القائم بأعمال رئيس الوزراء يشارك عرس 1000 خريج من أبناء الشهداء    موسم العسل في شبوة.. عتق تحتضن مهرجانها السنوي لعسل السدر    مليشيا الحوثي تسعى لتأجير حرم مسجد لإنشاء محطة غاز في إب    أبين.. حادث سير مروع في طريق العرقوب    شبوة تحتضن بطولة الفقيد أحمد الجبيلي للمنتخبات للكرة الطائرة .. والمحافظ بن الوزير يؤكد دعم الأنشطة الرياضية الوطنية    صنعاء.. إيقاف التعامل مع منشأتَي صرافة    المجلس الانتقالي الجنوبي يرحّب بتقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة ويدعو إلى تعزيز التعاون الدولي    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على المرتفعات    وزارة الخدمة المدنية توقف مرتبات المتخلفين عن إجراءات المطابقة وتدعو لتصحيح الأوضاع    لحج: المصفري يرأس اجتماعا للجنة المنظمة لدوري 30 نوفمبر لكرة القدم    توتر وتحشيد بين وحدات عسكرية غرب لحج على شحنة أسلحة    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    تسعة جرحى في حادث مروع بطريق عرقوب شقرة.. فواجع متكررة على الطريق القاتل    انتقادات حادة على اداء محمد صلاح أمام مانشستر سيتي    سؤال المعنى ...سؤال الحياة    برباعية في سيلتا فيجو.. برشلونة يقبل هدية ريال مدريد    بوادر معركة إيرادات بين حكومة بن بريك والسلطة المحلية بالمهرة    هل يجرؤ مجلس القيادة على مواجهة محافظي مأرب والمهرة؟    جحش الإخوان ينهب الدعم السعودي ويؤدلج الشارع اليمني    الأربعاء القادم.. انطلاق بطولة الشركات في ألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    العسكرية الثانية تفضح أكاذيب إعلام حلف بن حبريش الفاسد    غارتان أمريكيتان تدمران مخزن أسلحة ومصنع متفجرات ومقتل 7 إرهابيين في شبوة    إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية تُنظم فعالية خطابية وتكريمية بذكرى سنوية الشهيد    دائرة الرعاية الاجتماعية تنظم فعالية ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    عين الوطن الساهرة (1)    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمراض الكلى بين القصور والفشل!!
نشر في الجمهورية يوم 28 - 03 - 2008


الدكتور/ نجيب وازع أبو أصبع للجمهورية
لا يوجد علاج شافٍ للفشل الكلوي إلا أنه يمكن السيطرة على المرض وتأخير وصوله إلى المراحل النهائية
القات أحد أسباب تردي أوضاع الأمراض التي تصيب الكلى بسبب السموم التي يُرش بها
تتكشف أمامنا مشاكل صحية كثيرة قد كنا بادئ الأمر لا نأبه بها، بل نكتفي بالمهدئات لتخفيف ما تحدثه من ألم، ثم نرجي مسألة العلاج أياماً وربما أشهراً أو سنوات لنفيق على وضع مزر مترد وقد أوغل خطر المرض واشتد أذاه.. والأمر ينطبق أيضاً على الكثير ممن يعانون أمراضاً ومشاكل في الكلى، وعامل أساسي يقود إلى مشاكل كلوية أوسع، كالقصور الكلوي.. وجدير بنا الوقوف على هذا التدهور لعمل الكلى ونيل حصيلة معلوماتية توعوية لتجنبه والوقاية منه بما يؤمن أيضاً تدارك الخطورة قبل أن يستحفل القصور الكلوي ويسوء أكثر وأكثر.. وهو ما سنستعرضه من خلال اللقاء الآتي مع الدكتور نجيب وازع أبو أصبع- استشاري أمراض وجراحة الكلى والمسالك البولية.. فإلى ما دار وورد فيه..
الكلى.. ووظائفها
بداية ليكن حديثك عن الكلى.. ما الذي يمكن للقارئ معرفته حول هذا العضو الحيوي وما يمثله من أهمية حيوية لجسم الإنسان؟
- الكلى شبيهة في تكوينها بحبة الفاصوليا، والأحرى أن تقول: كليتان يمنى ويسرى، موقعهما على الجدار الخلفي للبطن خلف الغشاء البروتيني من جانبي الخصر الأيمن والأيسر؛ وكلاهما يتكون من عدة طبقات وهي من الخارج إلى الداخل «الغلاف الخارجي- القشرة- النخاع- أهرام ملبيجي ثم حوض الكلى»، ومنها- عقب عملية الترشيح واستخلاص الماء والأملاح والمواد من الدم التي تزيد عن حاجة الجسم- يخرج البول بتفريغه من حوض الكلية إلى الحالب ثم إلى المثانة، ومنها إلى خارج الجسم.
وفي الكليتين ملا يين من المرشحات الصغيرة التي تسمح بنقل الدم عبر الشرايين ليدخل إليهما، حيث يمر الدم عبر جميع هذه المرشحات كي يصبح خالياً من الشوائب والمواد الضارة التي زادت نسبتها في الدم عن المستوى الطبيعي والتي تشكل تهديداً خطيراً على الجسم ليعود الدم نظيفاً خالياً من العناصر الضارة بالجسم.
فمن وظائف الكلى والجهاز البولي تنظيم الأملاح في الجسم، مثل «الصوديوم- البوتاسيوم-الكلورايد»؛ وأيضاً امتصاص بعض المواد، كالجلوكوز والأحماض الأمينية، وتخزين البول لفترات أطول بتحكم لا يجعل الإنسان مضطراً للتبول مراراً في كل حين.
وإحدى الوظائف الرئيسيةللكلية- كما أشرت - تنظيم مستوى الأملاح اللازمة للجسم، مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلورايد، والاحتفاظ بما يلزم للجسم من هذه الأملاح بشكلٍ منضبط دون زيادة عن حاجته، وفي نفس الوقت الحفاظ على ضغط الدم عند المستوى الطبيعي.
وبإيجاز ولمزيدٍ من التوضيح تتمحور وظائف الكلى في:
- تكوين وإفراز البول الذي يحتوي على أملاح ذائبة ومواد كيمائية يجب تخليص الجسم منها بصفة منتظمة.
- التخلص من نواتج المواد الغذائية في الجسم ونواتج البناء والهدم لخلاياه، مثل «الكرياتينين- البولينا- حمض البوليك».
- تنظيم مستوى الأملاح في الجسم، مثل «الصوديوم- البوتاسيوم- الكلورايد» وحفظها بشكل ثابت، وكذا معاودة امتصاص الماء وهذه الأملاح عند حاجة الجسم له وللأملاح.
- المحافظة على نسبة المواد القلوية ومستوى حامض الدم بالتخلص من الأحماض الزائدة.
- ضبط مستوى ضغط الدم عند المعدل الطبيعي؛ حيث تساعد على تمدد وانقباض الأوعية الدموية من خلال طرد الأملاح الزائدة عن حاجة الجسم.
كما تقوم الكلى بإنتاج هرمون يساعد الجسم على تصنيع خلايا الدم الحمراء، وتقوم كذلك بامتصاص المواد التي يحتاج إليهاالجسم، مثل «الجلكاوز- الأحماض الأمينية- البيكربونات».
خصائص المرض
ماذا يعني القصور أو الفشل الكلوي؟ وما علاقة ارتفاع ضغط الدم ومشاكل الأوعية الدموية وغيرها من الأمراض بهذه المشكلة؟
- القصور الكلوي أو عدم كفاءة الكلى، يعني أن الكليتين لم تعدا قادرتين على القيام بكل أو ببعض وظائفهما السابقة، فتبقى مخلفات الطعام والشراب ومخلفات البناء والهدم في الجسم، جاعلة عملية التخلص من السوائل والأملاح عملية صعبة.
فالوظيفة العامة للكليتين هو إخراج السموم من الجسم كي لا يتعدى مستوى السموم فيه الحد الطبيعي، بحيث لا تزيد عن «1.4» ملجم لكل دسي لتر مكعب، وأي زيادة لهذا المعدل تعتبر مؤشراً واضحاً لقصور كلوي.
وللفشل الكلوي أو قصور الكلى أسباب كثيرة، وهي:
- التهاب الكلى الحادة والمزمنة.
وجود التهابات ميكروبية بالكلى.
- الإصابة بالبلهارسيا.
- انسداد مجرى البول الناتج عن حصوات الكلى.
- ارتفاع ضغط الدم.
- داء السكر.
- وجود أمراض وراثية، مثل «تكيس الكليتين- متلازمة البورت».
- سوء استخدام الأدوية وخاصة المسكنات.
بعض أمراض الجهاز المناعي، كمرض الذئبة الحمراء «الثعلبة».
هذا بالإضافة إلى أمراض أخرى.
ودور المواطن مهم جداً هنا يأتي من خلال تجنب الأعراض والأسباب والمسببات التي تقود به إلى المعاناة من أمراض الكلى، كالتعرض للبرد الابتعاد عن المهدئات وعن المنشطات القات.
وللأسف، القات له أسباب جدية في مضاعفات أمراض الكلى بسبب السموم التي يرش بها لذلك يجب أن تُعمل فحوصات طبية دورية لوظائف الكلى في المختبر كل عام مع الفحص العام للبول، وعمل جهاز تلفزيوني، فهذا يساعد على اكتشاف «95%» من حالات القصور الكلوي بسبب مضاعفات الملاريا ومشاكل مابعد الحمل بما في ذلك المضاعفات المرتبطة بالعمليات الجراحية.
كيف تتحدد قدرة المريض على كشف وجود مشاكل لديه في الكلى، كالقصور الكلوي؟
أولاً هناك أنواع للقصور والفشل الكلوي:
فشل كلوي حاد يمكن الشفاء منه تماماً.
فشل كلوي مزمن يحتاج لعلاج طبي وانضباط في الغذاء وتناول السوائل.
فشل كلوي نهائي يحتاج لعلاج طبي وانضباط في الغذاء وتناول السوائل وأيضاً زراعة الكلى إذا كان وضع المريض يسمح بإجراء عملية جراحية.
والأعراض العامة للقصور الكلوي التي يمكن أن يتنبه لها الإنسان تبدو عادة في «التقيؤ الوهن العام شحوب الوجه بسبب فقر الدم ضعف الشهية شحة البول الانتفاخ تحت العينين الورم في الأرجل تغير في البول اضطراب في النوم»، وجميعها أعراض أولية في القصور الكلوي، تثير باجتماعها احتمالية بداية أعراض القصور الكلوي؛ ويجب أن يتنبه لها الإنسان وذهابه لدى شعوره بها إلى الطبيب المختص، والطبيب بدوره سيعمل على الكشف عن الحالة بأن يطلب إلى المريض عمل تحاليل للدم «لوظائف الكلى» وتحليل عام للبول، إلى جانب الأشعة التلفزيونية للكلى.
ولايعني ظهور ماذكرته من أعراض بالضرورة أنها للقصور أو الفشل الكلوي، فكثيراً ما تتشابه الأعراض للكثير من الأمراض، ويمكن أن يكون سببها فقر الدم الحاد «أنيميا حادة» أو التشنجات، بل وأحياناً قد لاتظهر للقصور الكلوي أعراض يسترشد بها المريض لطلب التشخيص الطبي لتحديد ما إذا كان سببها قصوراً كلوياً.
سلوكيات ضارة
أي العادات أكثر إلحاقاً للضرر بالكلى؟ وماقد يقود بها إلى القصور أو الفشل؟ وما السبيل لتجنبها؟
لابد للإنسان من تعويض السوائل، فهذا الأمر هام.
وتعويض السوائل بالمعنى البسيط أن الإنسان إذا تبول «لترين» عليه تعويض مامقداره «3 لترات» من السوائل بشكلٍ تقديري.
وقد يعتقد البعض أن فقدان السوائل يأتي من خلال البول، وهذا ليس صحيحاً ففي المناطق الحارة يأتي فقدان السوائل بسبب كثرة التعرق وكذا من خلال التنفس، وبالتالي يفقد الجسم سوائل كثيرة ولابد من تعويضها.
وللأسف هناك أخطاء فردية من قبل الأطباء بالذات الصحية الصغيرة، ذلك أن المريض عادة يذهب إلى الطبيب ويريد أن يرتاح بأسرع ما يمكن وبأقل التكاليف، فيأخذ مهدئات ومغذيات ثم يكتفي بمجرد أن تهدأ آلامه وتسكن، غير مبالٍ بالمشكلة المرضية التي هو بصددها، ولا يعلم ما تشكله من مخاطر على صحته وما تنتظره من معاناة إذا لم يكن هناك تدخل حقيقي لعلاج مرضه قبل أن يستفحل ويشتد.
وبعض الأطباء للأسف الشديد.. كل ما يكتفي به للمريض لا يتجاوز المهدئات لتسكن آلامه ليس إلا دون التركيز على معرفة السبب الرئيسي والحقيقي لهذه الالآم إن كان سببها حصوات المسالك البولية أو أنها ناتجة عن الإصابة بالبلهارسيا فجميع هذه المشاكل- إذا ما أهمل علاجها أو لم يتم أساساً- تقود إلى الفشل الكلوي إلى جانب أن من مسببات الفشل الكلوي:
- داء السكر.
- ارتفاع ضفط الدم.
- الالتهابات الصديدية.
- آثار بعض الأدوية- الالتهابات المصاحبة لبعض الأمراض الروماتيزمية.
- تأثير الحمل على أمراض الكلى.
- الالتهابات المناعية الأولية بالكلى.
إذاً لا بد من المتابعة المستمرة ومن معالجة هذه الأسباب وأن يرشد المريض إلى الطريق الصحيح.
وعلى الطبيب المعالج العمل بأمانة ويتعامل بشكل صحيح مع المريض، ولا يكتفي بتخفيف الآلام لدى من يشكو مغصاً كلوياً، بل ويعالج السبب كذلك، فهو الأهم من علاج الأعراض المصاحبة.
الوصفات العشبية
للوصفات العشبية رواج واسع بين ما يعانون مشاكل الحصوات والأملاح في الكلى.. ما مدى تأثيرها على فاعلية وكفاءة الكليتين؟
- الكثير من العلاجات مصدرها الأعشاب وليس العيب من الأعشاب بل على العكس فاللجوء إلى العلاج بالأعشاب في بعض الأحيان قد يكون الأنجح في التخلص من الحصوات، وبالتالي لا مشكلة في العلاجات بالأعشاب فما جاء على ضوء دراسات وأبحاث معملية علمية أثبتت فعاليتها وخلوها من الأضرار وجاءت نتائجها مسجلة في كثير من المراجع، أما التعامل بالأعشاب عن طريق أطباء ليسو بالأساس أطباء، ومن ثم أخذ الأعشاب بطريقة عشوائية أو بطريقة غير مثبته علمياً علي اعتبار أنها جرُبت، فهنا تكمن المشكلة، بل ومما نحذر منه المريض بالغ الحذر تلافياً من ألا تؤدي به في النهاية إلى الفشل الكلوي.
ومع أقل الأَضرار التي قد تحصل من الأعشاب إذا كانت مفيدة، فهذا يُعد ميزه لهذه العلاجات التي مصدرها الأعشاب المضبوطة بالجرعة المحددة بدقة بمعايير علمية مبنية على دارية وتخصص، على خلاف تلك التي يصنعها من يدعون الخبرة والدراية بعلم الأعشاب واستخداماتها لمجرد أنهم اطلعوا أو قرؤوا الكتب الخاصة بطب الأعشاب واكتسبوا الخبرة.
إن الوصفات غير المضبوطة بالجرعة، مثل الشعير للتخلص من حصوات المسالك البولية ما هي إلا وصفات تساعد عى إدرار البول فقط ولا تعالج المشكلة.
بالتالي تلقي المريض للأدوية غير التقليدية التي يصفها الطبيب المعالجة بالجرعة الصحيحة تأتي بنتائج علاجية مضمونة تغني عن الأعشاب.
ومكمن المشكلة في الوصفات المدرة للبول، كالشعير وغيره أنها شديدة الخطورة في حالة اللجوء إليها لإخراج الحصوات التي شكلت انسداداً كاملاً للحالب، وجراء زيادة إدرار البول فإنه يشكل ضغطاً على الكلى لزيادة الضغط الواقع عليها مما يعمل على تدميرها مع الوقت.
دمار الكلى
ماذا عن الفشل الكلوي الحاد؟ وهل هناك حلول أخرى؟ هل ممكن أن نتلافى موت الكلية؟
الحصوة التي تظل في الكلية مدة طويلة جداً إن أثرت تأثيراً كلياً على الكلية، بمعنى أن مسامات الكلية منتهية ولم تجد محاولات عمل قسطرة نفعاً لتخفيف الضغط الواقع عليها وما يسمى بالاستسقاء نتيجة للحصوة.
فالكلية من الداخل منتهية أما أن تكون الكلية غير متضررة بسبب الحصوة ولاتزال تضغط ولاتزال جيدة من الداخل، فطبيب المسالك البولية يعمل لها مجرد قسطرة أو مايسمى دعامة لتخفيف الضغط عليها.
وبالتالي تبدأ بإنزال وخفض نسبة السموم بالجسم، وصولاً إلى الحالة الطبيعية أو إلى أن تكون قريبة من الحالة الطبيعة للكلية.
ومايحصل للأسف أن أغلب الحالات التي تصل إلينا والكلية منتهية بسبب أن الحصوات كبرت ولم يذهب المريض إلى الطبيب.
فعندما كانت الحصوة صغيرة وقد بدأت بالتحرك وبدأت بالآلام قبل أن تكبر وتكون كارثة، فأحياناً يشعر بثقل في أسفل الظهر ويظن بأن سبب ذلك وجود التهابات في العمود الفقري وآخرون يلجأون إلى أخذ مهدئات ومسكنات على أساس أن المشكلة ستمر بسلام أو لأسباب مادية تجعل المريض يؤجل مسألة الذهاب إلى الطبيب المختص.
وفي كل الأحوال التشخيص السليم هو الحل الأسلم، فمن خلاله يلقى المريض العلاج الأنسب.
تعليمات وقائية
ما الخيارات التي تتيح حضوراً قوياً للوقاية منعاً لحدوث قصور أو فشل كلوي؟
الخيارات كثيرة ولابد لكل منا معرفتها وتطبيقها ليحمي كليتيه من القصور أو الفشل الكلوي، فينبغي عليه:
أن يحمي نفسه من المؤثرات الخارجية التي قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض الكلى.
تحاشي التعرض لمسببات أمراض الكلى.
علاج العدوى، وخاصة عدوى الميكروبات السبحية والبلهارسيا.
آلا يتناول الأدوية، وأهمها علاج الروماتيزم والمسكنات والمضادات الحيوية إلا بأمر من الطبيب ولأقصر فترة ممكنة وبأصغر جرعة فعالة.
تجنب تناول الأغذية والمشروبات المحفوظة.
تجنب ملوثات البيئة وخاصة الأدخنة والأبخرة.
الكشف المبكر عن أمراض الكلى بعمل فحوصات دورية للبول ولو بمعدل مرة سنوياً على الأقل.
متابعة الأمراض المزمنة التي تؤدي إلى مضاعفات بالكلى «السكر إرتفاع ضغط الدم النقرس».
التزام المصاب بمرض الكلى بنظام ملائم للتغذية العلاجية، وأن يكون على علم بما يفيده وما يضره من أغذية، فالثقافة الغذائية هنا ضرورية.
على سبيل المثال،الإقلال من تناول البروتين قد يبطئ من تدهور وظيفة الكلى، وكثرة الدهون «الكوليسترول والدهون الثلاثية» تؤدي إلى تدهور وظيفة الكلى.
وبعض مرضى القصور الكلوي الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم يتأثرون بكمية الملح المضافة إلى الطعام وذلك أن الملح يعمل على ارتفاع ضغط الدم لدى هذه الفئة من المرضى.
وأحب أن أشير إلى أن الكلية المريضة لاتتعامل بكفاءة مع الكثير من العناصر،مثل «البوتاسيوم الفوسفور..» مايعني تخصيص كميات سليمة من البروتينات والصوديوم والبوتاسيوم والدهون والأدوية بالشكل الذي يحدده الطبيب المعالج.
علاج القصور النهائي
.. ما الذي تتيحه الأدوية في علاج القصور الكلوي؟
لايوجد في الوقت الحاضر علاج شافي للفشل الكلوي. بيد أنه من بداية المرض يمكن السيطرة عليه وتأخير وصوله للمراحل النهائية، أي الحد من تطور المرض وجعل التدهور في وظيفة الكلى.
بطيئاً وذلك بالمحافظة على الصحة بما يحد من استمرار التدهور وعلاج مسببات المرض والالتزام بالحمية الغذائية المطلوبة والسليمة.
ولكن عندما تتدهور وظيفة الكلى، وحدوث الفشل الكلوي فعندما تكون الحاجة إلى بديل عن الكلى يؤدي وظائفها لإبقاء المريض على قيد الحياة، ويكون ذلك عن طريق المعالجة بواسطة التنقية أو الاستصفاء البريتوني« الصفاقي»أو الاستصفاء الدموي أو زراعة كلى من متبرع بمواصفات معينة تناسب المريض بحيث لايرفضها جسمه أو من متوفي حديثاً ويمكن التنقل بين طريقة وأخرى طبقاً لحالة المريض.
زراعة الكلى
.. نقل أو زراعة الكلى من متبرع إلى مريض ألا يشكل خطراً على المريض أو المتبرع؟ وما الشروط الواجب توافرها لإجراء عملية كهذه؟
نقل الكلى خيار آخر من العلاج المتوفر للفشل الكلوي،بل تعتبر زراعة الكلى من أحسن الخيارات لعلاج الفشل الكلوي، إلا أنه لايصلح الجميع لهذا النوع من العلاج فهناك شروط للياقة الملائمة يحددها الطبيب المختص في هذا الشأن.
وفي زراعة الكلى تنقل كلى من متبرع جراحياً أي بعملية جراحية إلى المريض لتقوم الكلية المتبرع بها بوظيفة الكلى الطبيعية،وللحفاظ عليها مدى الحياة حتى لايرفضها الجسم وينهي الكلية المزروعة، يكون المريض بحاجة لاختبارات دورية للتأكيد من وظيفة الكلية المزروعة ولايمكن التكهن بفترة بقاء الكلى المزروعة سليمة،ولكن هناك من عاش بكليته المزروعة أكثر من «25سنة».
وأصبح متاحاً في اليمن إجراء عمليات جراحية لزراعة الكلى.. كان ما أجرى من عمليات هذا النوع في عام 1998 بمستشفى الثورة العام بصنعاء بالتعاون مع الأشقاء من جمهورية مصر العربية «مركز أمراض الكلى وجراحة المسالك البولية بمدينة المنصورة» واستمرت بشكل موسمي إجراؤها لكنها مؤخراً عقب افتتاح مركز أمراض وزراعة الكلى توفيق من الله أصبح لدينا فريق يمني متكامل من جراحين واختصاصين في أمراض الكلى،وتمت زراعة كلى لحالات كثيرة وبنجاح كبير.
حيث تسمى كل هذه الأنواع السابق شرحها من تدخلات لعلاج الفشل الكلوي بدائل لوظيفة الكلي.
نصائح في التغذية
.. ننتقل في نهاية المطاف إلى التغذية.. فبم تنصح المرضى في هذا الجانب؟ولماذا يحتاج مريض الكلى لحمية غذائية؟
يجب تخطيط نظام التغذية لمرضى القصور أو الفشل الكلوي،وذلك وفقاً للقواعد العلمية الصحيحة التي يحددها الأطباء المعالجون بناءً على حسابات دقيقة،لأن التغذية الصحيحة حجر الزواية في علاج مرضى الفشل الكلوي، ولابد أن يدرك أن المشكلة الرئيسية لديه تكمن في عجز جسمه من التخلص من نواتج التمثيل الغذائي.
لذا فإن مراقبة أنواع الأغذية وكمياتها تسهم بدرجة كبيرة في عدم تراكم المواد السامة التي تفشل الكلى في تخليص وتنقية هذه السموم التي يحملها إليها الدم وإفرازها مع الأملاح الزائدة والماء الزائد عن حاجة الجسم مع البول.
ويمكن للحمية الغذائية أن تحقق للمريض الآتي:
جعل التدهور في وظائف الكلى بطيئاً.
لتأخير الحاجة عن الدهلزة و«الاستسقاء».
منع المضاعفات عند مريض الدهلزة بالمحافظة على نسبة البوتاسيوم في الدم. المحافظة على حياة المريض بالفشل الكلوي إلى حين حصوله على كلي للزراعة.
المحافظة على مستوى السكر في الجسم تلافياً لمضاعفات مرض السكر المؤثرة سلباً على الكلى.
تقليل الاعراض المصاحبة للمرض،مثل الغثيان والقي والحكة.
المحافظة على القيم الغذائية المطلوبة للمحافظة على الصحة العامة.
تقليل تكوين السموم والشوائب.
ولتحديد التغذية الملائمة للمريض هناك عوامل متعددة يجب أخذها في الاعتبار،أهمها:
1 السن :إذ تختلف المتطلبات الغذائية وللنمو والطاقة بالنسبة للأطفال عن المتطلبات الغذائية للبالغين وكبار السن.
2 الجنس: تقل احتياجات الإناث للطاقة بصفة عامة مقارنة بالذكور.
3 الجهد:احتياجات العامل اليدوي للطاقة تختلف عن الموظف المكتبي.
4نسبة القصور في وظائف الكلى: حيث يلزم مراعاة قدرة الكلى على التخلص من مكونات الطعام وخاصة «النتروجين البوتاسيوم والكبريتات» وغيرها، بالإضافة إلى الماء ذاته.
5 الأمراض المصاحبة للفشل الكلوي:حيث إن تخطيط نظام التغذية يتطلب مراعاة تلك الأمراض، فغذاء مرضى السكري يجب أن تقل فيه نسب السكريات والدهون، ومرضى القلب المصابون بارتفاع الدم والذين يعانون تورماً لسبب أو لآخر يحتاجون للتدقيق في تناول ملح الطعام.
*المركز الوطني والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.