صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ما لا تعرفونه عن عبدالملك الحوثي    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    الإنتقالي يرسل قوة امنية كبيرة الى يافع    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمراض الكلى في اليمن
تزايد ومعاناة مستمرة
نشر في الجمهورية يوم 20 - 03 - 2012

الكثير من العوامل ساهمت في تزايد معدلات الإصابة بأمراض الكلى والمسالك البولية في اليمن ولعل أخطرها مايعرف بالفشل الكلوي المزمن الذي يتقاسم أسبابه داء السكري وأمراض الضغط وانسداد المسالك البولية والاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية ومع هذا التزايد في أعداد الحالات أصبحت مراكز غسيل الكلى الموجودة في اليمن غير قادرة على استيعاب الحالات المصابة بالفشل الكلوي المزمن..
ومع أن تقنيات علاج أمراض الكلى وزراعة الكلى شهدت نقلة نوعية وتطوراً ملحوظاً في اليمن خلال السنوات الماضية وبواسطة كوادر يمنية 100 % ونسب نجاح مرتفعة وممتازة بدون أي مبالغات إلا أن الصعوبات مازلت تواجه الكثير من مرضى الكلى الذين يحتاجون إلى غسيل للكلى نتيجة قلة وجود مراكز الغسيل في معظم محافظات الجمهورية الأمر الذي سبب لهم معانات كبيرة تجعلهم الأكثر معاناة من بين نظرائهم في كثير من دول الجوار والعالم ولتسليط الضوء على مشاكل الكلى في اليمن وأسبابها ووسائل الوقاية منها والتطور الذي شهدته عمليات زراعة الكلى في السنوات الماضية كان للجمهورية حوار شيق مع الدكتور نجيب وازع أبو إصبع أخصائي أمراض الباطنية واستشاري أمراض وزراعة الكلى ورئيس قسم أمراض وزراعة الكلى بمستشفى الثورة العام - العضو التنفيذي للجمعية الدولية للكلى وأستاذ مساعد بكلية الطب بجامعة صنعاء الذي أعطانا صورة عامة حول أمراض الكلى في اليمن وسلط الضوء على معانات المرضى وأسبابها.
حيث استهل الدكتور نجيب حديثه بتقديم الشكر لصحيفة الجمهورية على اهتمامها الدائم بهذه الشريحة من المرضى وتسليط الضوء على معاناتها ودورها في الاهتمام بقضايا التوعية الصحية في الصحيفة بشكل عام مباركا خطواتها الصادقة وانفتاح الصحيفة لكل الآراء والتحليلات المتنوعة والتي تعبر وتعكس بمصداقية عن المعاناة اليومية للمواطن العادي.
المركز الوحيد في الجمهورية
وقال الدكتور نجيب في البداية حول نشاط قسم أمراض وزراعة الكلى بمستشفى الثورة العام والتطورات الذي شهدها القسم إلى اليوم: مركز أمراض وجراحة المسالك البولية افتتح في مستشفى الثورة العام في سبتمبر 2004م وهو المركز الأول والوحيد في الجمهورية وأصبح الآن يؤدي خدماته للمرضى في مجال أمراض الكلى والمسالك البولية وفروعها التخصصية الدقيقة بشكل ممتاز ويتسع لأكثر من148 مريضاً ويتكون من أقسام عدة منها قسم أمراض الكلى بوحدتيه الاستصفاء البريتوني والاستصفاء الدموي (غسيل الكلى) وكذلك قسمي جراحة المسالك البولية للرجال وللنساء والأطفال وأيضا عناية مركزة مجهزة بأحدث التجهيزات إضافة إلى وحدة الأستصفاء الدموي والتي تحتوي على 28 جهازا وجهاز خاص بالحالات الطارئة ويقدم المركز خدمات نوعية وممتازة خاصة في مجال جراحة المسالك البولية بالذات حيث يقوم بعمليات كبرى لا تجرى إلا في هذا المركز المتخصص مثال لذلك يقوم بعمليات زراعة المثانة وهو المركز الوحيد في الجمهورية الذي يجري هذا النوع من العمليات.
أيضا ادخل حديثا في مركز الكلى جراحة المناظير للمسالك البولية لاستئصال الأورام في الكلى واستئصال الكلى عبر المناظير وإجراء مختلف العمليات الجراحية بالمناظير وهي تقنية أدخلت حديثا على مستوى الجمهورية اليمنية وبالتحديد في مركز الكلى إضافة إلى عمليات زراعة الكلى التي قطع المركز مشواراً مشرفاً في هذا المجال..
نجاح كبير في زراعة الكلى
- ماذا عن برنامج زراعة الكلى في اليمن ؟
زراعة الكلى بدأت في اليمن في مايو 98م بالتعاون مع مركز أمراض وجراحة المسالك البولية في مدينة المنصورة بجمهورية مصر العربية وكانت تتم العمليات بشكل موسمي أي تجرى عمليات الزراعة لحالة أو حالتين في العام وكان يتم إرسال المريض والمتبرع إلى مصر للتحضير وعمل الفحوصات اللازمة لذلك والعودة بهم مع فريق طبي مصري إلى اليمن لإجراء العملية وهذا كان أمراً مكلفاً ومتعباً جداً ولكن بحمد الله منذ عام 2005م بدأ العمل في عمليات زراعة الكلى في اليمن بشكل دوري وبشكل جيد وبواسطة فريق يمني 100 % ابتداءً من أخصائي أمراض الكلى وجراحي المسالك البولية ويعملون بكفاءة عالية وحتى الآن قمنا بزراعة 110 حالات منذ ذالك التاريخ ، علما انه قبل 2005م لم يتعد عدد العمليات التي أجريت ال13 حالة من 1998م حتى 2005م .
وأود الإشارة إلى أن نسبة نجاح عمليات زراعة الكلى عالمياً هي 80 % نحن بحمد الله تعدينا هذه النسبة وهذه ليست مبالغة وتجرى عمليات زراعة الكلى في مركز الكلى بمعدل حالة إلى حالتين أسبوعيا عوضا أن خطوات التحضير لزراعة الكلى وكذا إجراء العملية (نقل الكلى) تتم مجانا بما فيها الأدوية وعلى المريض فقط أن يحضر المتبرع الذي سوف يتبرع له بالكلى.
وطبعا المريض زراع الكلى يأخذ علاجاً بشكل دائم ويتم تخفيض الجرعة حسب الفحوصات ولديه مراجعات ومتابعة في المراحل الأولى لزراعة الكلى ومن ثم زيارة في كل ستة أشهر في المراحل المتقدمة وبحسب حالة الزارع الصحية.
فشل كلوي حاد ومزمن
- ما معنى الفشل الكلوي وماهي أسباب هذا الداء ؟
يمكن تعريف الفشل الكلوي أن الكلى غير قادرة على العمل والقيام بعملها ووظائفها بشكل جزئي أو كامل، وأنواع الفشل الكلوي: فشل كلوي حاد يمكن الشفاء التام منه ، وفشل كلوي مزمن يحتاج لعلاج طبي وحماية غذائية وفشل كلوي نهائي يحتاج لعلاج طبي وحماية غذائية وتعويضي ولابد من الإشارة إلى أن الفشل الكلوي الحاد يمكن الشفاء التام منه بشكل نهائي وهناك أكثر من95 % من الحالات إذا وصلت إلى المركز مبكرة يتم تشخيصها وعلاجها ..
أسباب الفشل الكلوي
وللحديث عن أسباب الفشل الكلوي الحاد فهي كثيرة ومتعددة ونحاول ذكر أهمها : الإسهال والتقيؤ المتكرر وخاصة عند الأطفال أيضا حالات النزيف أثناء الولادة بالنسبة للمرأة الحامل بعد العمليات القيصرية ومضاعفاتها أو التسمم الحملي للحوامل كذلك ما يحدث من مضاعفات في بعض العمليات كالنزيف الذي يؤدي إلى أن يصاب المريض بهبوط حاد في الضغط أثناء العمليات ويدخل المريض في حالة فشل كلوي حاد، وأيضا إصابة المريض بالملاريا دون أن يأخذ العلاج اللازم وخاصة ما يسمى بلازموديوم فالسيباروم وتطور يصل إلى مرحلة الفشل الكلوي ، ولكن غالبا هذا النوع من الحالات إذا وصلت في وقت مبكر يمكن علاجها ويعود المريض إلى ممارسة حياته الطبيعية , وقد قدم المركز بحثاً في هذا الجانب في مؤتمر دولي عقد في جدة في المملكة العربية السعودية قبل ثلاث سنوات عن الفشل الكلوي الحاد التي وصلت إلى المركز أكثر من 178 حالة وكان البحث متميزاً قدم من قبلي مع زملاء من قسم الكلى الدكتور مشتاق الحماطي والدكتور خالد الوادعي وهما استشاريا أمراض الكلى في المركز وتوفيت سبع حالات فقط وخرجت بقية الحالات بشفاء تام.
وللأمانة لدينا فرص كبيرة لعمل بحوث علمية قيمة وجيدة لكن للأسف تنقصنا الإمكانيات والوقت الكافي نتيجة للازدحام الشديد.
داء السكري في المرتبة الأولى
كما تحدث الدكتور نجيب حول الفشل الكلوي المزمن وأسبابه قائلا:
الفشل الكلوي المزمن أسبابه كثيرة وفي الإحصائيات العالمية دائماً ما يتبوأ داء السكري المرتبة الأولى في أسباب الفشل الكلوي المزمن وأمراض الضغط ونحن في اليمن الحصوات وانسداد المسالك البولية هي السبب الأول في أمراض الفشل الكلوي أيضا هناك أسباب أخرى كأمراض البلهارسيا والتهابات ميكروبية بالكلى ومن الأسباب الأكثر شيوعا في اليمن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية وكذا ما يسمى بمضادات الالتهابات بمعنى أن شخصاً لديه آلام شديدة في الكلى يقوم بتناول مهدئات مختلفة في اليوم الأول واليوم الثاني والثالث فيذهب الألم لكن المشكلة ظلت قائمة ويكتشف المريض في الأخير أنه يعاني من الفشل الكلوي المزمن بسبب تلك المهدئات، أيضا هناك أمراض وراثية كتكيسات الكلى ومتلازمة البورت إضافة بعض أمراض الجهاز المناعي كمرض الذئبة الحمراء فهذه هي أسباب الفشل الكلوي .
التوعية الصحية لتجنب المرض
- ماهو دور المريض في حماية نفسه من أمراض الكلى؟
لو تكلمنا عن طرق العلاج فستكون ترتيبا الوقاية – التثقيف الصحي والعلاج فالوقاية من المرض هي مسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطن، وتنبع مسؤولية الدولة لأنها السلطة التي تملك حق الرقابة وعقاب العابثين بصحة المواطن وهي التي تقوم بالتخطيط الصحي والتي تملك الإنفاق على مشروعات الوقاية الكاملة ويتلخص هذا الدور في : مكافحة الأسباب المعروفة لبعض أمراض الكلى ، تنظيم خطة الكشف المبكر الذي من خلاله في الكثير من الحالات يمكن وقف المرض والحفاظ على وظائف الكلى. عن تلك الأمراض ،الإعلام الجيد والتوعية الهادفة عبر الوسائل المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة، منع تداول العقاقير الطبية إلا بروشتة رسمية من الطبيب ،وهذا الأمر غائب للأمانة وهذا خلل تتحمله وزارة الصحة ونحن أكثر من مرة نطالب وزارة الصحة أن تعمل توعية صحية للكشف المبكر عن أمراض الكلى.
تجنب أسباب المرض
ويمكن تحديد دور المواطن العادي في: حماية نفسه من المؤثرات الخارجية التي قد تؤدي للإصابة بأمراض الكلى، وتحاشي للمسببات وعلاج العدوى وخاصة الميكروبات السبحية والبلهارسيا وتجنب استخدام أدوية الروماتيزم والمسكنات والمضادات الحيوية إلا بأمر الطبيب ، ومتابعة الأمراض المزمنة كالسكر وضغط الدم والنقرس ... واستخدام المياه بشكل كاف يوميا بمعنى استهلاك كميات كبيرة من المياه وخاصة في المناطق الحارة لابد أن تتضاعف كميات شرب المياه لأنه كلما قل الشرب للمياه كلما زادت مشاكل الكلى أكثر وأكثر.
القات احد أسباب المرض
- وماذا عن القات هل له علاقة بأمراض لكلى؟
لاشك أن القات يلعب دوراً سلبياً في أمراض الكلى وقد تأكد بحثيا أن القات يعمل على زيادة معدلات ضغط الدم وضغط الدم يؤثر على الكلى أيضا لابد من الحديث عن سموم القات (المبيدات الحشرية) فهي بالتأكيد تؤثر على الكلى بشكل كبير جدا ويمكن أن يصل المريض إلى مرحلة فشل كلوي بشكل غير مباشر.
غياب لفاعلي الخير
- كيف ترون حجم مشكلة الكلى في اليمن مقارنة مع الدول العربية الأخرى ؟
لو قارنا أوضاعنا مع دول الجوار في الخليج والذين أصبحنا اليوم جزءاً منهم في منظومة المجلس الخليجي سنعرف أن المقارنة صعبة جدا نتيجة لإمكانياتنا البسيطة وأوضاعنا الاجتماعية ومستوى الرعاية والوعي الصحي ولكن ورغم الغنى والإمكانيات الكبيرة إلا أن معظم مراكز الكلى تقام هناك من قبل فاعلي الخير ورجال الأعمال لكن نحن في اليمن فاعلو الخير موجودون في حضرموت وفي شبوة فقط ومعظم المحافظات نلاحظ أن هناك غياباً للدولة أولا ولفاعلي الخير ثانيا في هذا الجانب.
ولدينا إحصائية تقول إن في المملكة العربية السعودية وقطر يخصص جهاز الفشل الكلوي (الغسيل الكلوي) لمريضين وهنا في اليمن الجهاز الواحد يخصص لقرابة 60 مريضاً هذا الأمر قبل عام والآن يخصص الجهاز لأكثر من 60 مريضاً فلا يوجد أي مقارنة منطقية أو متقاربة لان رجال الأعمال وفاعلي الخير توجهاتهم كبيرة لهذا الجانب بعكس توجهاتهم في اليمن، وغالبا ما يظهرون في المناسبات لتوزيع الهدايا والصدقة ..
وقد أقمنا جمعية خيرية لمساعدة هذه الشريحة من المرضى وهي جمعية الرحمة لزارعي الكلى والتي تقوم بعمل خيري لمساعدة هذه الشريحة من المرضى علما أن معظم الهيئة الإدارية لهذه الجمعية هم أساسا زارعي كلى.
الفشل الكلوي النهائي
وأضاف الدكتور نجيب أبو إصبع قائلا:
وبالنسبة لمريض الفشل الكلوي النهائي المزمن ليس لديه سوى خيارين مايسمى بالاستصفاء الدموي (غسيل الكلى) والذي يغسل فيه المريض مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع وهذا شيء متعب ومرهق للمريض ومكلف ومرهق لنا كأطباء نتيجة الازدحام الشديد في ظل عدم وجود مراكز للغسيل الكلوي في معظم محافظات الجمهورية فالموجود لدينا في حدود 17 مركزاً على مستوى الجمهورية وهذه المراكز بما فيها المراكز التابعة للقطاع العسكري وأعداد المرضى كبير وفي تزايد تكلف المريض قرابة الخمسين دولاراً تتحملها الدولة في اغلب الأحيان والمريض الواحد يحتاج إلى ثلاث جلسات أسبوعيا من دون تكلفة العلاجات وهذا عبء كبير على المريض ولا يستطيع تحمل هذه النفقات وكما تعلمون لا يوجد لدينا تأمين صحي في اليمن وخاصة في القطاع العام إضافة إلى المواطن الفقير والذي لا تربطه بالدولة غير المواطنة أقصد غير موظف وهم كثير جدا وهذا يزيد المشكلة ووزارة الصحة تعلن دائما أنها على طريق إيجاد التأمين الصحي لكن لم يتحقق هذا الأمر إلى اليوم ومازال حلما يراود الجميع.
أدوية أصلية ومقلدة
- وماذا عن الأدوية ؟
ما يخص الأدوية الدولة توفر جزءاً كبيراً من هذه الأدوية لمريض الكلي الذي يجري الزراعة في اليمن وتوفر هذه الأدوية عبر إدارة هيئة مستشفى الثورة العام وجزء من الأدوية عبر وزارة الصحة وأيضا للمرضى الذين اجروا زراعة للكلى خارج اليمن يتجاوز عددهم إلى اليوم 1200حالة وتقوم الوزارة بتوفير هذه الأدوية ويحصل هناك نقص بين فترة وأخرى نتيجة لزيادة أعداد المرضى ونتيجة لتباطؤ الإجراءات في المناقصات لاسيما في ظل وجود أدوية أصلية وأخرى مقلدة وإذا تأخر المريض عن الأدوية قد يصاب بمضاعفات علما أن فاتورة مريض الكلى مكلفة وتتحمل الدولة جزءاً كبيراً من هذه التكلفة لأن المريض يحتاج ما لا يقل عن 600 دولار تقريبا شهريا هذا إضافة إلى أدوية أخرى يحتاجها مريض الكلى المصاب بالسكري والضغط وهناك أدوية أخرى والدولة للأمانة تتحمل جزءاً كبيراً من هذه الأدوية وفي حدود 80 % من التكلفة .
ونحن في مركز الكلى وجراحة المسالك البولية لا نقوم بعملية زراعة الكلى إلا بوجود متبرع قريب من الدرجة الأولى بحسب القانون الذي صدر من قبل مجلس النواب، وهناك مشروع قانون مطور لزراعة الأعضاء وعلى أسس الشريعة الإسلامية سيرى النور قريبا.
معاناة شديدة
- في اعتقادكم مراكز الكلى في اليمن هل تلبي احتياجات المرضى ؟
أؤكد أن مرضى الغسيل الكلوي لا يأخذون حقهم الكافي في اليمن وهناك صعوبة شديدة جدا في الحصول على اقل مايمكن من الغسيل وذلك نتيجة أن اغلب المحافظات كما قلت لا يوجد فيها مراكز غسيل كما هو الحال في الضالع ولحج وأبين والبيضاء ورداع وعمران وريمة ومحافظات أخرى لا يكفي عدد الأجهزة ل 25 % من المرضى فالمريض حتى يصل إلى الغسيل لابد له أن يسافر من مكان إلى آخر ومن محافظة إلى أخرى حتى يصل إلى مركز الغسيل ويتحمل أعباء كبيرة وتكلفة عالية وهذه الصعوبات والمعاناة توصل المريض إلى حالة أسوأ مما هو عليها ، ومن هنا لابد من توفير مراكز جديدة في مختلف محافظات الجمهورية واعتبار هذا الأمر ضرورة ملحة لابد من تنفيذها في اقرب وقت .
مركز مرجعي
- ماذا عن التقنيات الحديثة في المركز ؟
طبعا التقنيات الحديثة موجودة فعلا في مركز الكلى والمركز أصبح اليوم مركزاً مرجعياً ويقارن مع أي مركز متخصص في الشرق الأوسط وكل العمليات الصعبة والمتقدمة تجرى في المركز ابتداء من زراعة الأعضاء وجراحة المناظير وزراعة المثانة واستئصال الأورام وللأمانة إن كل التقنيات والتجهيزات موجودة والكوادر الكفاءة والمؤهلة موجودة ويمكن الاستفادة منها لرفد مراكز أخرى في الجمهورية اليمنية لاسيما وان معظم المراكز الخاصة بالغسيل الموجودة في الجمهورية لايوجد فيها أخصائيون إلا فيما ندر وربما في محافظة عدن فقط وبقية المراكز في المحافظات يوجد فيها أناس ممارسون في أمراض الكلى ونتواصل مع بعضنا البعض كأطباء للتشاور في كثير من الحالات المرضية بين فترة وأخرى عند الحاجة وبالتالي على وزارة الصحة بذل جهد اكبر في مثل هذه القضايا وتأهيل العدد الكافي من الأخصائيين، وأود الإشارة هنا إلى أنه من قسم الكلى فقط غادر أكثر من تسعة أخصائيين في هذا المجال إلى دول الخليج لتحسين ظروفهم الإقصادية نتيجة لضآلة راتب الطبيب داخل الوطن...
تزايد الحالات وضغط العمل
- أهم الصعوبات التي تواجه نشاطكم في المركز ؟
في الواقع إننا نلاقي ضغطاً شديداً في العمل نتيجة الازدحام الشديد من قبل مرضى الكلى ونتيجة هذا الضغط فالمريض لا يحصل على الحد الكامل من الغسيل الكامل أو الوقت الكافي للعناية الصحية بالرغم أن قسم الغسيل الكلوي يعمل على مدار الساعة وبكامل طاقته دون أي أعطال وهذا ما أحببت أن أوضحه للجميع لاسيما وقد ذكر احد الصحفيين في خبر نشره في الجمهورية قبل فترة أن مرضى الغسيل معرضون للموت نتيجة تعطل أجهزة الغسيل الكلوي وهذا الأمر غير صحيح على الإطلاق فالأجهزة تعمل على مدار الساعة ولدينا ستة أجهزة غسيل جديدة تستخدم وتستبدل عند حدوث أي أعطال في الأجهزة وبحمد الله لم تحدث أي أعطال ولدينا في المركز فريق فني للصيانة من شركة ناتكو الشركة التي وردت الأجهزة وفق مواصفات عالمية في الجودة وهذا الفريق مقيم في المستشفى ويتعامل سريعا مع أي طارئ والأمور بحمد الله تسير بشكل طبيعي وما نعاني منه هو الازدحام وعدم كفاية الأجهزة مقارنة مع عدد الحالات أيضا برنامج زراعة الكلى يسير بشكل جيد لكن نحن اليوم بحاجة إلى عمل حالتين إلى ثلاث حالات زراعة للكلى في الأسبوع ولدينا الآن أكثر من 155 مريضاً يحضر لزراعة الكلى و45 حالة زراعة كلى جاهزة ولكن للأسف معظم الحالات تظل منتظرة وقد تدخل في مضاعفات وتنتهي وهي في طابور الانتظار نتيجة الإقبال الشديد إضافة إلى الوضع الحالي في البلد يؤخر بعض الحالات ، وكما قلت عدد المرضى في تزايد كبير ونعاني من ازدحام شديد جدا ونود من خلالكم أن ننوه أننا مركز الكلى الوحيد في الجمهورية اليمنية الذي يختص بعلاج أمراض وجراحة المسالك البولية ويعتبر المركز مرجعية للحالات الصعبة والعادية على مستوى الجمهورية لهذا نعاني كما قلت من ازدحام شديد في استقبال المرضى وفي فحص المرضى وكذلك في مسألة الرقود ولهذا غالبا ما تحصل صعوبات في رقود الحالات خاصة في قسم المسالك البولية ويتأخر المريض لفترات كبيرة ومن الأفضل تطوير هذا المركز بفتح مراكز مماثلة له في المحافظات الأخرى فلا يعقل أن محافظة كمحافظة تعز ومحافظة عدن تملك كوادر من الأطباء الجيدين والاستشاريين البارعين ولا يوجد فيها مراكز فنحن لنا الآن أكثر من ثمان سنوات منذ فتح المركز في مستشفى الثورة ولم يفتح أي مركز آخر في المحافظات لكن فتحت مراكز لما يسمى الاستسقاء الدموي ( وحدات الغسيل الدموي ) في بعض المحافظات لكن كمراكز متخصصة لجراحة المسالك والكلى لايوجد إلا في مركز الكلى في مستشفى الثورة.
كلمة أخيرة
ادعو الدولة ممثلة بوزارة الصحة وفاعلي الخير ورجال الأعمال لدعم هذه الشريحة التي هي فعلا بحاجة لدعمهم بالدواء وفتح مراكز أخرى في كافة المحافظات حتى يأخذ المريض نصيبه من الغسيل الكافي والتخفيف من معاناتهم..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.