عشرات الملايين في كل أنحاء العالم يعانون من الربو والمعروف أن ثلثي الأشخاص المصابين به تبدأ الإصابة لديهم في سن الطفولة ولكن قد يصاب الشخص بالمرض في أي سن وحالات الربو تزايدت بصورة كبيرة بالذات بالغرب.. حيث إن حالات الإصابة بين الكبار تضاعفت ثلاث مرات في العشرين سنة الأخيرة كما تضاعفت الحالات مرتين بالنسبة للأطفال في سن أصغر من خمس سنوات ولذلك يعتقد الأطباء والباحثون أن أساليب الحياة الحديثة لها صلة بزيادة الإصابة بالربو.. كثيرون من المرضى تظهر عليهم أعراض بسيطة ولكن البعض يصابون بأعراض شديدة..ويقول الدكتور جون ريز الاختصاصي بعلاج أمراض الجهاز التنفسي بمستشفى «جاي» بلندن. ماهو الربو؟ المصابون بالربو تتكون لديهم حساسية ضد بعض العوامل الموجودة في البيئة المحيطة بهم، وهذه العوامل تعرف بأنها «مثيرات الحساسية» ونوبات الربو تحدث نتيجة رد فعل خاطئ من جهاز المناعة، فبدلاً من أن يهاجم البكتيريات والفيروسات الضارة يهاجم مواد لا ضرر منها، مثل حبوب اللقاح النباتية أو المواد العطرية أو عث الغبار، وفي تلك الحالة يفرز جهاز المناعة مواد دفاعية أو أجساماً مضادة خاصة فتكون النتيجة ظهور أعراض الحساسية، وفي حالة الربو تكون النتيجة حدوث تهيج والتهاب في مجاري التنفس التي تنقل الهواء من وإلى الرئتين وقد تحدث إفرازات مخاطية كما تتقلص جدران مجاري التنفس، مما يحدث صعوبات تنفسية. مثيرات الربو يعتبر الغبار أكثر مثيرات الحساسية انتشاراً في حالة الربو، فحوالي 85 في المائة من المصابين بالربو يعانون من الحساسية ضد الغبار والمعروف أن هذه الحساسية تكون ضد فضلات عث الغبار الذي يعيش عادة في السجاد وأغطية السرير. وبالنسبة لحوالي 80 في المائة يكون الوجود في جو به دخان عاملاً في زيادة أعراض الربو سوءاً ونسبة مماثلة تتسبب التمارين الرياضية في زيادة الأعراض لديهم، ونزلات البرد والإصابات الفيروسية الأخرى قد تزيد من حدة الأعراض أيضاً، حيث إن هذه الإصابات تزيد من الإفرازات المخاطية في الجهاز التنفسي،ومن مثيرات الربو أيضاً فراء وقشور جلد القطط والكلاب، وكذلك بعض الأدوية، مثل الايبوبروفين والأسبرين وبعض أدوية ضغط الدم وبعض أنواع قطرات العين، ولذلك يجب إخبار الطبيب أو الصيدلي بالإصابة بالربو في حالة الحاجة إلى أي دواء لأي مرض آخر، وتلاحظ بعض المصابات بالربو أن الأعراض تتزايد قبيل أيام الحيض مباشرة ولذلك يعتقد بعض الباحثين أن التقلبات الهرمونية قد تلعب دوراً في الإصابة بالربو ونوباته. المعرضون للمرض حتى الآن ليس معروفاً بالتأكيد ما هي الأسباب الحقيقية للإصابة بالربو، غير أن كثيراً من الباحثين يقولون إن الشخص يصاب بالربو نتيجة مزيج من العوامل الوراثية والتعرض لمثيرات الحساسية في سن الطفولة المبكرة وتدل البحوث على أن الشخص إذا كان أحد والديه مصاباً بالربو فإن احتمال إصابته هو بالمرض تتزايد بمعدل ثلاثة أضعاف كما ن الأطفال الرضع الذين يتعرضون لجو مشبع بالدخان والرطوبة تتزايد احتمالات إصابتهم بالمرض، وأيضاً عندما تدخن المرأة أثناء الحمل تتزايد احتمالات إصابة وليدها بالمرض، وتدل البحوث على أن التلوث البيئي ليس سبباً للربو، ولكنه يجعل أعراض المرض أكثر سوءاً كما أن بعض أجواء العمل قد تتسبب في المرض، مثل الجو المشبع برذاذ الطلاء. ويقول الدكتور جون ريز: لا شك أن حالات الربو تتزايد يوماً بعد يوم، والمعتقد أن أحد العوامل في زيادة الإصابات بالربو أننا نعيش حالياً في مجتمعات عالية النظافة والتعقيم، بالمقارنة مع الزمن الماضي، كما أن الأطفال لا يتعرضون للكثير من الأمراض والإصابات المعدية، ولذلك لا يتطور جهاز المناعة في أجسامهم لدرجة عالية، والنتيجة أن جهاز المناعة «يخطئ» في التعرف بدقة على أعداء الجسم الحقيقيين، مثل الفيروسات والبكتيريا، و«يظن» أن مواد غير ضارة مثل حبوب اللقاح النباتية أعداء خطيرة على الجسم فيهاجمها مثيراً مختلف أنواع الحساسية ومنها الربو، كما أننا نعيش حالياً في منازل يتكاثر فيها عث الغبار نتيجة للتدفئة المركزية والسجاد والمفروشات اللينة والنوافذ المحكمة الإغلاق، وعدم توفر التهوية الجيدة في المنازل. الأعراض تتمثل أعراض الربو في ضيق التنفس وضغط في الصدر وسعال وصفير أثناء التنفس، خاصة في الليل والصباح عند الاستيقاظ، وبعض الأشخاص يشعرون باللهاث الشديد عندما يمارسون الرياضة، أو صعوبة التنفس عندما يوجدون في جو مشبع بالغبار. والمصابون بحالات شديدة من الربو قد يعانون من الأعراض طوال اليوم، وفي الحالات بالغة الشدة فإن الإنسان قد لا يستطيع العمل أو القيام بنشاطاته الحياتية بطريقة عادية. التشخيص تتفاوت أعراض الربو كثيراً، وغالباً ما يلجأ الطبيب في تشخيصه للمرض إلى الاستعانة بأداة طبية تقيس كمية الهواء التي يمكن أن يزفرها الإنسان من رئتيه وسرعة الزفير، وتظهر تلك الأداة أرقاماً معينة تدل الطبيب على مدى الإصابة بالربو. العلاج توجد عدة علاجات للربو، منها ما يلي: المنشاق inhaler وقد يكون المنشاق من النوع المهدئ للأعراض، ويحتوي على دواء يسبب استرخاء العضلات الموجودة في جدران مجرى الهواء وذلك لتسهيل التنفس، وهذا النوع أثره فوري في تخفيف نوبة الربو، ويستعمل فقط عند وجود الأعراض. وهناك نوع وقائي من المنشاق، ويستعمل لتقليل الحاجة إلى استعمال النوع السابق ذكره الذي يهدف لتهدئة الأعراض عند حدوثها، والنوع الوقائي يحتوي على كمية ضئيلة من السيترويد تعمل على تخفيف التهيج والالتهاب في مجرى التنفس تدريجياً. كبسولات الستيرويد، وقد يصفها الطبيب في الحالات الشديدة، وتستعمل لمدة قصيرة، والمعروف أن استعمال تلك الأقراص لمدة طويلة قد يسبب أعراضاً جانبية، منها زيادة الوزن وهشاشة العظام. كثير من الأطباء والمختصين في علاج الربو يضعون للمريض برنامجاً خاصاً وشخصياً يتبعه، بحيث ينظم العلاج ويغيره، بنفسه، تبعاً لحدة نوبات الربو.. وقد وجد أن الذين يتبعون هذه البرامج الخاصة تقل لديهم نوبات الربو كما يقل احتياجهم للأدوية الخاصة بالنوبات الشديدة الطارئة. التطورات الحديثة يعمل العلماء حالياً إلى التعرض إلى الجينات الوراثية المسؤولة عن مرض الربو، بهدف تطوير علاج جيني فعال، وفي نفس الوقت فقد طور علاج جديد لا يعتمد على الستيرويد، وهو يعمل على تخيفض معدل وجود مادة كيماوية في الرئتين تتسبب في تضيق مجرى التنفس كما تسبب الالتهاب، ولكن هذا العلاج الجديد ليس بفعالية المنشاق المحتوي على معدل عال من الستيرويد، الذي قد يحتاجه بعض المرضى، ولذلك فإن العلاج الجديد يستعمل حالياً كدواء إضافي لتقليل الاحتياج إلى أدوية الستيرويد. ويقول الدكتور جون ريز: أحد العوامل المسببة لالتهاب مجرى التنفس خلايا الدم البيضاء التي تتراكم في رئتي المصابين بالربو، وإذا استطعنا تعطيل عمل تلك الخلايا بطريقة فعالة فإننا قد ننجح في الوصول إلى علاج حاسم للربو. وفي جامعة أبردين الاسكوتلندية يعمل الباحثون على دراسة أثر النظام الغذائي الذي تتبعه المرأة الحامل في الجهاز المناعي لوليدها لمدة السنتين التاليتين للولادة. وتجرى حالياً بحوث واعدة لتطوير نوع من التلقيح الطبي ضد فيروس البرد والدرن وهما من الأمراض التي تزيد حالة الربو سوءاً، ولقاحات أخرى ضد الحساسية لفراء وقشور جلد القطط. الطب البديل تدل بعض الدراسات على فعالية علاجات الطب البديل في تخفيف حالات الربو، ومن هذه العلاجات ما يلي: بوتيكو.. Buteyko.. وهو عبارة عن طريقة في التنفس تعتمد على فكرة أن زيادة التنفس، أو زيادة الأوكسجين المتوفر للجسم تتسبب في الربو، ومن خلال هذا العلاج يتمرن المريض على التنفس بطريقة توفر كمية الأوكجسين اللازمة والصحية فقط. نظام الكسندر.. Alexander Tschnique.. يتدرب الإنسان من خلال هذه التمارين على تعديل القوام وطريقة الجلوس والمشي، وبذلك يتنفس طريقة أكثر فعالية ولهذه التمارين أثر علاجي متوسط بالنسبة للربو. العلاج المثلي Homeopathy يعتمد هذا العلاج على تعريض الجسم لكمية مخففة جداً من المواد المسببة لنوبات الربو، بغرض تحفيز جهاز المناعة على علاج المرض بطريقة أكثر فعالية. الأعراض في لمحات السعال. صفير في الصدر. صعوبة التنفس. ضيق في الصدر. في حالة النوبة يجب المسارعة باستعمال المنشاق المهدئ للأعراض. إذا لم يحدث المنشاق أثره بعد خمس أو عشر دقائق فيجب الاتصال بالطبيب أو الإسعاف. ويجب مواصلة استعمال المنشاق كل بضع دقائق حتى وصول الطبيب أو الإسعاف.