قال المهندس محمد عبدالعزيز علي مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة الحديدة : إن ظاهرة المدن السكنية التي يراد إقامتها في إطار الأراضي الواقعة ضمن حقول آبار المياه وأحواض المعالجة بمنطقة البيضاء تمثل خطراً جديداً وكبيراً ، ستؤدي في حال قيامها إلى تلوث تلك الحقول بمياه البيارات التي قد تنشأ في تلك المدن.. وفي اللقاء الثاني يتحدث مدير عام المؤسسة عن الوضع المائي بالمحافظة ومخاطر هذه الاعتداءات والمعالجات لمواجهة هذه المشكلة. وضع مستقر كيف تقيمون الوضع المائي بمدينة الحديدة ؟ الحمد لله نحن في سهل تهامة الحقول المائية تعمل في وضع آمن ومستقر وقد نكون أفضل من أي محافظة أخرى في الجمهورية فعندنا ثلاثة حقول اثنان منها تقع في منطقة البيضاء والثالث يقع في منطقة القطيع وعدد الآبار في الحقول الثلاثة ثلاثون بئراً عاملة ولا يوجد هناك عجز حالياً.. فحقل البيضاء يعمل منذ بداية السبعينيات وهو مستمر حتى يومنا هذا، يغذي مدينة الحديدة بكاملها بالمياه النقية الصالحة للشرب وينتج حالياً أكثر من «000.83» م3 في اليوم وقد تم التخفيف على هذا الحقل في الاتجاه إلى موقع آخر وهو أعلى وادي القطيع ويسمى «تهامة 3» ويتكون من ثماني آبار بدأ العمل به بداية العام 8002م وينتج يومياً بمعدل «0008»م3، وتعتبر نوعية المياه في هذا الحقل ممتازة ونحن حالياً بصدد التوسع في نفس الحقل، وضمن الخطة الاستراتيجية لمدينة الحديدة وهناك يوجد حقل ثالث ويسمى «تهامة1» ويقع بين جبل الغامر وجبال فلافلة المطلة على مدينة القطيع وسوف يتم فيه حفر آبار استشكافية إلى عمق «003» م3 مستقبلاً للتأكد من كمية ونوعية المياه فيه هذا هو الوضع المائي حالياً للحقول في سهل تهامة. لكن ما يقلقنا جداً هو الاعتداءات المتكررة على أراضي الحماية لهذه الحقول. اعتداءات متكررة ما صحة الاعتداءات المتكررة على حقول المياه وأحواض المعالجة؟ ما حصل من اعتداءات هي صحيحة وهذه ظاهرة خطيرة فهناك ما تسمى بالجمعيات السكنية وجدت الكثير منها في هذا النطاق المحدد لحماية الحقل والذي يحظر فيه الحفر وقيام المنشآت الصناعية والسكنية وغيرها.. وهذه الجمعيات على سبيل المثال لا الحصر «ابن الهيثم، النصر، سماء الحديدة، السواعد العربية، التشييد» بالإضافة إلى مدعين آخرين ينشطون بين الحين والآخر، فبعد أن كانت مثل هذه الاعتداءات في السنوات الماضية تظهر وتختفي وهي بسيطة كان يتم اخراجهم ومتابعتهم وهم أشخاص باسطين من القش، وقد تطورت هذه الاعتداءات ومن قبل ناس متنفذين وتعتبر هذه الاعتداءات الحالية هي الأخطر منذ بداية العام 6002م كون المعتدين الحالين يريدون إقامة منشآت سكنية ضمن محارم حقول المياه وأحواض المعالجة وأنا استغرب قيام مثل هذه المدن جوار محطات الصرف الصحي نظراً لانبعاث الروائح الكريهة التي يتضايق منها سكان المدينة البعيدون فما بالك بمن يسكن بجوارها. أراضي حماية الحقول هل لديكم ما يثبت بأن الأراضي المعتدى عليها هي حماية لحقول الآبار؟ نعم لدينا محضر تسليم رسمي بحقل الآبار لمياه مدينة الحديدة ومنطقة الحماية التابعة له بمنطقة البيضاء وتقدر المساحة بحوالي «59كم2» تقريباً وذلك لغرض حماية الحقل من الحفر داخل المنطقة وكذا الحفر العشوائي بجوار منطقة الحماية لأن الحفر داخل المنطقة سيؤدي إلى استنزاف المياه الجوفية في الحقل وانخفاض منسوب المياه. هذا المحضر تم تسليمه لنا في عام 99م من قبل فرع الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني.. ومعمداً من محافظ المحافظة وقد تم تخصيص مساحة الحماية نظراً للتوسعات المستقبلية للمدينة التي تتطلب ذلك حيث تؤكد الدراسات استمرار تغذية المدينة من هذا الحقل بالمياه النقية والصالحة للشرب حتى العام 5202م. كما أن هناك حكماً صادراً من المحكمة بهذا الخصوص يؤكد بأن الأراضي ملك للدولة، وبالرغم من كل ذلك فإن المعتدين لا يزالون يواصلون الاعتداءات وبالقوة وكل يوم يستحدثون عملاً جديداً رغم أن هناك توجيهات متكررة من محافظ المحافظة إلى الجهات المعنية في الأمن والشرطة العسكرية بضبط المعتدين وايقافهم عن العمل. خارطة حماية لماذا لا يتم تحديد خارطة حماية لحقل البيضاء؟ حقل مياه البيضاء تم تحديد خارطة لحمايته من الاستنزاف والتلوث والحفر العشوائي خلال الثلاثة العقود الماضية، والحمدلله يعتبر الحقل حتى الآن في وضع آمن، ولكن في الفترة الأخيرة ارتفعت حمى الأراضي تحت مسمى الاستثمار في المدن السكنية وكان هناك هجوم غير عادي على حرم حقل آبار مياه البيضاء ممن يدعون ملكية وشراء الأراضي في هذا النطاق بصورة غير قانونية، فهذا النطاق كما هو معروف محدد لحماية الحقل والذي يحظر فيه الحفر وقيام المنشآت أياً كان نوعها. ونحن لدينا محضر تسليم رسمي من فرع هيئة الأراضي وملتزمون ببنوده ومن هذه البنود.. استلام الأراضي وحمايتها من عبث الحفر العشوائي، وعدم التصرف بالأرض لغير الغرض المخصص لها. بسط عشوائي إلى أين وصلت هذه الاعتداءات حتى الآن؟ هذه الاعتداءات للأسف لم تتوقف عند حد معين بل توسعت وشملت البسط العشوائي فوق الخطوط الناقلة للمياه والصرف الصحي خلف مصنع الملح وبجوار المقلب القديم للقمامة وفي كل مرة يتم رفعهم يعودون مرة أخرى مسلحين حيث حصلت مؤخراً اشتباكات بين أفراد أمن المؤسسة والمعتدين حتى أصبحوا حالياً في حدود أحواض المعالجة وضمن المسافة المحددة لبناء سور هذه الأحواض رغم وجود العلامات المحددة لمسار هذه الخطوط. مخاطر كبيرة ماهي مخاطر هذه الاعتداءات؟ مخاطر هذه الاعتداءات كبيرة وخطيرة قد تؤدي لا سمح الله إلى تلوث الحقل الرئيسي بمنطقة البيضاء المغذي للمدينة بالمياه النقية والصالحة للشرب، فهذه المنطقة رملية وفيها حركة المياة سريعة وتؤدي الوصول إلى المخزون في وقت قصير مما قد يهدد بأزمة شديدة في المياه يصعب معالجتها مستقبلاً كما أن ظاهرة المدن السكنية التي يحدد اقامتها ضمن محارم حقول المياه الجوفية تمثل خطراً جديداً سوف يؤدي إلى تلوث تلك الحقول بمياه التيارات التي قد تنشأ في تلك المدن لذلك لا بد من المعالجات السريعة والعاجلة لمواجهة هذه المشكلة واتخاذ الإجراءات الصارمة بضبط المعتدين والكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات. خارج نطاق السيطرة ما هي المعالجات التي اتخذتها المؤسسة لمواجهة هذه المشكلة؟ حقيقة المؤسسة وضعت هذه المشكلة في صدارة الاهتمامات والأولويات باعتبارها تتعلق بحياة الناس حاضراً ومستقبلاً ولن تألو جهداً في متابعتها لكننا وجدنا في الفترة الأخيرة بأن هذه المشكلة فوق إمكانياتنا ونحن نشعر في المؤسسة بأن المشكلة أصبحت خارج نطاق سيطرتنا كمختصين ولا يمكن إيقافها إلا من قبل جهات عليا، فعملنا على تصعيدها إلى الجهات ذات العلاقة والمطالبة باعتماد حقل الحماية من قبل مجلس الوزراء بعد إعداد الدراسة العلمية الكاملة من قبل فرع الهيئة العامة للموارد المائية كونها جهة اختصاص، وقد تم تسليمهم رسالة بهذا الخصوص وهم حالياً يشرفون على الانتهاء من إعداد هذه الدراسة العلمية ليتم رفعها إلى الجهات العليا، كما أن المؤسسة تتواصل حالياً مع قيادة المحافظة وجهات الضبط المعنية لمنع المعتدين على الأراضي ضمن نطاق الحماية وذلك للحفاظ على الحقل من الاستنزاف على الأراضي ضمن نطاق الحماية وذلك للحفاظ على الحقل من الاسئنزاف والتلوث، كما نقوم بالتواصل مع الاخوة في مكتب الأراضي بعدم اعتماد وحدات جوار للتوسع في المدينة ضمن هذا النطاق. تراجع المخزون الجوفي هل يوجد لديكم تراجع في المخزون الجوفي للمياه؟ لا يوجد أي تراجع للمخزون الجوفي للمياه فيما يخص الوديان التي يتم سحب المياه منها لتمويل المدينة، وهناك مؤشرات في وديان أخرى تعاني هذا التراجع نتيجة الحفر العشوائي وزيادة السحب وقلة التغذية. زيادة الاستنزاف ماهي مخاطر الحفر العشوائي في مناطق الحقول؟ مخاطر استخدام حفر الآبار العشوائية في مناطق حقول المياه هو زيادة الاستنزاف حيث وبعضهم لا يأخذ بالابعاد ما بين الآبار مما يؤدي إلى تداخل مخاريط الانخفاض وهذا يؤدي إلى هبوط في مناسيب المياه الجوفية، وسيؤدي ذلك مستقبلاً ولا سمح الله إلى تداخل أو اكتساح مياه البحر للخزانات المائية القريبة من البحر وهذا يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية بمياه البحر، ونحن بحمد الله نقوم بعملية الحفر وفقاً للخطة الاستراتيجية للمؤسسة ونقوم بحفر الآبار وتجهيزها وإدخالها الخدمة وهناك ضمن الخيارات في الخطة الاستراتيجية هو تحلية مياه البحر التي نعتبرها من الخيارات البعيدة المدى ونسأل الله أن لا نصل إلى هذه العملية المكلفة. الخوف من التلوث يقال إن هناك آثار تلوث بدأت تظهر في المياه.. ما حقيقة ذلك؟ لا يوجد أي تلوث حالياً للمياه ولا صحة لما يقال إطلاقاً.. ولكن هناك خوفاً من المدن السكنية التي تستحدث قرب حرم الآبار ونحن نقوم حالياً بمنع هذه المدن السكنية المجاورة لحرم الآبار فوجودها مستقبلاً يهدد المياه بالتلوث وحذرنا من ذلك.