كيف يمكن أن تؤثر أمراض الكبد المتقدمة على الكلى ووظائفها؟ يجيب الدكتور رضا الوكيل أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس قائلا: "من الممكن أن تؤثر أمراض الكبد على الكلى فى أكثر من طريقة، فمن الممكن أن تزيد أمراض الكبد من فرص الإصابة بالبول السكرى والذى بدوره يؤدى إلى التأثير على وظائف الكلى مع زيادة معدلات الإصابة بالالتهابات الميكروبية بالكلى، كما يؤثر على معدل فقدان الزلال من الكلى، كما أن هناك سببا آخر يؤدى إلى اختلال شديد فى وظائف الكلى وهى الصفراء الانسدادية والتى قد تحدث نتيجة إعاقة إفراز العصارة الصفراوية بسبب انسداد القنوات المرارية، إما نتيجة حصوات بها أو وجود أورام حميدة أو خبيثة، ومع ارتفاع معدلات الصفراء فى الدم إلى درجة عالية يؤدى ذلك إلى فشل كلوى وتأثير شديد على وظائف الكلى إلى حد الفشل الكلوى، بما يستلزم التدخل السريع لعلاج هذا الانسداد وفى حالات النزيف الشديد من دوالى المرىء أو المعدة يحدث انخفاض شديد فى ضغط الدم، وتقل كمية الدم الواصلة إلى الكلى نتيجة لذلك، وتصبح غير قادرة على أداء وظيفتها فى تخليص الجسم من السموم، مما يحدث ارتفاع شديد فى معدلات البولينا والكرياتينين بالدم مسببا فشل كلوى حاد. وأشار إلى أن هناك ما يعرف باسم الفشل الكبدى الكلوى، وهو يحدث نتيجة لحدوث فشل شديد بوظائف الكبد مع حدوث استسقاء بالبطن وانخفاض شديد بضغط الدم، وعلى الرغم من احتباس كمية كبيرة من الماء مع الأملاح فى الجسم ممثلة فى صورة تجمع مائى تحت الجلد واختزان كمية كبيرة من سائل الاستسقاء بالبطن إلا أن كمية الدم الفعالة التى تلزم لتأدية الكلى لوظائفها لا تصل إليها بالفعل، وترتفع نسبة البوتاسيوم بالدم وتنخفض نسبة الصوديوم، وكذلك ترتفع معدلات البولينا والكرياتينين مما يرفع معدلات الوفاة خلال أسبوع إلى أسبوعين فى الحالات التى لا تتلقى العلاج الكافى. لذا يجب التعامل بسرعة مع هذه الحالات وحجز المريض بالمستشفى وتنظيم العلاج بمدرات البول، وإعطاء حقن الزلال البشرى "الألبومين" منخفض الملح مع الأدوية التى ترفع من ضغط الدم لضخ كمية كافية من الدم إلى الكلى. مع العلم أن السبب الرئيسى لحدوث الفشل الكلوى هو سوء حالة الكبد، بدليل أن الكلى التى تنقل لشخص كبده سليم تعمل بكفاءة عالية، وكذلك فإن الكلى تعود إلى حالتها الطبيعية فى حالة زراعة الكبد للمريض إذا لم يستجيب المريض للعلاج. وللوقاية من هذا المرض يجب التعامل مع حالات أمراض الكبد المتقدمة والاستسقاء الشديد باستخدام الأدويه المدرة للبول بحكمة، وانتقاء النوع المناسب لعدم إجهاد الكلى، وكذلك يجب الامتناع عن تعاطى الأدوية التى تؤثر على وظائف الكلى وعلى رأسها بعض المضادات الحيوية مثل الجنتاميسين "جراميسين"، وكذلك الأدوية المضادة للروماتيزم، ويجب استشارة الطبيب المتخصص عند بداية حدوث اختلال طفيف فى وظائف الكلى أو انخفاض شديد فى ضغط الدم.
