تمتاز مرحلة الطفولة عند البعض بحب التملك والتحكم وتتجلى هذه الخصلة برغبة الطفل الشديدة في امتلاك ألعابه وأغراضه الشخصية والتحكم فيها كما يريد ثم يتعدى ذلك إلى تطلعه إلى إحكام سيطرته على كل مايحيط به حيث يعتبره ملكاً له وقد تصبح هذه الخصلة مشكلة عندما تصل إلى درجة التعدي وانتهاك حقوق الآخرين! ولعل تعلق الطفل بجهاز التحكم «الريموت كونترول» هو من أكثر الأمور التي تزعج من حوله. الدكتورة عايدة محمد سليم اختصاصية علم النفس أفادت بنصائح عن كيفية التعامل مع هذا الطفل ومواجهته. عندما تكثر مشكلات الاطفال المتعلقة في حبهم للتملك والتحكم، يجب على الأهل إدراك أن أولادهم يمرون بمرحلة تسمى «مرحلة الأنا»، حيث تغلب الأنانية على شخصياتهم، فهم يريدون التحكم في كل الأمور ويرغبون في تلبية كل مطالبهم، حتى ولو كان ذلك على حساب إخوانهم أو أقاربهم، وقد يسلكون أبشع الطرق للوصول إلى أهدافهم، وفي هذا الإطار، يأتي دور التربية من قبل الآباء.. لذا، ينصح التربويون بعدم تلبية جميع طلبات الطفل حتى لايكبر الجانب السيئ في شخصيته، وينمو لديه حب التحكم بطريقة مبالغ فيها، ويصبح من الصعب السيطرة عليها فيما بعد، ولعل الاعتدال في تلبية المطالب يشكل أفضل الطرق في التربية، فلا إفراط ولاتفريط لكي نخلق توازناً في شخصية الطفل. واجهية بحنكة وحكمة تبدأ الخلافات بين الطفل وإخوته، عندما يصر على التحكم ب «الريموت» لفترة طويلة أو عندما يرفض تركه لأحد منهم، فلا يعطي لهم فرصة المشاهدة إلا لما يرغب هو فيه، وفي هذا الصدد، من الخطأ أن يقوم الوالدان بإغراء هذا الطفل بشيء آخر يريده لكي يقوم بالتنازل عما يفعله أو حتى ليقوم بتنفيذ مايطلب منه بل يجب عليهما أن يقوما بمواجهة طفلهما بحنكة لكي يتعلم أن مايقوم به خطأ ويجب التراجع عنه، فالأطفال بطبيعتهم أذكياء، وعندما يلاحظ أحدهم أن أحد والديه يستخدم معه تلك الطريقة، فإنه سيبدأ باستخدام هذا الأسلوب فيما بعد للحصول على مايريده، وتصبح بذلك استجابته للنصائح والتوجيه دائماً لقاء مقابل!.. ولذا، من الضروري أن يتبع مع الطفل أسلوب حازم فيه حكمة عند التوجيه والإرشاد، وخصوصاً عندما يبدأ بالتحكم في رأيه، وفي المقابل، هناك تأثير سلبي لاستخدام الوالدين القوة والسلطة المطلقة مع الطفل، لأن هذا سيؤدي إلى إعاقة نمو شخصيته.. فاستخدام السلطة بطريقة حكيمة أمر ضروري لأنها تضع للطفل حدوداً منذ صغره، كما أنها تؤسس لديه مبادئ تفيده في حياته عند الكبر، إذ يتعلم أن الحرية لاتعني أن يفعل مايحلو له من دون أية ضوابط، وكيف يمكن أن يمارسها بدون الإضرار أو التعدي على حقوق الآخرين. كيف تتصرفين؟ عندما نلاحظ أن الطفل بدأ بالتعلق ب «الريموت» فإن أولى خطوات الحل تتمثل في مناقشته بطريقة هادئة، لكي يعي أن لبقية أفراد الأسرة حقاً في المشاهدة أيضاً، فإذا لم يتفهم وأصر على موقفه، تجب معاقبته، ويتمثل العقاب في هذه المرحلة بحرمانه لفترة قصيرة من مشاهدة التلفزيون فلا تقلقي عندما يبدأ الطفل في البكاء والعصبية والتمرد فهذا رد فعل طبيعي، ولكن يجب أن يكون العقاب حازماً حتى يكون فعالاً.. تجدر الإشارة إلى أن حرمان الطفل من حين إلى آخر من أمر يريده قد يفيده، ويبني شخصية قادرة على التحكم الذاتي، وبذلك يستطيع مواجهة الكثير من الصعوبات التي من الممكن أن تواجهه في المستقبل، فإذا لم يعتد الطفل على التحكم في احتياجانه فلن يستطيع عند سن البلوغ أن يتفهم أية ضغوط قد تواجه أسرته، ولن يتقبل فكرة عدم تلبية رغباته، بصرف النظر عن ظروف والديه.. والطفل الذي ينشأ من دون أن يكون مؤهلاً لتقبل الضوابط والنواهي، ولم يدرك منذ الصغر أن لكل شيء حدوداً، يعتاد عند الكبر على الإفراط، ومن الممكن أن يقوده ذلك في بعض الأحيان إلى الانحراف أو الإدمان! أسلوب خاطئ لعلّ بعض الأسر تخشى من فقدان حب طفلها إذا حرمته من أمر ما يريده أو يتعلق به، ولذا يقوم الوالدان في كثير من الأحيان بتلبية كل رغبات طفلهما ويحاولان إرضاءه بأية طريقة، حتى ولو كان ذلك خطأ أويتعدى حقوق بقية أفراد الأسرة.. ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب الخاطئة في التربية التي يقع فيها الكثير من الآباء والأمهات.. ومن الجدير ذكره، أن حب الآباء والأمهات عادة ما يكون غريزة فطرية عند الطفل السوي، لذا فالأمر يتطلب منهم بعضاً من الذكاء في ممارستهم لسلطتهم المقننة، واستغلال حب أبنائهم الفطري لهم في توجيههم وتربيتهم بطريقة صحيحة لا تقوم على أساس مجاراة الطفل في تلبية كل مطالبه. مخاطر التعلّق بالتلفاز ثمة أضرار عدّة تلحق بالطفل عند مشاهدته التلفاز لفترات طويلة، وكثيراً ما يغفل عنها الآباء وأبرزها: حدوث فجوة كبيرة بين الوالدين والطفل: إذ إن بقاء الطفل لفترات طويلة أمام شاشة التلفاز يريح الوالدين وخصوصاً الأم في متابعتها للأعمال المنزلية، فتشعر بالراحة لبقاء طفلها في مكانه بدون أن يتحرك إلا أن هذا يسبب بعض المشكلات التي تغفل عنها الأم فيقل اهتمامها ورعايتها وحضانتها له! إعاقة عقله عن التفكير والإبداع: إذ إن الجلوس لفترات طويلة أمام أفلام الكرتون يحمل مساوئ عدة تتمثل في تعطل عقل الطفل تدريجياً. حرمان الطفل من اللعب: وذلك نتيجة ضياع وقته كله أمام تلك الشاشة، علماً أن عدم لعب الطفل يسبب ضيق صدره وكرهه لأقرانه ورفضه مشاركتهم اللعب، ما يؤدي إلى تكاسله وخموله وتضرره ورفضه القيام بأي عمل عندما يُطلب إليه ذلك. تبلد مشاعر الطفل وعدم مبالاته بكل من حوله: لأن مشاهدة التلفاز تجعل كل حواسه تنجذب إليه، فيكون غير قادر على سماع مناداة والديه له، ولا يشعر بكل ما يقع أو يتحرك حوله. حب الطفل لأدوار الخطر وعشقه لروح المغامرة: فيبدأ بتكرار ما يشاهده بدون تفكير في عواقب الأمور ما يؤدي في بعض الأوقات إلى وقوع الحوادث!.