حذر أطباء اختصاصيون في أمراض الكلى من خطورة الإفراط في تناول اللحوم، وخصوصا تناولها بكميات كبيرة في شهر رمضان. كما حذروا كذلك من سوء استعمال الأدوية من دون وصفات طبية أو تشخيص سليم للأمراض، وذلك لكونها أقصر طريق للإصابة بالفشل الكلوي. وقال الدكتور عبد الحميد خليل، اختصاصي أمراض الكلى والمسالك البولية: “إن تناول اللحوم بكميات كبيرة غير مفيد لمرضى الكلى لأنه قد يؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي، خاصة للإفراد الذين يعانون من مرض النقرس والأمراض المزمنة كالسكر والضغط”. لافتا إلى ضرورة تناول كميات كبيرة من السوائل والمياه النقية وعدم تناول المضادات الحيوية بشكل مبالغ فيه دون استشارة الطبيب، وذلك لتفادي تكون الحصوات بالكلية. وربط الدكتور خليل بين بعض أمراض الكلية والجهاز البولي والممارسة الجنسية، التي قد تؤدي أحياناً إلى: - حدوث تضييق في مجرى البول والتهابات مزمنة للخصية والبروستات وهوما يترتب عليه وقوع ضمور في مجرى البول ويسبب التهابات تؤثر في وظائف الكلى. مشيراً إلى أن العلاج السريع لأية التهابات بولية وتجنب الإصابات العرضية في منطقة الكلى واستعمال الأدوية وفقاً لاستشارة الطبيب هي افضل طرق الوقاية من أمراض الكلى، وما يرتبط بها من أمراض أخرى بشكل عام. وأضاف أن الكلية هي عضو عام من أعضاء الجسم الهامة واهم وظائفها: - غدة تفرز بعض الهرمونات لصناعة الكرات الدموية الحمراء. - تخلّص الدم وتنقيه من المواد السامة والمواد الضارة الناتجة من عمليات التمثيل الداخلي وما يزيد على حاجة الجسم من الماء والأملاح ومجموعة من هذه المواد عبر ما يُعرف بالبول. - أكد أن النسيج الكلوي مصمم ليحافظ على المواد المفيدة للجسم والتخلص من المواد التي تسبب الضرر له مثل البوليك وغيرها من المواد والأملاح الزائدة، مع ضبط كميات المياه في الجسم حيث يخرج الإنسان كمية من البول تقدر يوميا بنحو 1.5 ليتر. وهذه الكمية تكون نتيجة ترشيح نحو 180 ليتراً من السوائل داخل الكلى، موضحاً أن عملية الترشيح تلك تحتاج الى مرور الدم بصفة مستمرة وبكمية هائلة في الكلى، ولذلك فإن حوالي %25 من الدم الخارج من القلب يتجه إلى داخل النسيج الكلوي وتعتمد عملية الترشيح على كفاءة الوظيفة. *هل يستطيع الشخص أن يعيش بكلية واحدة؟ ذكر خليل أن الإنسان يستطيع أن يعيش بكلية واحدة، بل انه يمكن أيضاً أن يعيش بأقل من ذلك كنصف كلية مثلاً، وذلك في حالة ما إذا كان هناك شخص مولود أصلاً بكلية واحدة أو يعاني من تلف أو ورم سرطاني في كليته الوحيدة، ففي هذه الحالة يتم استئصال الجزء التالف أو المصاب مع الإبقاء على بقية الكلية تعمل بصورة طبيعية، منوهاً إلى انه حاليا نادراً ما يلجأ الأطباء إلى استئصال الكلية كلها بل يتم استئصال الجزء التالف منها فقط. ونوّه خليل إلى أن خطورة أمراض الكلى والجهاز البولي تكمن في تأخر اكتشاف وتشخيص قصور الكلى الوظيفي، حيث قد لايشكو المريض في بعض الحالات حتى يدخل في مرحلة حرجة من المرض، ولذلك لابد من قيام جميع الأفراد بإجراء فحوصات دورية على كافة أجهزة الجسم للتأكد من سلامتها وسلامة وظائفها. وعن أعراض الكلى قال الدكتور خليل: - إن من الأعراض المهمة لها التي يجب الحذر منها قلة كمية البول عن الكمية المعتادة المقدرة بنحو 400 مل - وجود آلام عند التبول. - الشعور بآلام وأوجاع في جانبي منتصف الظهر أو في مكان المثانة البولية اسفل البطن. مؤكدا أهمية استشارة الطبيب فوراً عند الشعور بأي من تلك الأعراض لاتخاذ الإجراءات اللازمة من تحاليل دقيقة لوصف العلاج المناسب حتى لا يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات خطيرة. * المرأة الحامل والكلى وعن إمكانية تعرض المرأة الحامل لأمراض الكلى أشار خليل إلى أن أمراض الكلى مع الحمل قد تسبب مشاكل صحية للمرأة أثناء الحمل، حيث أن تزايد حجم الرحم مع الحمل قد يضغط على الجهاز البولي وبذلك ينتج عنه ركود البول في مجاريه خصوصاً الجهة اليمنى، وذلك لميل الرحم ناحية اليمين، وهذا قد يؤدي إلى التهابات تؤدي إلى تكون الحصوات في بعض الأحيان، ولذلك يجب على المرأة الحامل إجراء تحليل البول والأشعة الصوتية وقياس الضغط بشكل دوري لتجنب أية خطورة على صحتها وعلى صحة الجنين لأن أمراض الكلى تكون قريبة ومرتبطة جداً بأمراض القلب أيضاً. * زيادة نسبة الدهون في رمضان من جهته، اكد الدكتور باسم وهبه، اختصاصي أمراض الكلى: أن من الأسباب المهمة للفشل الكلوي سوء استعمال الأدوية التي قد تضر انسجة الكلى والتي قد تؤدي إلى تدمير خلاياها، وبذلك ينتج عنها الفشل في وظائفها. مضيفاً أنه يجب: - استعمال الأدوية بعد استشارة الطبيب وتحت إشرافه حتى يتفادى المريض خطر الإصابة بالفشل الكلوي نتيجة الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية والمسكنات والأدوية المختلفة. - أكد على ضرورة الابتعاد عن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء في شهر رمضان، وذلك لأن الإفراط في تناولها خطر كبير ينذر بالإصابة بالفشل الكلوي. وقال: إن الصيام لا يزيد من الدهون لكن ما يزيد منها إقبال البعض على تناول الأطعمة الدسمة بكثرة عند الإفطار، وربما بصورة أكبر مما يتناولونها في الأيام العادية والنتيجة الطبيعية لذلك هي زيادة نسبة الدهون في رمضان.وأضاف وهبه: إن علاج الفشل الكلوي ممكن في حالات كثيرة مثل حالات النزيف الحادة وفقدان كميات كبيرة من السوائل (الجفاف)، وذلك من خلال تزويد المريض بالدم المناسب ومكوناته، إضافة إلى منحه السوائل والأملاح المطلوبة، ومتابعته بشكل كامل لمدة تصل إلى أسبوعين متواصلين. أما في حالة وجود انسداد حاد يتم اللجوء إلى الجراحة عبر المنظار.