خطوات هامة نحو تغيير المعادلة في سهل وساحل تهامة في سبيل الاستقلال!!    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    أول تعليق إماراتي بعد القصف الإسرائيلي على إيران    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    برشلونة يسعى للحفاظ على فيليكس    مصادر تفجر مفاجأة بشأن الهجوم الإسرائيلي على أصفهان: لم يكن بمسيرات أو صواريخ أرض جو!    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    أمطار رعدية تعم 20 محافظة يمنية خلال الساعات القادمة.. وصدور تحذيرات مهمة    الرد الاسرائيلي على ايران..."كذبة بكذبة"    الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    مسيرة الهدم والدمار الإمامية من الجزار وحتى الحوثي (الحلقة الثامنة)    مليشيا الحوثي تحاول الوصول إلى مواقع حساسة.. واندلاع مواجهات عنيفة    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    السعودية تطور منتخب الناشئات بالخبرة الأوروبية    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرضى الفشل الكلوي.. معاناة لا تنتهي !
نشر في الجمهورية يوم 03 - 02 - 2012

ينتشر في بلادنا بشكل كبير مرض الفشل الكلوي، والذي يصاب به العديد من الرجال والنساء وحتى الأطفال، وذلك كما يقول المختصون بسبب تلوث المياه، خاصة في بعض المحافظات النائية كمحافظات ريمة وحجة والحديدة.. صحيفة الجمهورية زارت مركز أمراض الكلى بهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء للاطلاع على أحوال المرضى في هذا المركز ومستوى الرعاية الصحية المقدمة لهم فكان من أبرز الأشياء التي لفتت انتباهنا بداية الأمر هو الازدحام الشديد الذي يعاني منه المركز بسبب تزايد أعداد مرضى الفشل الكلوي، حيث وجدت العديد من الفتيات في عمر الزهور واللاتي لا يتجاوز عمرهن العشرين عاماً تقريباً، وجدتهن جالسات على بلاط الممر ينتظرن دورهن لعمل جلسات الغسيل الكلوي، كذلك وجدت العديد من الأطفال و أيضاً الرجال بعضهم متوسط العمر وآخرون تجاوزت أعمارهم الستين عاماً.
معظم المرضى يعرفون من أشكالهم بأنهم فقراء جداً وغالبيتهم من محافظات بعيدة يحتاجون على الأقل جلستين للغسيل حتى يبقوا على قيد الحياة.
يضطرون للسكن في العاصمة صنعاء رغم التكاليف الباهظة كإيجار منزل أو حتى دكان للسكن، إلى جانب مصاريف الأكل والشرب وغيرها من الاحتياجات.
نشتري جميع المستلزمات
إذاً رغم كل المصاريف الباهظة التي يتحملها المريض أو أسرته من أجل السكن بقرب مركز الكلى بصنعاء منتظراً رحمة الله في شفائه من مرضه في المقابل لا تنزل رحمة الدولة أو قيادة مستشفى الثورة العام عليه لتنقذه من شراء الأدوية ومستلزمات الغسيل، فيضطر إلى شراء مختلف المحاليل الخاصة بغسيل الكلى وبالفحوصات وجميع المستلزمات البسيطة والتي من المعيب عدم تواجدها داخل أروقة المستشفى كالإبر واللصقات الجراحية وال”الشاش” وغيرها من الأدوات والمستلزمات من الصيدليات خارج المستشفى كما تقول لنا الوالدة أمينة المطري والتي أتت من قريتها في بني مطر محافظة صنعاء من أجل جلسات الغسيل, وتضيف الوالدة أمينة قائلة: يابني أمانة عليك انظر إلى الكراسي “المقاعد” كلها مكسرة، وأنا امرأة ضعيفة ومريضة وحتى لا تستحمل، ومع هذا أضطر للجلوس على هذه الكراسي حوالي ساعتين وأنا خائفة أن أسقط إلى الأرض بسبب الكراسي المكسرة والتي وضع تحتها الكراتين حتى لا تسقط على الأرض، يالله ما هذه الدولة التي لا تستطيع شراء مقاعد لمرضاها.
أجهزة معطلة
الأخ منصور صالح من محافظة عمران مصاب أيضاً بالفشل الكلوي يقول : يابني أنا منتظر من قبل الفجر والآن أذن الظهر ومازلت منتظرا أيضاً حتى يأتي دوري للغسيل، لديهم أجهزة للحالات الطارئة لكنها للأسف معطلة لا يوجد لديهم مراعاة وتقدير للحالات الحرجة، والله أني حاسس بالموت يحوم حول جسدي وهم يتفرجون، ما هذه القسوة التي نزعت في قلوبهم، وكأنهم يقولون لي تستأهل من قال لك تمرض.
أين يذهب دعم الدولة؟
أما المريض محمد يحيى من محافظة الجوف والذي وجدته وهو أيضاً منتظر لدوره في الغسيل فقال: كما تنظر ياأخي أنا مريض مصاب بالفشل الكلوي المزمن وأيضاً معاق، ومع هذا لا يقدرون هناك مجاملات للبعض والمسكين يموت أيضاً حالتنا المادية صعبة جداً ومع هذا نضطر لشراء جميع المستلزمات والمحاليل والأدوية من خارج المستشفى، الغسيل مجاني للجميع وهذه حقيقة، لكن كل المستلزمات نشتريها من الصيدليات مريض آخر علق على كلام مشكوف قائلاً بأن الصيدليات هي تابعة للأطباء وأن دعم الدولة يذهب إلى الصيدليات وليس للمستشفى ويقول ما هذه الدولة التي تهين مواطنيها بهذا الشكل.
معاملة سيئة
التقيت كذلك بالوالدة زهرة عبدالله داود وهي من محافظة ريمة كغيرها ممن التقيت بهم تعاني من الفشل الكلوي المزمن تقول: ياولدي لنا “مرجومين” منتظرين على البلاط من بعد الفجر ولم نجد أي دكتور ينظر لحالتنا الجميع يعاملنا بغرور وتكبر وصياح حتى حارس المركز الذي في البوابة عدا الدكتور نجيب الله يحفظه يعاملنا بطيبة واحترام إذا التقينا به.. وتضيف قائلة: كانت تجرى لنا سابقاً بعض الفحوصات مابين فترة وأخرى واليوم لنا أكثر من سنة لم يعملوا لنا أي فحوصات جلسات غسيل وبس.
العديد من الأدوية لم تستطع شرائها لأن أسعارها مرتفعة، فنضطر إلى شراء المحاليل الضرورية الخاصة بالغسيل والإبر واللصقات والكفوف حق الممرضات.
تتدخل إحدى الممرضات لمنع الوالدة زهرة من الاستمرار في حديثها فترد عليها الوالدة زهرة قائلة يادكتورة رجاءً خليني أتكلم والله لو أعرف أين قناة السعيدة التي بتدي الصدق عكس قناة اليمن لأسير أشتكي بكم عندهم، ونقول اتقوا الله إحنا أمراض والذي فينا يكفينا.
الطفل عمار
أيضاً وجدت الطفل عمار العماري من محافظة إب يدرس في الصف الخامس لكنه للأسف ترك دراسته وزملائه وذلك بعد إصابته بالفشل الكلوي منذ سنتين.
يقول: بعد إصابتي بالفشل اضطرينا أن نسكن أنا وأبي في دكان بصنعاء في شارع تعز لنكون بالقرب من المستشفى من الغسيل مرتين أسبوعياً. ويضيف عمار قائلاً: أبي ترك الزراعة في القرية واليوم يعمل على بسطة في باب اليمن، أحياناً يشتغل ونحصل مصاريف وأحياناً يقوم أصحاب البلدية بمصادرة البسطة ويخسر الضمار، أحياناً نأكل وغالباً ننام على لحم بطوننا، عمار أيضاً يشتكي بمرارة مما شكا منه غيره من المرضى، فوعدته وغيره من المرضى لنقل كلامهم وشكواهم للدكتور نجيب أبو أصبع رئيس قسم الكلى بكل أمانة.
أسباب أمراض الكلى
بعد ذلك التقيت بالدكتور نجيب وازع أبو أصبع رئيس قسم الكلى بهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء والذي وجدته مرحباً بي ومبتسماً لمختلف المرضى يحاول الاستماع إليهم بكل تواضع ويوعودهم بحل مشاكلهم.
تحدثت إليه وقلت له بأن حال المركز لا يسر أحداً ونقلت له شكوى العديد من المرضى الذين التقيت بهم، وفضلنا الحديث أولاً عن أسباب انتشار مرضى الفشل الكلوي في بلادنا فقال:
بداية نشكر صحيفة الجمهورية التي عادت إلى الناس وتهتم بأحوال الناس وهذا في الحقيقة هو الدور الحقيقي للصحافة، كما نشكرها على اهتمامها بشريحة مريضة بحاجة ماسة لتلبية احتياجاتها ومتطلباتها هي شريحة المرضى بشكل عام ومرضى الفشل الكلوي هم جزء من هذه الشريحة.
ويقول: أما بالنسبة لأسباب أمراض الفشل الكلوي وكيفية الوقاية منه، فتقول بداية أن الفشل الكلوي هي نوعين حاد ومزمن، الفشل الكلوي الحاد هو إذا وصل المريض إلى مرحلة متقدمة ممكن الشفاء منه بنسبة 95 % وأسباب الفشل الكلوي الحاد هي عديدة، منها ما يسمى ما قبل الكلوية وأيضاً ما بعد الكلوية، ما قبل الكلوية هي بسبب الإسهالات الشديدة والمتكررة خاصة لدى الأطفال وأيضاً القيء المستمر دون التعويض بشرب السوائل، أيضاً بسبب الملاريا إذا تطور مرض الملاريا إلى مرحلة متأخرة، يؤدي هذا المرضى إلى فشل كلوي حاد، كذلك ما يحصل لبعض المرضى أثناء العمليات الجراحية، إذا حصل هبوط حاد لضغط الدم أو نزيف حاد أثناء العمليات ممكن يصاب المريض بالفشل الكلوي الحاد، أيضاً قد يكون بسبب التسمم الحملي عند النساء الحوامل أو بعد العمليات القيصيرية في بعض الأحيان، ولدينا في القسم حالات كثيرة لمثل هذه الحالات، وتقريباً تأتي إلينا في قسم الكلى في الشهر حالتين إلى ثلاث حالات.
ويقول أبو أصبع: وحتى لو دخل وصول المريض إلى مرحلة متقدمة وتم استئصال هذه الحصوات عادة ما تعود الكلية بإذن الله تعالى إلى وضعها الطبيعي.
الفشل الكلوي المزمن
وبالنسبة لأسباب الفشل الكلوي المزمن وكيفية علاج هذا المرض يقول الدكتور نجيب وازع أبو أصبع: الفشل الكلوي المزمن هو عدم قدرة الكلى ببعض أو كل وظائفها لأن الكلى لها العديد من الوظائف وهي المسئولة عن الحفاظ على مستوى ضغط الدم، حيث تفرز الكلى هرمون الإيرابوتين وهو الهرمون الذي يكون كريات الدم الحمراء في الدم، كما أن الكلى هي المسئولة كذلك عن إفرازات عنصر الكالسيوم وعن إبعاد السموم من داخل الجسم، بمعنى أن الكلى هي الفلتر الأساسي في جسم الإنسان لتنقيته من السموم والشوائب، وعالمياً معروف أن من أسباب الفشل الكلوي المزمن هو داء السكري الذي يحتل المرتبة الأولى ويليه مرض ضغط الدم.
لهذا المرضى المصابون بالسكري أو بضغط الدم والذين لا يتابعون الطبيب بشكل جيد هم الأكثر عرضه للإصابة بالفشل الكلوي المزمن، لكننا في اليمن للأسف الشديد الإحصائيات معكوسة، حيث إن أكبر نسبة مصابة بالفشل الكلوي المزمن أو الحاد هو بسبب وجود حصوات في الكلى والسبب تقريباً هو تلوث المياه، وللأسف المريض يأتي إلينا في وقت متأخر وقد أنهكت الكلية بسبب الانسداد، بسبب اللامبالاة عند المريض وعدم متابعته للطبيب، وأيضاً بسبب عدم وجود التأمين الصحي للمواطنين؛ حتى يستطيع المواطن العادي الذهاب إلى أقرب مستشفى لعمل الفحوصات اللازمة، لأنه قد يكون مصاب ببعض الأمراض التي لا تظهر أعراضها في وقت مبكر.
ويضيف الدكتور أبو أصبع قائلاً: أيضاً من أسباب الفشل الكلوي المزمن الاستخدام المفرط والعشوائي للمضادات الحيوية، والتي تعرف بمضادات الالتهابات؛ لأن هناك بعض الناس يبالغون في استخدام مثل هذه الأدوية وكذلك هناك بعض الأمراض المزمنة والتي قد تؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن مثل أمراض تكيسات الكلى متلازمة البوتا، أيضاً أمراض السكري وضغط الدم وبعض الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء وغيرها، كذلك الالتهابات المتكررة للمجاري البولية التي لم يعالج منها المريض.
علاج الفشل الكلوي المزمن
كما تحدث الدكتور نجيب عن كيفية علاج هذا المرض والتي تتلخص أولاً في متابعة الطبيب المختص بأمراض السكري وضغط الدم والالتهابات بشكل دوري قبل الوصول إلى مراحل الفشل الكلوي المزمن؛ لأن مريض الفشل الكلوي المزمن سيكون أمام خيارين ليبقى على قيد الحياة، الخيار الأول هو الاستصفاء الدموي أو ما يعرف لدينا بالغسيل حيث يجب على المريض أن يأتي إلى المركز لعمل جلستين للغسيل أسبوعياً على الأقل، والخيار الآخر هو زراعة كلى وهو الحل الأنسب؛ لأنه بعد زراعة الكلى يعود المريض معافى بإذن الله بشكل طبيعي مع الاهتمام باستعمال بعض الأدوية بشكل دوري والاهتمام كذلك في متابعة المريض المختص ما بين حين وآخر، والمطلوب فقط هو وجود متبرع من أسرته، بشرط أن يكون هذا المتبرع في صحة جيدة 100 % ونحن بدورنا لا نتساهل في ذلك.
الوقاية من الفشل الكلوي
وعن كيفية الوقاية من الفشل الكلوي قال: إن ذلك يكمن فيما بين واجب المريض من حماية نفسه من الأمراض بشكل عام وواجب الدولة، المواطن عليه حماية نفسه من المؤثرات الخارجية مثل عدم التعرض للبرد وعدم استخدام المضادات الحيوية إلا بحسب إرشادات الطبيب، وأيضاً الابتعاد عن استخدام مضادات الالتهابات؛ لأن بعض المرضى يحدث لديهم مغص كلوي فيستخدمون مضادا للالتهابات فيذهب الألم، لكن المشكلة تكون ما زالت موجودة، أيضاً على المريض حماية نفسه من السموم مثل سموم القات أو المشروبات الغازية وما إلى ذلك.
ويقول: أما بالنسبة للدولة فمن واجبها حماية مواطنيها من مختلف الأمراض، وذلك من خلال مثلاً عدم فتح الصيدليات ومزاولة مهنة الصيدلة إلا بترخيص رسمي لدكتور صيدلي من وزارة الصحة لا يكون هناك خلط في بيع العلاجات كما هو موجود اليوم ، حيث نشاهد الصيدليات تعمل كبقالة تعطي العلاجات لكل من هب ودب وبعض الصيدليات فيها أطفال وهناك خلط في العلاجات ، كذلك نلاحظ أن هناك العديد من البقالات تقوم ببيع العديد من الأدوية خاصة المضادات الحيوية أو المهدئات، وهذه تندرج ضمن مسئولية الدولة في حماية مواطنيها.
ويضيف: أشقاؤنا في دول مجلس التعاون الخليجي على سبيل المثال صارمون جداً في مثل هذا الموضوع، لا يتم فتح أي صيدلية إلا بترخيص رسمي لمن هو دكتور صيدلاني، وأيضاً لا يمكن للصيدلي أن يبيع للمواطن أي دواء حتى لو كان دواء بسيطا كمضاد حيوي أو غيره إلا بروشته الطبيب، وأنا زرت بعض هذه الدول وتأكدت من ذلك، لأن هذه حياة الناس مش لعبة.
قصور في التثقيف الصحي
ويقول: أيضاً نلاحظ أن هناك قصورا في التوعية الإعلامية في المجال الصحي، للأسف دور وزارة الصحة في التثقيف الصحي غائب تماماً بالرغم من وجود إدارة عامة للتثقيف الصحي بالوزارة لا توجد إرشادات للمواطن حول أمراض الفشل الكلوي أنواعه أسبابه علاجه، كيفية الوقاية منه وما إلى ذلك، وهذه من صميم الإدارة العامة للتثقيف الصحي، أيضاً الدولة لديها إعلام مرئي ومسموع وصحافة لكن للأسف أيضاً هذا الجانب غائب ، لأن الإعلام من مهمته النزول الميداني إلى المستشفيات والالتقاء بالمرضى والأطباء في مختلف التخصصات وضبط العابثين بصحة المواطن سواءً في المستشفيات أو الصيدليات أو غيرها.
زراعة الكلى
زراعة الكلى هي الحل الأنسب لعلاج الفشل الكلوي كما يقول الدكتور نجيب وازع أبوأصبع رئيس قسم الكلى بمستشفى الثورة بصنعاء حيث بدأت في هذا المستشفى أول عملية لزراعة كلى في اليمن وذلك في العام 1998م حيث كان المريض أو المتبرع يسافر إلى جمهورية مصر الشقيقة لعمل الفحوصات اللازمة في مركز المنصورة ثم يعود إلى مستشفى الثورة بصنعاء بصحبة فريق من الأطباء المصريين المختصين في عمليات زراعة الكلى واستمر الوضع بهذا الحال حتى العام 2005م حسب توضيح الدكتور نجيب، تم خلال هذه السنوات إجراء (13)عملية لزراعة الكلى.
وفي حوالي منتصف العام 2005م بدأ مستشفى الثورة العام البرنامج الوطني لزراعة الكلى.
وفي حوالي منتصف العام 2005م بدأ مستشفى الثورة العام البرنامج الوطني لزراعة الكلى لمرضى الفشل الكلوي المزمن بطاقم من الأطباء اليمنيين 100 % كما أن جميع الفحوصات كانت تتم في اليمن عبر مستشفى الثورة للمريض والمتبرع بما في ذلك فحوصات تطابق أنسجة الكلى...وينوه الدكتور نجيب بأن العمليات والفحوصات تجرى للمريض والمتبرع مجاناً.
الأزمة السياسية وتوقف برنامج الزراعة
في شهر مايو من العام الماضي توقف مركز الكلى التابع لهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء من استمرار برنامجه الوطني المتمثل في زراعة الكلى.
يقول الدكتور نجيب أبوأصبع: السبب خارج عن إرادتنا ويتمثل في الأزمة السياسية التي مرت بها اليمن والتي أثرت على مختلف جوانب الحياة.
الإيرادات خفضت بشكل كبير ما تسبب عجزاً في توفير مستلزمات الزراعة، أيضاً العديد من الأطباء لم يتمكنوا في أوقات عديدة من الوصول إلى المستشفى بسبب الحصار الذي كان مفروضاً على شوارع العاصمة صنعاء وانتشار المسلحين وأعمال العنف التي حدثت خلال الشهور الماضية.
استئناف برنامج الزراعة
ويقول لكن بحمدالله منذ يوم السبت الموافق السابع من الشهر الجاري تم استئناف هذا البرنامج وذلك من خلال زراعة كلى لمريضة من محافظة إب تعاني من الفشل المزمن والمتبرعة لها والدتها، وحالياً يتم التحضير لمريض آخر من محافظة المحويت والمتبرع له أخوه وسنحاول الاستمرار في هذا البرنامج يوم السبت من كل أسبوع لأن هذا البرنامج هو برنامج وطني وخيري ونأمل من الجميع دعم هذا البرنامج خاصة أننا نعمل في ظل ظروف صعبة بسبب شحة الإمكانيات ، العديد من المحاليل غير المتوفرة في المستشفى.. المرضى أيضاً بحاجة إلى العديد من الأدوية وهي غير متوفرة أيضاً وأسعارها مرتفعة جداً جداً وهذه الشريحة لا تستطيع شراء مثل هذه الأدوية أو السفر إلى الخارج لإجراء عملية زراعة للكلى لأنها تكلف حوالي عشرين ألف دولار تقريباً أما لدينا فما على المريض سوى دفع حوالي أربعة ألف ريال رسوم الرقود فقط.
ازدحام شديد على أجهزة الغسيل
الزائر لقسم الكلى أبرز شيء يلفت انتباهه والازدحام الشديد فالمركز يتكون من قسم المسالك البولية للرجال والنساء والأطفال وكذلك قسم لأمراض الكلى نساءً ورجالاً ووحدة الاستصفاء البريتوني وكذلك الاستصفاء الدموي، وهذا القسم تحديدا كما لاحظت يعاني من ازدحام شديد حيث يتوفر به فقط (27) جهازا قياساً بالعدد الكبير من مرضى الفشل المزمن. يقول الدكتور نجيب حول ذلك: بالتأكيد يدخل ضمن هذا العدد جهاز الطوارئ ونعمل في القسم على مدى ال24ساعة حتى نغسل لجميع المرضى، يصمت للحظات ثم يقول نعمل في ظل ظروف صعبة يفترض أن نعمل للمريض ثلاث جلسات أسبوعياً كل جلسة حوالي ست ساعات أي بمعدل 18ساعة في الأسبوع، لكن بسبب الازدحام الشديد نضطر اختصار ذلك إلى جلستين الجلسة الواحدة ساعتين فقط، وأحياناً قد يأتي إلينا المريض وحالته حرجة يحتاج إلى غسيل طارئ فلا نستطيع؛ لهذا قد يموت أمام أعيننا، العديد من المرضى يأتون إلينا من محافظات الجوف ، مأرب،ريمة، عمران، أبين ، لحج، والمهرة والمحويت وكل هذه المحافظات لا توجد بها مراكز للغسيل الكلوي رغم انتشار هذا المرض بشكل في مثل هذه المحافظات، وهناك مراكز للغسيل الكلوي في محافظات أخرى مثل الحديدة أو تعز أو حضرموت أو ذمار أو غيرها، لكنها لا تكفي لجميع المرضى، فيضطر العديد من المرضى أن يأتوا إلينا على اعتبار أن مركز الكلى بمستشفى الثورة بصنعاء مستشفى ومركز مرجعي، أيضاً يأتي إلينا العديد من المرضى لتشخيص حالاتهم ثم يتم تحويلهم إلى مراكز أخرى في محافظاتهم أو المحافظات القريبة منهم.
دعوة لدعم مركز الكلى
ويقول بمرارة: من حق المريض أن يشتكي بنا وبوزارة الصحة؛ لأنه لا يأخذ حقه من الغسيل أو الاهتمام وذلك بسب الازدحام الذي نعاني منه، ولهذا هي مناسبة أن ندعو وزارة الصحة ووزيرها الدكتور أحمد العنسي الذي يعتبر أحد كوارد هذا المستشفى إلى دعم مركز الكلى ودعم مرضى الكلى من خلال فتح مراكز جديدة في المحافظات التي لا يوجد بها مراكز للغسيل الكلوي وإلى الاهتمام بمركز الكلى بالمستشفى باعتباره مركزا مرجعيا، خاصة أنه يعلم تماماً ما نعاني منه من إشكاليات ومن نقص كبير في الكادر الطبي وفي المحاليل والأجهزة وغيرها من المستلزمات الطبية.
مغادرة بعض الأطباء
إذاً مركز الكلى يعاني من الازدحام الشديد وهذه الإشكالية هي السبب الرئيسي في وجود مختلف الإشكاليات الأخرى كعدم كفاية المحاليل الطبية، وعدم أخذ المريض حقه كاملاً من الغسيل والكراسي المكسرة وغيرها من الإشكاليات، ومع هذا يغادر المركز حوالي عشرة أطباء متخصصين من مركز الكلى إلى الدول الخليجية حسب الدكتور نجيب أبو أصبع، والسبب لتحسين ظروفهم المعيشية، خاصة أجر الطبيب اليمني لايتجاوز السبعين ألف ريال فقط، بينما في الدول الخليجية قد يتجاوز الخمسة آلاف دولار، هذا الأمر أيضاً ساهم بشكل مباشر في الازدحام الموجود وذلك بسبب نقص كادر المركز. ويقول الدكتور نجيب: كان كادر المركز من الأطباء “22” طبيب وكنا نجري حوالي “12” ألف جلسة غسيل في السنة واليوم يوجد بالمركز حوالي “12” طبيبا ونجري حوالي “47” ألف جلسة في السنة بمعدل “140” جلسة في اليوم الواحد تقريباً وهذا بالتأكيد مرهق جداً لنا وللأجهزة التي لاتحتمل العمل على مدى ال24 ساعة بشكل متواصل، الطوارئ جهاز واحد بالتأكيد لا يكفي وقد يموت المريض ونحن عاجزون عن إنقاذ حياته، لكن الإدارة ترد علينا بأن الإمكانيات لا تسمح بشراء أجهزة أخرى للطوارئ.
تعطل أجهزة الغسيل
أثناء استطلاعي لوحدة الغسيل وجدت جهازين معطلين، قد يكون هذا العطل هو بسبب الازدحام الشديد في قسم الكلى، بعض المرضى يقولون أنظر يا أخي الأجهزة معطلة وللأمانة على رئيس القسم الدكتور نجيب أبو أصبع فقال: لا أعتقد أن هناك حالياً أجهزة معطلة لأنه تم إصلاحها، ويضيف قائلاً: انقطاعات الكهرباء بشكل مستمر تؤثر على مختلف الأجهزة، ولهذا لدينا مهندس مقيم في الفترة الصباحية وأيضاً المسائية يتم استدعائه عند وجود أي جهاز معطل.
وينوه بأن لدى القسم أجهزة جديدة للغسيل في مخازن القسم يتم كل شهر تقريباً تركيب جهاز جديد بدلاً عن أي جهاز تالف لا يمكن إصلاحه.
ويقول: عادة ما يحمل المهندسون إدارة القسم مسئولية تعطل هذه الأجهزة وذلك أن الأجهزة تعمل على مدى ال24ساعة والشركة المصنعة تؤكد بأنه لا يجب أن الأجهزة على مدى ال24ساعة، يجب أن تأخذ راحتها، لكننا للأسف الشديد لا نستطيع وقف الأجهزة بسبب الازدحام الشديد وهذه مشكلة ظروفنا في اليمن، ويقول نحاول قدر الإمكان أن نعقم الجهاز بين كل جلسة وأخرى لفترة أربعين دقيقة تقريباً من أجل التعقيم وحتى يرتاح الجهاز أيضاً، مع أنه يفترض أن الجهاز يأخذ فترة راحة ساعتين بعد كل جلسة، وللأسف أحياناً يموت المريض أمامنا ولا تستطيع إنقاذ حياته؛ لأنه بحاجة ماسة لجلسة غسيل طارئة، لكن الأجهزة كلها مشغولة ولا أستطيع أن أستبدله بمريض آخر لأنه قد يموت إذا أنزلته من الجهاز.
عدوة المرض بفيروس الكبد
وأثناء الحديث مع دكتور نجيب أبو أصبع وطرح العديد من مشاكل المرض أمامه كشف الدكتور أبو أصبع عن أمر خطير للغاية وذلك حرصاً منه على صحة المرضى فقال ياأخي الازدحام الشديد الذي نعاني منه أوجد لنا مشكلة كبيرة وهي أن هناك بعض المرض أصيبوا بفيروس الكبد الوبائي وقال وحرصاً مني على صحة مرضى الفشل الكلوي تحدثت مع الإدارة عن هذا الأمر ومع الزملاء في القسم أيضاً لتفادي ذلك مستقبلاً وعن أسباب إصابة مرضى الفشل بفيروس الكبد الوبائي، فقال: هناك عدة احتمالات من هذه الاحتمالات قد يكون عدم تعقيم أجهزة الغسيل جيداً، وأيضاً بسبب التوقف عن عمل فحوصات للمرضى خلال فترة الأزمة؛ لأن التعقيم والفحوصات وما إلى ذلك تحتاج إلى محاليل، لكننا نعاني من نقص حاد للمحاليل بسبب تدني ميزانية المستشفى كما تقول الإدارة وأيضاً الشركات الموردة لم تفِ بالتزاماتها، كذلك لم نستطع القيام بعمل الفحوصات الدورية للمريض، وغالبية مرضى الفشل فقراء لايستطيعون عمل هذه الفحوصات خارج المستشفى، مع العلم بأننا قبل الأزمة السياسية كنا نقوم بعمل جميع الفحوصات للمريض مجاناً مثل فحوصات السكر والدم وغيرها من الفحوصات اللازمة نعملها للمريض بشكل دوري، وفحوصات الفيروسات نعملها للمرضى أيضاً مجاناً كل ثلاثة أشهر، كما أننا قسمنا وحدات الغسيل لثلاث وحدات خالية من الفيروس والثانية خاصة بفيروس “B” والثالثة وحدة خاصة بفيروس “C” وحالياً هناك وعود باستئناف الفحوصات الدورية لمرضى الفشل مجاناً بعد أن تعود الحياة العامة لطبيعتها بإذن الله تعالى.. ويقول: فعلاً تم حتى الآن اكتشاف أربع حالات خلال الشهر الماضي حالتين مصابة بفيروس “C” وحالتين مصابة بفيروس “B” مع العلم أن إحدى هذه الحالات كانت جاهزة لزراعة الكلى، ومع هذا سيتم أولاً معالجة الحالة حتى نحد من نشاط الفيروس ومن ثم نجري عملية الزراعة. ويقول الدكتور نجيب: المهم في الأمر أن الازدحام الشديد هو مشكلة المشاكل بالنسبة لنا وهو السبب الرئيسي لإصابة المرضى بالفيروس خاصة أن بعض المرضى يحتاجون إلى ثلاث جلسات للغسيل ونكتب لهم ذلك، لكن إمكانياتنا لاتسمح بذلك فيذهب المريض أحياناً إلى مستشفى آخر كالعسكري بصنعاء أو ضلاع همدان لعمل الجلسة الثالثة، لهذا قد ينتقل إليه الفيروس عبر هذه الأجهزة أو قد يكون عبر الدم؛ لأن مريض الفشل عادة مايكون محتاجاً لدم وقد يكون هذا الدم المنقول إليه ملوثا، أيضاً المناعة الضعيفة عند المرضى قد تكون من الأسباب، وشخصياً لا أعفي الكادر الموجود لدينا من المسؤولية؛ لأن عدم التعقيم الجيد للأجهزة وكما ذكرت قد يكون من الأسباب.
نقص حاد في المحاليل
كما تحدثنا مع الدكتور عن أسباب عدم توفر المحاليل وبعض المستلزمات الطبية الضرورية فقال: هناك نقص حاد في المحاليل الخاصة بالفحوصات وما إلى ذلك، لكن محاليل الغسيل متوفرة، ويحسب لنا أن الغسيل في المركز لم ينقطع يوماً واحداً كما حدث في المستشفيات الأخرى في الحديدة وعدن وإب وتعز وغيرها، حيث توقف الغسيل ونتج عن ذلك وفاة عدد من المرضى. ويقول: لكن أيضاً في بعض الأحيان قد لاتتوفر بعض المحاليل الإضافية للغسيل؛ لأن الكميات بالتأكيد لاتكفي جميع المرضى أيضاً بحاجة ماسة للعديد من الأدوية لأن معظم مرضى الفشل مصابون بالسكر والضغط وفقر الدم وغيرها من الأمراض ولانستطيع توفير هذه الأدوية.
غياب دور القطاع الخاص
وفي ختام حديثنا يؤكد الدكتور أبو أصبع أهمية أن يقوم القطاع الخاص بدوره في العمل الخيري خاصة أن المرضى بحاجة ماسة إلى ما هو أكثر من مجرد توزيع الزكاة في رمضان أو هدية متواضعة تقدم له في عيد الأضحى أو عيد الفطر المباركين.
ويقول: في الدول الخليجية الشقيقة نلاحظ أن فاعلي الخير يقومون بأعمال عظيمة ويقومون بأعمال خيرية قد تفوق الأعمال التي تقوم بها حكوماتهم رغم الإمكانيات الكبيرة في هذه الدول، لكننا في اليمن القطاع الخاص غائب عن العمل الخيري تقريباً باستثناء محافظة حضرموت وأيضاً شبوة حيث ساهم القطاع الخاص في هاتين المحافظتين بفتح مراكز للكلى في حضرموت وشبوة ونتمنى أن يحذو فاعلو الخير في المحافظات الأخرى حذو فاعلي الخير في حضرموت وشبوة؛ لأنه كما ذكرت لكم المريض بحاجة ماسة إلى ما هو أكثر من مجرد هدية متواضعة في بعض المناسبات.
العيادات واللامبالاة
في إطار استطلاعي عن مرض الفشل الكلوي ساقتني قدماي إلى العيادات الخارجية لمستشفى الثورة العام، العيادات تم إنشاؤها بفخامة وهي ذات جمال معماري، لكن مالا أصدقه أن أشاهد النساء والرجال في هذه العيادات يدخلون في حمام واحد هو في الأساس مخصص للنساء، ومع ذلك هذا الحمام لايوجد به ماء والحمامات الأخرى وما أكثرها! مغلقة، هذا الحمام كانت رائحته نتنة تزكم الأنوف إلى الممر، الحمامات ضرورية في هذه العيادات خاصة لإجراء الفحوصات. ذهبت إلى الأخ نايف الخولاني مدير العيادات الخارجية لأستقرئ منه عن سبب إغلاق الحمامات فقال يا أخي المرضى يلعبون بالماء الشهر الماضي اشترينا ماء عبر الوايتات بمائة ألف ريال، فقلت له ياأخي قيمة الوايت الماء الواحد تأخذون قيمته من مريض واحد؛ لأن الفحوصات عندكم كلها بالآلاف ثم إن المرضى يتزاحمون نساءً ورجالاً في حمام واحد وهذا بالتأكيد “عيب” فأنكر نايف الخولاني وجود ذلك فأخذت بيده ليرى بنفسه حينها وجه بفتح حمام آخر للرجال.. كذلك كان هناك ازدحام شديد حول شباك سندات الفحوصات وأوراق المعاينة، والسبب عدم وجود الأوراق قال أحد الموظفين: انتظروا حتى يأتي الموظف بها.
أحد المرضى كان يصيح بصوت عالٍ قائلاً: "مافيش مدير يحكم هذا المستشفى يشتوا زلط وبس".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.