كشف تقرير رسمي عن ارتفاع كبير في نسبة التلوث بالآبار المحيطة بمدينة عدن ، في وقت تأكد فيه من خلال حصر لمعامل تعبئة المياه في المحافظة وبلغت 26 معملا، استخدام تلك المعامل مياها ملوثه منقولة من الآبار المحيطة بمدينة عدن والتي تبت تلوثها ولا تصلح للاستخدام ،بحسب نتائج التحاليل. وارجع التقرير ارتفاع نسبة التلوث في تلك الآبار نتيجة وصول البيارات التي تم حفرها في المناطق والوحدات السكنية الجديدة والتي لا يوجد بها شبكة صرف صحي إلى مستويات المياه والتصريف إليها . وبحسب التقرير الصادر حديثا عن مكتب الهيئة العامة للموارد المائية للحوض المائي (عدن،لحج،ابين) فان غالبية الآبار الواقعة في مساجد محافظة عدن والبالغ عددها 94 بئرا تحتوي غالبيتها- وفقا لنتائج فحص عينات المياه- على ملوثات نتيجة تعرضها للإهمال وعدم عمل الحماية اللازمة لمنع التلوث بشكل مباشر أو غير مباشر والناتج عن الصرف الصحي القريبة من مواقع الآبار. ونبه التقرير إلى أن آثار التلوث بدأت تظهر في كثير من المواقع في نطاق الحوض المائي لمدينة عدن نتيجة الأنشطة المختلفة وابرزها ( محطات غسيل السيارات وتسرب مياه المجاري والبيارات والتصريف المباشر إلى مستويات المياه الجوفية من المنشآت الصناعية والسياحية) . واضاف "أدى ذلك وسيؤدي إلى زيادة التلوث وضياع الحوض المائي وعدم المقدرة على المعالجة" ، ما يتطلب وضع المعالجات وإعداد الشروط المرجعية وتنفيذ الاشتراطات البيئية للمشاريع وتقييم الآثار المحتملة لمخرجاتها بهدف حماية الموارد الطبيعية واستخدامها بطريقة مستدامة. وإلى جانب التلوث وصف ذات التقرير –نشرت مقتطفات منه يومية السياسية الصادرة عن وكالة سبأ – الاستنزاف والحفر العشوائي بأهم المخاطر والتحديات التي تشكل خطرا على مستقبل الحوض المائي في عدن. ووفقا لما أورده من معلومات وبيانات للرصد المائي وكذا الدراسات التفصيلية حول حجم الاستنزاف الخطير في مناسيب المياه الجوفية في الحوض المائي ،فان التوسع المتزايد للنشاط السكاني ،وما يتطلبه ذلك من مشاريع التنمية الزراعية والصناعية، وزيادة المساحات المروية وإقامة مشاريع صناعية واستثمارية كبيرة، أدى كل ذلك إلى ارتفاع معدل عدد الآبار الإستنزافية والعشوائية وكذا احتياجات زيادة تعميق الآبار الحالية نتيجة هبوط المناسيب وأيضا جفاف بعض الآبار مما شكل خطرا على مستقبل الحوض المائي. وطرقت الهيئة في تقريرها ناقوس الخطر حول المكامن المائية والحقول الواعدة في الحوض المائي ، بإظهار تطابق النتائج الجديدة لتحديثها الدراسات السابقة وإجراء مسوح جيوفيزيائية ، مع نتائج الدراسة الشاملة المنفذة من قبل المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة عدن حتى عام 2025 والتي شملت القيام بالحفر الاستكشافي إلى أعماق مختلفة تجاوزت ألفا ومائة متر،حيث توصلت كافة النتائج إلى عدم وجود المكمن المائي لطبقة الحجر الرملي في عمق 300 متر، والتي كانت قد توصلت إليه الدراسات السابقة. وطالب تقرير الهيئة بسرعة انجاز الدراسات اللازمة لإنشاء محطات للتحلية وإيجاد التمويلات والمشاريع الاستثمارية في هذا الاتجاه ، بالتزامن مع قرار سياسي لحماية الأمن المائي يكفل حل المشكلة وفرض الإجراءات التشريعية والقانونية.