات «سمك *طول *عرض» وهذا الحجم يعتبر «كبيراً جداً» على حاجة الجسم، إذ أن الإنسان بحاجة فقط إلى نصف كلية ليعيش بشكل طبيعي وأما الثلاثة أرباع الباقية فهي زيادة نعمة من أكرم الأكرمين! تستقبل الكليتان لوحدهما حوالي 22 % من الدم الذي يضخه القلب وهذا الكم من الدم الذي يدخل الكلية يشكل ضغطاً قوياً يسمح لفلترات الكلية بالقيام بوظيفتها الأساسية.. والوحدة البنائية للكلية تسمى «النفرون» وتتألف الكلية الواحدة من حوالي مليون نفرون ويتكون النفرون من عدة أجزاء، لكل جزء وظيفة خاصة، وبالتنسيق بين أجزاء النفرون الواحد بالإضافة إلى التنسيق بين الكلية وباقي الأعضاء الأخرى في الجسم تؤدي الكليتان عملهما بكل دقة ومثابرة فتبارك الله أحسن الخالقين. وتتلخص وظائف الكلية في أربعة أشياء: 1 إخراج فضلات الجسم وسمومه. 2 إفراز بعض الهرمونات الضرورية. 3 تنشيط فيتامين د المهم لنمو وسلامة العظام. 4 تكسير بعض المركبات والأدوية. الفشل الكلوي الفشل الكلوي هو عدم قدرة الكلى على القيام بوظائفها،ولأن حاجة الإنسان هي إلى 52%فقط من المخزون الوظيفي للكليتين فإن الفشل يعني أن أكثر من ثلاثة أرباع مخزون الكليتين الوظيفي قد فقد. والفشل إما يكون حالة حادة قابلة للشفاء والرجوع إلى الوضع الطبيع، أو حالة مزمنة ميؤوس منها بالحسابات الطبية. الفشل الكلوي الحاد تتلخص أسباب الفشل الكلوي الحاد في عدة أسباب، أهمها: 1 عدم وصول كمية كافية من الدم إلى الكليتين لأي سبب من الأسباب،كالنزيف الشديد،والحروق الواسعة. 2الالتهابات الكبيبية النفرونية الحادة التي ينتج عنها انسداد الفلترات الكلوية بالبكتيريا الملتصقة بالاجسام الحيوية المضادة لها. 3 التسمم الكلوي كما يحدث في حالات التسمم بالزئبق أو ببعض الأدوية كالمسكنات المضادة للالتهابات وبعض المضادات الحيوية. 4 نقل الدم غير المتوافق الفصيلة. 5 انسداد الحالي الفجائي بحصوة كبيرة تسد مجرى البول الخارج من الكلية. وتعتبر حالة الفشل الكلوي الحاد قابلة للشفاء التام بإذن الله، وذلك يكون بمعالجة الأسباب التي أدت إليها،وعادة ما تأخذ فترة العودة إلى الوضع الطبيعي إذا عولجت بشكل صحيح من 4إلى 6أشهر في أسوأ الأحوال. الفشل الكلوي المزمن بعض الأمراض المزمنة،كارتفاع ضغط الدم،والسكري ،والتهابات الكلية المزمن،والتعرض المتواصل لبعض السموم،وتناول بعض الأدوية بشكل مستمر،وحالات التكيس الكلوي الخلقي، وضيق الحالب المزمن لأي سبب كان كالتدرن والتورم، وغيرهما..هذه الأسباب تؤدي إلى نقص كبير في عدد النفرونات العاملة،وبالتالي إلى سوء عمل الكلية، وشيئاً فشيئاً قد تصل الكلية في النهاية إلى عجز كلي عن القيام بوظائفها... فتتجمع السوائل والأملاح في الجسم ويرتفع ضغط الدم بشكل مهول، وتتحوقل السوائل في الرئة إلى أن يصبح المريض غير قادر على التنفس، ويرتفع منسوب السموم في الدم فتزداد حمضيته وترتبك بالتالي كثير من الوظائف التي لاتعمل إلى في درجة حمضية ثابتة تتولى الكليتان والرئتان تنظيمها،فإذا اختلت درجة الحمضية هذه اختلت وظائف الاعضاء الأخرى حتى القلب لا يستطيع الانقباض بشدة نتيجة لزيادة حمضية الدم، ويصاب المريض بفقر الدم نتيجة لتوقف وظيفة إفراز الهرمون المنشط لإنتاج كرات الدم الحمراء من قبل الطلية، ويصاب أيضاً بلين وهشاشة في العظام نتيجة لعدم تنشيط فيتامين د المهم لسلامة العظام.. وليس هناك اليوم علاج لهذه الحالة سوى الغسيل الدموي بعدة وسائل أشهرها أجهزة الغسيل الدموي المعروفة، واستخدام أدوية تعويضية ،أو زراعة الكلى. المعاناة أصحاب الفشل الكلوي بين عدة خيارات أحلاها أمر من العلقم، وعادة ما يكون خيارهم الأول هو «الغسيل الدموي» في مراكز الغسيل.. ومريض الفشل الكلوي يحتاج إلى جلسة تستمر من أربع إلى ست ساعات في كل ثاني يوم،أي حوالي ثلاث جلسات في الأسبوع وخمس عشرة مرة في الشهر،ولأن مراكز الغسيل التي توفرها الحكومات لا توجد إلا في أماكن معينة فإن على مريض الفشل الكلوي أن يبقى بجوارها دائماً، ويصبح هم معظمهم المحافظة على مواعيدهم في تلك المراكز وتنظيم حياتهم وفقاً لتلك المواعيد التي تربط بين المريض وأمله في الحياة.. والجهاز الذي يتم الغسل به أكبر من الإنسان نفسه! تبلغ أبعاده أكثر من نصف متر في الاتجاهات الثلاثة، ويحتاج كل مريض في كل جلسة إلى مجموعة من الأدوات التي لا تستخدم لا لمرة واحدة فقط ولا تقل قيمتها عن «أربعين دولاراً» ويمر دم المريض في تلك الأدوات لتتم تصفيته وتنقيته من السموم التي يزخر بها في عملية تقنية معقدة،وبوجود ماء تمت معالجته في محطة خاصة تبنى لهذا الغرض في كل مركز للغسيل. والخيار الثاني أمام هؤلاء المرضى هو «الغسيل البريتوني» وفيها يصب المريض لترين من سائل خاص يسمى «سائل الغسيل» في الكيس البريتوني الموجود في بطنه عبر أنبوبة سبق تركيبها جراحياً خصيصاً لهذا الغرض،ويغير السائل من أربع إلى خمس مرات يومياً،وهناك طريقة جديدة بحيث يوضع هذا السائل أثناء الليل فقط ويُسحب في الصباح، إلا أن هاتين الطريقتين لاقتا مشاكل عدة غير آمنة... وفي كل أحوال الغسيل يبقى على المريض تعويض النقص في الهرمون الذي كانت تفرزه الكلية عندما كانت سليمة،وهو هرمون ينشط إنتاج كرات الدم الحمراء،وفي حالة عدم التعويض فإن المريض يصاب بفقر في الدم،وبالنسبة لفيتامين د الذي تنشطه الكلية يصبح على مريض الفشل الكلوي أن يأخذ حقنات من هذا الهرمون في حالته النشطة،وإلا أصيبت عظامه بالهشاشة واللين. والخيار الأخير أمام هؤلاء هو زراعة الكلى،وإذا غضضنا النظر عن صعوبة الحصول على كلية أصلاً،إذ يشترط في الكلية المزروعة أن تكون مطابقة جينياً لجسم المريض مثل تطابق الفصائل جينياً لجسم المريض مثل تطابق الفصائل في عملية نقل الدم وفي حالة وجود الكلية المناسبة وإجراء عملية النقل؛إن معاناة المريض تظل مستمرة في وجوب تناول الأدوية المثبطة للمناعة مدى الحياة،الأمر الذي يجعله عرضة لأي غزو جرثومي في أي وقت،ويبقى المريض مرتبطاً بهذه الأدوية التي لو تركها في أي لحظة فإن جسمه سوف ينبذ الكلية المزروعة وتعود المعاناة إلى مراحلها اللانهائية..